facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحن والخواجا و"حبيب الكل"!


د. وليد خالد ابو دلبوح
20-02-2013 05:12 PM

الكل يحب الخواجا ... والخواجا لا يحب ... ولا يكره أحد!

اني لا أعجب لشيء عجبي لفتنة العيون الزرق وسحرها للعيون السود. تنوعت وتعددت أشكال والوان العدسات اللاصقة اليوم, ونحن لازلنا نحِن الى الماضي ونعشق فقط ... العيون الزرق! منذ لورنس العرب الذي لبس وألبسنا "عباءة نخوتنا", والذي نبهنا أن هناك مستعمراً بين ظهرانينا منذ قرون وحان الوقت أن نثور, ومرورا بسايكس وبيكو وبلفور ومكماهان وجلوب, وتعريجا الى بداية حقبة العيون "اكسترا" الزرق الاميركية, في منتصف الخمسينيات وحتى اليوم, ولا زالت تلك العيون تجذبنا, وكانها كلما فعلت فينا فعلتها, كلما استهويناها أكثر فأكثر.. لنقول.. هل من مزيد؟!

برع الغرب في التفنن في حبهم لاوطانهم وتقديسهم لمصالحهم فنالوا منا اليوم لتمجيد مصالحهم ما نالوا. فعلى صعيد السياسية الخارجية, نراهم اليوم بيننا في كل صغيرة وكبيرة, هاهم يرحبون بالاسلاميين ويعانقون العلمانيين و يصافحون السلفيين ويدعمون الليبراليين ويساندون المتحررين والمتشديين على حد سواء... بذات اليد وذات التحيه و"مطة" الابتسامة, لا زيادة فيها لأحد على حساب الاخر, ولا نقصان... وتزداد مطة الابتسامة بزيادة حجم مصالحهم ووزن الحاجة لأي "جماعة", تستطيع أن تؤثر وتلبي رغباتهم في ظرف ما, بحسب المتغيرات والتقلبات السياسية.

ومن هنا, لا يوجد في قاموس سياستهم الخارجيه كلمة "حبيب الكل", مصالحهم هي التي تبغض وتعشق وتضاجع متى شاءت وكيفما ارادت ومع من ومتى, فلو تطلّب منهم القيام لصلاة الفجر مع الاسلاميين اليوم, لصلّو واحسنوا الوضوء واتقنوها حتى يسلبوهم الامامة وخطبة الجمعة! ولو كان الدور للعشائريين الجدد, لأتقنوا المنسف والجميد "الأحمر", وزينوه أفضل منا بعشرات المرات, ليعلمونا من بعدها كيف ومتى نلبس عبائتنا ومتى ننزعها!

أمّا على صعيد السياسة الداخلية, فنراهم اليوم "الأب الحاني" والأم "الحنون", يغازلون شبابنا ويقبّلون نساءنا من الجهتين (قبلة بريئه بالطبع) ويحضنون أطفالنا ويجالسون فقراءنا ويمسحون دموعنا ويحاورون "شيوخنا" في عقر بيوت شعرهم, حتى تمكنوا منّا جميعا, فاصبحوا مرجعيتنا وقبلتنا جميعا, ومستودع اّمالنا ودموعنا وشكوانا!

فلو ضاق الامر بأحد منا اليوم, لتجد معظمنا أمام عتبات سفاراتهم للشكوى وطلب العون, فالمرأة في السفارة تشكو اليهم ظلم زوجها لنيل "حريتها", والزوج في السفارة يشكو اليهم ظلم حكومته لنيل "حريته" والحكومة أيضا في السفارة تحذرهم من "خطر" هذا الرجل وهذه المرأة لنيل "مصداقيتها" واستمراريتها, والشباب في السفارة لنيل الفيزا للدراسة أو للهجرة, والتاجر في السفارة خوفا على تجارته وديمومتها, ... جلّنا يقصد السفارات, لنيل "حقوقه" وتحقيق "امانيه" وتأمين مستقبله ... الخواجا "حبيب الكل" ... ولا "حبيب الكل" للخواجا!!

السياسة الخارجيه للاتحاد الأوروبي تجاه الشرق الأوسط: ظاهرها متغير ... وباطنها ثابت!

تعتبر اتفاقية روما لعام 1957 الاطار القانوني المؤسّس لعلاقات المجموعة الاقتصادية الأوروبيه بدول العالم الثالث. على اثرها, تمكن الاتحاد (المجموعة الأوروبيه حينها) ابتداء مع دول المغرب العربي في بداية السيتينيات بتدشين العلاقات المتوسطيه الاوروبيه مقصورة فقط على التعاون الاقتصادي والتجاري. أمّا على المستوى السياسي, فقد عمدت السياسة الخارجية الاتحاد الاوروبي (المجموعة الاقتصادية الاوروبيه سابقا) , ابتداء منذ مؤتمر هلسنكي عام 1971 ومرورا بما يسمى "الحوار العربى الأوروبى" ابان حرب اوكتوبر عام 1973 وازمة النفط, على تحفيز الاستقرار والسلام في الشرق الوسط وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ولكن بدأت بدأت بذوز السياسة الخارجيه للاتحاد الاوروبي تتشكل بشكل أقوى بعيد انتهاء الحرب الباردة, ومع توقيع اتفاقية ماسترخت عام 1992 حيث أضيف لأول مره الشق الامني والسياسي لعلاقات الاتحاد الخارجيه مع الدول الاخرى خاصة عندما أفرزت لاحقا ما يسمى بحقيبة المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للإتحاد الأوروبي. وكان أول تحول "حقيقي" في السياسة الخارجيه الاوروبيه بعد الحرب الباردة تجاة الشرق الاوسط (دول جنوب المتوسط) ظهر بعد اعلان برشلون لعام 1995 ممهدا لتوقيع اتفاقية التعاون تمهيدا لتحقيق أهداف الشراكة الاورومتوسطيه بين دول شمال وجنوب المتوسط. ولكن اذا ما نظرنا الى دور الاتحاد (أو المجموعة سابقا) نرى بالمجمل العام أنه كان دورها تابعا ومكملا للسياسة الخارجية الاميركيه واكثر للعب الدور الاقتصادي والمالي منه للسياسي. في السنوات العشر الاخيرة, تنامت سياسة الاتحاد الاوروبي تجاة المنطقه لاحقا ودشّن ما يسمى بسياسة الجوار والاتحاد من أجل المتوسط وغيرها من السياسات التعاونيه الى ما بعد فترة الربيع العربي.

امّا فيما يتعلق بسياساتها تجاه الديموقراطيه والحريه وحقوق الانسان, فقد جاءت مشابهه لتلك التي انتهجتها الولايات المتحدة تجاة العرب والربيع العربي, فكان الاوربيون بالأمس على نقيض اليوم في رؤيتهم, حيث كانوا مترددين كثيرا في دعم الديموقراطيات في المنطقه خوفا من مجيء الاسلاميين واحتمالية مواجهة خطر الحفاظ على مصالحهم في المنطقة. اليوم, وبموت بوعزيزي, أصبح تقبل الغرب للاسلاميين, أمرا لا مفر منه, وعليه ذعنوا بالتسليم للأمر الواقع, وصافحوا الاسلاميين وهجروا من مبارك في أيام, "عدوهم" اليوم, "صديقهم" لسنين بالأمس.

اليوم, لهم علاقات متميّزه مع الدول "الديموقراطيه" الاسلاميه العربيه بقدر ما لهم بعلاقات متميّزة في الدول التي لم تتأثر بالربيع العربي ... تنسج مع هذا وتدعم وتحيي "ديموقراطيته" .. وتغزل مع ذاك وتدعم وتحيي "سياستة" !!

ما العمل؟: نزعل منهم؟!

بالطبع لا, بل وعلى النقيض, يجب أن لا نحب وأن لا نكره في هذه الامور, بل يجب أن نقدّر ونحيي ما وصلوا اليه من رقي ورفعة وحضارة, على أن لا ننتقص من قيمنا وتاريخنا في نفس الوقت. وانا شخصيا أعترف بأنني ممتن لهم خلال فترة دراستي العليا هناك من اولها الى اخر مراحلها. لا أستطيع ان انكر الجميل لأهل الجميل, لي من الاصدقاء والاساتذه هناك الكثير, الذين أعتز بمعرفتهم وصداقتهم والتعلم على أيديهم وانني اذ أشكرهم لليوم كل الشكر.

لا مانع من الاعجاب والتعلم من ديموقراطيتهم على ان لا نطبق ديموقراطيتهم, ولا مانع من التعلم كيف يشربون ويفكرون, على ان لا نشرب ونفكر ما يشربون ويفكرون, ولا مانع من التعاون والحوار والجلوس والشراكة مع الاخر, ما دامنا نعرف ما لنا وما علينا وماذا نقول وعن ماذا ندافع. وما الضير أن نعتز بقيمنا وأنفسنا وأن لا ننسلخ عن أنفسنا "لتطييب" خاطر الخواجا في نفس الوقت؟ لماذا الشراكة والتعاون معهم يجب أن تكون على حساب كرامتنا ومبادئنا؟. ما المانع في أن تحب نفسك وأن تحترم الاخر في اّن واحد؟ ومن هنا, يجب في المقابل أيضا, أن نبدأ من الان لنؤسس ماهية مصالحنا وطبيعتها ومسارها, فلنا من القيم وما يجمعنا أكثر مما يجمعهم ويوحدهم. ولا مانع من مد يد التعاون لا "الشحدة", حتى نكون اصحاب سيادة واصحاب استقلاليه, لدرء الاعتمادية والتأثير, في الرأي وعمليات اتخاذ القرار.

الخاتمة: "العيون التي في طرفها حور" ... أجمل بكثير!

يقف الاوروبيون والاميركان منذ الأمس وحتى اليوم مع مسافة واحدة منا جميعا, ولكنه يقترب و"يعشق" القوي فينا لا غير, والذي فقط يستطيع أن يؤمّن استمرارية تدفق مصالحة ويدافع عنها, بغض النظر عن طبيعة النظام ومزاجة السياسي والديني والفكري. فالرئيس مرسي القوي خير عند الاوروبيون من حسني الضعيف! هذا يستطيع ويقدر وذاك في المستشفى ممدد على السرير لا يستطيع ولا يقدر, ولو كانت هناك ابرة سحريه تُعيد لمبارك صبغة شعره وشبابه وقوته, لأصبح تارة اخرى حبيب الخواجا وفتنة عيونه الزرق من جديد! لقد قدّمت ورقتي عمل في مؤتمرين مختلفين يصبان في هذا المنحتى من التحليل, وقد لا تستغرب اذا تعمقت في الارقام والسياسات, مشاهدة مدى قدرة وفن ومرونة الغرب بشكل عام والأوروبيون بوجه التحديد في توجيه سياستهم بما يصب في مصالهم تحت أي ظرف مهما استعصى أمره.... كونهم الفريق الأقوى ... والخيارات المتاحة دائما للقوي.. فقط لا غير ... وشكرا وthank you !





  • 1 اكاديمي 20-02-2013 | 07:54 PM

    اخي العزيز بوركت وبورك قلمك الغيور مقال اكاديمي عميق باسلوب ادبي رائع ابدعت في تحليل السياسة الخارجية للغرب وكيفية تغلغلهم في داخلنا لنيل مكاسبهم

  • 2 حمزه طلال ابودلبوح 21-02-2013 | 04:45 AM

    يعطيك العافيه دكتور دائما مبدع في كتاباتك واقوالك

  • 3 مشمش 21-02-2013 | 02:12 PM

    مبدع دائماً يا دكتور وليد

  • 4 خاتمة الكيلاني 21-02-2013 | 03:04 PM

    مقال مميز و بحث رائع و عميق يعيدني الى محاضرات في السياسة و الأقتصاد الأمريكي و طريقة التأثير على سير الأمور.... مقال أكثر من رائع دكتور و كالمعتاد طبعا

  • 5 لورنس المنطقة الشرقية !! 21-02-2013 | 04:30 PM

    أبدعت كالعادة يا دكتور !! بيني و بينك بدها جميد أحمر !!

  • 6 الاقطش العربي 27-02-2013 | 03:21 AM

    جميل الى حد الوجع العربي الذي يجمعنا..
    موفق


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :