facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واشنطن ومنظمة المؤتمر الأسلامي


محمد احمد الروسان
21-12-2007 02:00 AM

…وتجيئ هذه العلاقات تحت اطار عريض , يتمثل في اعادة النظر في السياسه الأمريكيه حيال العالم الأسلامي , ويبدو أنّ ادارة الرئيس بوش باتت مقتنعه \\ تكتيكيّاً لا استراتيجيّاً \\ وتجنح بشكل عميق بجدوى الحوار مع العالم الأسلامي وخاصةً مع ما تسميهم بالمعتدلين , كل ذلك عبر منظمة المؤتمر الأسلامي , باعتبارها العنوان الصحيح للعالم الآسلامي ( حسب وجهة النظر الآمريكيه غير سليمة النوايا قطعاً ) لتحسين صورتها ولتحقيق ما لم تحققه من نشر الديمقراطيه الخاصه بها بشكل مباشر عبر خسارتها الرهان على الجواد العربي الرسمي ودعوات الأصلاح المختلفه , كذلك من اجل وقف الأتهامات من طرف المنظمه الأسلاميه بحق واشنطن وسياستها العدوانيه في كل من العراق المحتل وافغانستان المحتل, لأنتهاك واشنطن لحقوق الأنسان واستخدامها اساليب تعذيب مختلفه بحق المعتقلين في هذين البلدين المحتلين , ومن أجل تعميق سيطرة واشنطن على منظمة المؤتمر الأسلامي , وضعت الأخيره استراتيجيه طويلة المدى لتخريب وتدمير المنظمه من خلال ما قامت به مؤخراً , حيث عملت واشنطن على التأثير المباشر على السياسه العموميه للمنظمه وفي الأطار العام للرؤيه الأمريكيه هذه , تم انشاء مجلس خاص يتكون من مجموعه من سفراء الدول الأعضاء في المنظمه , لأجراء التنسيق المباشر والمستمر معهم من أجل التأثير على آرائهم بالسياسه الخارجيه للولايات المتحده وتعمل واشنطن بثبات على اقامة الكليه السياسيه الخاصه لتدريب الموظفين والقيادات من الصفوف الأولى في المنظمه في الولايات المتحده الأمريكيه , باتجاه تجهيز كوادر وقيادات منظمة المؤتمر الأسلامي , للتأثير عليهم وممارستهم سياسه مواليه لواشنطن ومتساوقه ومتماهيه مع رؤيتها للعالم الأسلامي والعربي , كما تسعى وعبر مخابراتها الى تشكيل وتأسيس رتل و \\ أو طابور خامس في منظمة المؤتمر الأسلامي , لأجراء المراقبه على نشاطاتها المختلفه وجمع المعلومات المتنوعه عن الخطوط العريضه لسياسات المنظمه باتجاه الولايات المتحده الأمريكيه….وعموماً نجد أنّ الولايات المتحده الأمريكيه نشّطت وكثّفت من ضغوطها على المنظمه بهدف افشالها والحد من قدراتها وتقسيمها وبالتالي تدميرها لتحقيق نفوذها على العالم .

*...هناك أمور تغيرت ومياهاً جرت بقوّه في نهر العلاقات بينهما , فالحال تغير ولم يعد كما كان ....لقد ادرك الأمريكان – وان جاء هذا الأدراك متأخراً- أنّ المزاج العام لمنطقة الشرق الأوسط \\ تحديداً \\ هو مزاج اسلامي بامتياز , وأنّها لا بدّ أن تصير الى الأسلاميين , لقد آعادوا الأمريكان حسبتهم ورؤيتهم من جديد , فوجدوا أنّه لا توجد مشاكل حقيقيه مع الأسلاميين على مستوى المصالح و \\ أو الطرح الحضاري , واذا كانت فيمكن حلها , ومن ثم فليس هناك ما يمنع من أن يراهن الأمريكان على الجواد ( الأسلامي ) في نشر الديمقراطيه الأمريكيه وفي سباق التغير بالمنطقه , عبر علاقه ما ومن نوع خاص وحسب المقاس والرؤيه الأمريكيه مع منظمة المؤتمر الأسلامي , وبقي فقط أن يحدد الأسلاميون موقفهم \\ الذي لن يغير شيئاً في النظره الأمريكيه الجديده ما لم يؤسس لمشروع مواجهة حضاريه للعولمه والرأسماليه الأمريكيه .

*...وما تعين الرئيس بوش مبعوث خاص له لدى منظمة المؤتمر الأسلامي , الاّ مؤشر قوي على هذا التكتيك السياسي التقني الأمريكي والرؤيه الأمريكيه على اقامة علاقات مع العالم الأسلامي عبر منظمته , لأستخدامها كجسر للولوج في نشر ما يسمّى بالديمقراطيه الأمريكيه في المجتمعات العربيه والأسلاميه على حد سواء ....وأنّ واشنطن تريد أن تجعل من منظمة المؤتمر الأسلامي جواداً وأداه تنفيذيه لمآربها الخاصه والضيقه في منطقة الشرق الأوسط التي صارت ساخنه جداً بسبب السياسات العدوانيه الأمريكيه , كما تريد واشنطن استخدام هذه المنظمه ولما تمثله \\ كحائط صد في وجه فلول الشباب الغاضب الساعي للأنضمام الى التنظيمات التي تعتمد العنف المسلح , وانطلاقاً من هذا التوجه تسعى أمريكا لتحريك الحوار مع العالم الأسلامي ومنظمته وحركاته الأسلامويّه من مربع السريّه الى مربع العلانيه لأكسابه الشرعيه اللازمه لأتمام \\ الصفقه الكبرى \\ ولأضفاء مصداقيه على علاقاتها المرتقبه والتي تسعى اليها مع منظمة المؤتمر الأسلامي , وهي بلا شك مصداقيه كاذبه ومخادعه بنوايا سيئه للغايه .

*....ولكن السؤال الأهم والأجدى من كل ما ذكر آنفاً , يتمحور في , هل هذا التوجه الأمريكي الجديد نحو منظمة المؤتمر الأسلامي , هو توجه استراتيجي أم تكتيكي ؟؟!!.
انّ ما تحلم به الأداره الأمريكيه الحاليه – وأي اداره أمريكيه لاحقه – بتسيده في المنطقه هو نموذج حزب العداله والتنميه التركي بزعامة رجب طيب أردوغان في طبعته العربيه ...ولكي يحدث هذا يجب أن يأخذ الحوار القادم أو الذي يجري الآن بين الأمريكان والأسلاميين خطوات طويله ربما تصل الى سنوات أخرى اضافيه من الحوار , حتّى تتحقق كل التعديلات المطلوبه التي تهيىء تلك التيارات للقيام بالدور المطلوب منها , من منظور واشنطن في حماية المصالح الأمريكيه أو على الأقل التقليل من حدة مشاعر الكراهيه والعداء لسياسات الولايات المتحده الأمريكيه في المنطقه الشرق الأوسطيه .

*...وهكذا داوليك , فانّ فزّاعة , الأسلاميين التي ظلّت تلوح بها الأنظمه العربيه لتخويف الغرب على مصالحه, من عواقب وصول المتطرفين الى الحكم ....حيث آعادت واشنطن توظيفها وتوليفها ولكن هذه المره ضد الأنظمه نفسها ...انّها لمفارقه تستحق التأمل ولو قليل ...ولكن هل أدخل الأمريكان ضمن حساباتهم ما يمكن أن نطلق عليه \" اللعب الخشن \" او العنيف ...بمعنى آخر آلا يمكن أن تدفع هذه السياسه العرجاء الأوضاع في المنطقه الى فوضى لا يحمد عقباها ؟ هذا ما ستجيب عنه تطورات الأوضاع في المرحله القادمه , وبخاصة في العراق المعورق ولبنان المصومل والآراضي المحتله في الضفه الغربيه وقطاع غزّه الملبننه , والتطورات الميدانيه في افغانستان والأمر والحال نحو ايران – وان خبى - , وكذلك الحال والمسأله في مصر والأردن وسوريا والسعوديه.

*...ولو كان نشر الديمقراطيه وحماية حقوق الأنسان هما الهدف , لأحتلت حقوق الملايين الأربعه من اللاجئين الفلسطينيين في الخارج و حقوق الملايين الأربعه من امثالهم في الداخل الفلسطيني , موقعاً مهماً على جدول الأعمال الأمريكي ؟!
...ولكن كل الوطنيين في المنطقه الشرق الأوسطيه باتوا مقتنعين الآن أنّ قضية الديمقراطيه وقضايا حقوق الأنسان , فيها ( أي في المنطقه ) لا تعني الولايات المتحده الأمريكيه الاّ بالقدر اللازم واضعافها وتحويلها الى دويلات طائفيه يتحقق في ظلّها أمن اسرائيل المطلق , وللأسف يبدو انّ المنطقه لا تتجه نحو خريف اسلامي ديمقراطي , كما يدعي البعض , والأرجح أنّها تتجه نحو جحيم أمريكي يأكل نفسه عبر حرب اقليميه طاحنه تأكل الأخضر واليابس ...وان خبت هذه الحرب لسنوات , ولكن في النهايه ستأتي بقوّه جارفه !! .


www.roussanlegal.0pi.com
Mohd_ahamd2003@yahoo.com

سما الروسان في 22 / 12 / 2007 م رابع أيام عيد الأضحى المبارك





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :