سال احدهم في اشارة لاحداث محافظة معان، سوادي العرب ..ضاعت ام ضُيعت ؟

ضُيغت يا اخي نعم ضُيعت الى ان ضاعت في كواليس التهميش والاستخفاف، ضُيعت واستهلكت استهلاكا جائراً ولم يبق عندهم حتى للمجاملة مكان، ظلموا وهمشوا ولا باكيا عليهم، ان ما جرى من احداث في محافظة معان ما هو الا نافذة لحجم الغضب والكبت الذي يعيشه ابناء بدو الجنوب عامة وليس فقط ابناء قبيلة الحويطات، بدو الجنوب... من القطرانه القابعة بمنتصف المملكة الى المدوره في اقصى الجنوب، امتداد جغرافي كبير وتاريخ وماضي عريق، اين هم الان من كانوا قادة وفرسان الحرب ووقودها في الثورة العربية الكبرى؟ اين هم الان من فتح ابواب دمشق للشمس العروبة واريجها؟ اين هم الان من لا يعقد لواء حرب الا بهم؟ عندما كنا كان الثمن دماً، اين هم الان من اجندة الدولة وحساباتها ؟ اين هم حماة النظام الملكي كما كان ينعتهم الناصريون والشيوعيون؟؟؟

فمنذ تاسيس الامارة وبدأ توزيع مكتسبات سالف الدم والنضال، وابنائه في البادية الجنوبية في مسلسل انحدار، من وزارة شؤون العشائر الى مكتب مستشارية فارغ، الى ان وصل بهم بؤس الحال الى يومنا الحاضر حيث بدات الاعراض تظهر والطبيب اصبح عاجزا عن علاجها او حتى تسكين اوجاعها فصرخوا من شدة الالم .

ومن مفارقات الحياة بانهم لا زالو يذكرون الضابط البريطاني كلوب باشا بالخير الى يومنا هذا ويترحمون عليه ويتمنون ان يعود بهم الزمان الى تلك الايام الجميلة بزعامة كلوب، ذلك الرجل الذي فهمهم وفهموه واحبهم واحبوه، وللاسف الى يومنا هذا لم ياتي رجلا منطقي ينسيهم حبهم الا منطقي .

ذلك الرجل الذي احتضنهم وانشاء لهم المدارس العسكرية وبداء تعليمهم والنهوض بهم فنهضوا به، وحمو حدود الامارة وثبتو اركانها، وخاضو معه المعارك الضارية في باب الواد واللطرون ونالو اعجاب وثناء الجميع على شجاعتهم وروح الاستبسال والانضباط الذي تميزوا به دون غيرهم.

الى أن عرّب الجيش وعزل كلوب ففرح بعضهم معتقدين ان ابن جلدتهم سيكون احن عليهم من الاجنبي وسيدعمهم ويواصل تقدمهم ويعزز مكتسباتهم وحقوقهم، وغضب من غضب منهم وفاءاً كانه يعلم القادم غابر من الايام .

وفعلا كما توقع من غضب ومن (كفى دلال القهوة من شدة الحزن)، فقد بدأت سياسة التهميش والتجهيل تعود وبشكل انتقامي واقوى مما كانت عليه قبل قدوم كلوب على يد مجموعة من العسكر فترة الخمسينات من العقد المنصرم، الذين جمدوا قبول ابناء البادية في الاكاديمية العسكرية الباب الوحيد انذاك لقادة المجتمع وسياسيو المستقبل في الدولة الفتية من الطبقة الوسطى وما دون من الشرق اردنييون (اصحاب الجباه السمر)، ولم يكتفوا بذلك بل وانهوا خدمات من اكمل سنوات التقاعد مبكرا في حملة تطهير لم يسلم منها الا كل ذي حظ عظيم، وفصل انذاك من عشيرة الحجايا وحدها اكثر من عشرة مرشحين ضباط (بشاوات ووزراء واعيان المستقبل) ولم يقبل اي منهم على مدى العديد من السنوات.

ولغاية يومنا هذا لا توجد اية رموز عشائرية ذات ثقل سياسي الا من اثر كلوب وفضله عليهم وعلى ابنائهم من بعدهم امثال مشهور حديثه وابنائه وكاسب صفوق وابنائه وهم خريجو مدرسة كلوب مدرسة ضباط الجيش العربي.

وبقي من بقي بعدهم على عهدهم، بائسين مهمشين جالسين في زوايا الجامعات ومستودعات الوزارات.
كلوب يا وجع القصيد يا كلوب اضاعوك واي رجل اضاعوا........
الم يضيعوا كلوب يا صديقي والم يعانوا من شديد ظلم ذوي القربى؟........
فقبل ان تسال عن سوادي العرب ضاعت ام ضيعت؟ اسال عن العرب نفسهم فقد لا تجدهم .