يُروى عن الكاتب الكبير توفيق الحكيم انه كان يشكو دوماً من الأخطاء المطبعية في مقالاته و كتاباته و يلعن عمال المطبعة و يدعو الله ان يصيبهم بالشلل و قد اصاب بعضهم فعلاً فيما بعد و كما يبدو بسبب المتاعب الكثيرة و الكبيرة التي يواجهونها و ليس بسبب غضب " الحكيم " عليهم .

اما انا فادعو لزملائي الأعزاء (جماعة التصحيح) و (جماعة الصف الضوئي) بالصحة و العافية .. و طول العمر أيضاً على الرغم انهم اوقعوني غير عامدين و لأكثر من مرة في ورطات كثيرة .. و كبيرة و لكن الله ستر... فقد قاموا بتحويل اسم أحد النقباء لنقابة أطباء الأسنان الدكتور (عِرفان سُلطان) الى (عَرفات سَلَطات) .. و المهندس المرشح لعضوية مجلس نقابة المهندسين جميل (وريكات) الى جميل (دويكات) و غيرهما كثيرون ..!؟

إن الصحيفة .. أي صحيفة يومية من المستحيل أن تستمر في الصدور يوما بعد الآخر دون أن تقع في أخطاء طباعية أو لغوية أو غير ذلك, لكن تبقى الصحيفة المميزة هي التي تستطيع الخروج بأقل الخسائر ..!

أخطاء كثيرة حملتها صحافتنا المحلية و العربية عبر تاريخها الطويل , من بينها الطريف و المضحك و المثير و المحرج و أبرز هذه الأخطاء : فقد نشرت احدى الصحف قصيدة للشاعر بشّار ابن بُرد و في نهايتها نَشرت بريدَهُ الإلكتروني..! و اخرى نَشرت زرقاء (البهامة) بدلاً من زرقاء (اليمامة) ..! و ثالثة نَشرت شركة (تَلعن) لعملائها بدلاً من شركة (تُعلن) لعملائها..! و رابعة نَشرت خالد (حامل) بدلاً من خالد (حامد) ..! و رأس الحكمة (مُخالفة) الله بدلاً من (مَخافة) الله..! و جزيرة (أُم مومس) بدلاً من جزيرة (أُم موسى) التي تقع في الخليج العربي ..! و استقبلت (الكَلبة) زوجة الوزير بدلاً من استقبلت (الكُلية) زوجة الوزير..! و نادي ( يَشوي) حَكماً بدلاً من نادٍ (يشكو) حَكماً..! و اعلنت احدى الصحف عن وفاة شاعر شهير و هو لم يمت و هو الأمر الذي حذا بإحدى الصحف المنافسة للخروج في اليوم التالي بتحقيق موسع عنه مفترضة انه مات بينما كان يسجد شكراً لله ..!

و اشهر خطأ مطبعي في الصحافة العربية هو ذلك الذي نُشر كخبر عزاء يقول في نهايته : رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جنانه إن كان له مكان ..؟!

كما خرجت صحيفة عربية أخرى في السادس من اكتوبر 1981 (بمانشيت) عريض تصف خلاله العرض العسكري بحضور الرئيس انور السادات.. و توجه الرئيس كعادته بعد العرض الى قريته (بيت أبو الكوم) و طَرحت الصحيفة العدد في السوق بينما ظهرت صورة السادات في الصحف الاخرى غارقة بالدماء على أثر اغتياله ..؟!

و في (الرأي).. أتذكر أن أستاذنا الكبير طيب الذكر المرحوم محمود الكايد رئيس التحرير خرج غاضباً ذات صباح من مكتبه متوجهاً الى مكاتب الزملاء (جماعة التصحيح) و (جماعة الصف الضوئي) متسائلاً و بنبرة غاضبة : من منكم حوّل اسم ابن (خلدون) الى ابن (خلفون) و الضابط البريطاني المعروف (غلوب) باشا الى (غلوم) باشا ..؟!

Odeha_odeha@yahoo.com