facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أسمنت الراجحي في المفرق : ثنائية التلوث و التنمية

علي الخوالدة
24-03-2013 03:08 PM

أصبحت قضية البيئة في عالمنا المعاصر قضية جوهرية و أساسية في المجتمعات ، و ذلك لتأثيرها على صحة الانسان و سلامته و إستمراره على كوكب الارض ، ففي بداية القرن الماضي كثرت التحذيرات من النشاط البشري على الأرض و تأثيره على سلامة الأنظمة الايكولوجية ، و لعل كتاب " الربيع الصامت " لمؤلفته راشيل كارسون و التي ماتت بالسرطان فيما بعد كان البداية لهذه التحذيرات ، و الان أصبحت هذه القضايا مصدراً للقلق على كوكب الارض و نظمه الحيوية .

و في الآونه الاخيرة عانت البشرية من اثار التلوث البيئي و مخاطره من أمراض مميتة و قاتلة على الإنسان و الكائنات الحية ، و التي يعتمد عليها الإنسان في بقائه ، و من هنا أطلقت الأمم الحية و منظماتها مصطلح التنمية المستدامة ، و يشمل هذا المفهوم ثلاثة أبعاد رئيسية هي : البيئة و المجتمع و الاقتصاد ، و عند البدء بأي مشروع اقتصادي يجب الأخذ بعين الاعتبار اثاره الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية ، و إغفال هذه الأبعاد قد يكون مسؤولاً عن فشل كثير من المشاريع ..

مصنع الراجحي هو أحد الامثلة على الإستثمار الإعتباطي غير المدروس ، يقع المصنع شرقي بلدة بلعما بحوالي كم ، و المنطقة التي يقع فيها المصنع منطقة زراعية اعتمد عليها السكان في الماضي على مصدر رزقهم و معيشة مواشيهم ، و يحيط به بعض الابار الارتوازية و المزارع ، و هناك مزرعة جملية مليئة بالأشجار المثمرة قريبة جداً منه ، و يشكل المصنع خطراً قاتلاً بطيئاً لا قد يشعر به السكان في الوقت الحالي ، و لكن ستشعر به أجيال المستقبل ، فهناك حديث من بعض الاهالي عن إستعمال الفحم الحجري المحرم دولياً بشكل غير سليم ، و للمعرفة أكثر عن مصانع الاسمنت و تأثيرها على حياة الناس فهناك تجربة حية مماثلة من المعاناة ، و هي مصنع الفحيص .

و إذا تحدثنا عن البعد التنموي و الاجتماعي ، فلم يقدم المصنع أي مشروع خدمي أو تنموي يفيد ابناء المنطقة و يخفف معاناتهم في المستقبل ، ما عدا بعض الوظائف المتواضعة و التي يحتاجها المصنع أصلاَ ، أو بعض المساعدات الضئيلة.

للأسف أن الوعي البيئي متدنيا ً ، و لذلك يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية ، و هنا أصبح مسألة تأسيس جمعية لحماية البيئة في منطقة يطوقها التلوث مسألة ضرورية ، خصوصا َ أن رأس المال لا يزال يتعامل مع المسؤولية الاجتماعية بعدم جدية ، و المواطن لا يدرك أن خدمته و تنميته جزء من واجب القطاع الاقتصادي ، و مبدا أساسي من مبادئ المواطنة الصالحة .

مطلوب من الشركة تقديم إفصاح بيئي عن الممارسات و معلومات سليمة عن إستخدام الوقود و كيفية استعماله ، وكذلك تدريب العاملين و توعيتهم و ارشادهم فيما يتعلق بالصحة المهنية ، فهم لا يعملون في مخيطة لتركيب أزرار القمصان أو في تغليف الشوكولاته .

المصنع أصبح واقعاً الان ، و يمكن من خلال بعض الأجراءات التي تتخذمها الشركة مساعدة المواطنين و أهمها : ابتعاث اوائل المدارس في المنطقة و بشكل شفاف ليعودوا مهندسين و فنيين و و غيرها من الوظائف التي يحتاجها المصنع ، و تأسيس عيادة للأمراض الصدرية و التنفسية ، و مساعدات للفقراء و الاسرة المعوزة ، و غيرها من الخدمات التي يحتاجها المواطنين . و يبقى الأمر الاكثر أهمية هو إلتزام المصنع بالقواعد البيئية و الحد من التلوث ، و التي لا تزال المعلومات عنها ناقصة .

هذا المقال الأول و سأتحدث بشكل أوسع في المستقبل عن الآثار البيئية للمصنع ، و بتفصيل أكبر.





  • 1 اخوارشيده اخوارشيده 25-03-2013 | 03:35 AM

    ابدعت دكتور علي الموضوع مهم جدا ويستحق المتابعه

  • 2 اردني 25-03-2013 | 03:43 AM

    لا حياة لمن تنادي

  • 3 مرشد عبد العزيز 27-03-2013 | 02:15 AM

    كلام في الصميم دكتور علي

  • 4 H 30-03-2013 | 05:23 AM

    شكرا على هذا المقال المتميز الذي يدق ناقوس الخطر الذي يهدد ساكنة بلعما و الاجيالها القادمة .ارجوك تابع هذا الملف... دمت يا د.علي الخوالدة في خدمة الصالح العام و وفق الله لما فيه خير بلعما و المفرق والاردن ككل ...انت مفخرة الاردن.

  • 5 H 30-03-2013 | 09:03 PM

    اجيالها القادمة*

  • 6 H 30-03-2013 | 09:03 PM

    اجيالها القادمة*

  • 7 مشقابي .واقطع 25-04-2013 | 12:21 AM

    مصنع فاشل كل الي في ..

  • 8 كلمة حق 04-06-2013 | 11:38 AM

    شكرا دكتور علي الخوالدة على تبنيك الرائع لهذه القضية المهمة والخطيرة....وأضيف على كلامك انك هنالك تجاوزات وحركات .......

  • 9 اردني حر 04-06-2013 | 11:43 AM

    يا اخ علي ماذا تتأمل من مصنع تتسلم ادارته .....

  • 10 ابو حلس المشاقبه 21-06-2013 | 07:42 PM

    كل العماله من خارج المحافظه لان اشيوخنا .....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :