إلى من سرقت أمسي .. وأعدت لي لقاء في الغد،
إلى من ألتفت روحها بالسبات ولم ترني في أحلامها
إلى من تركتني في ليل طويل أتلمظ شوقا للقائها
.. إلى من أرسلت لي نجمتها لتحرسني
ولم تصلني إلى يومنا هذا.. !
لا أمس ... هناك !?تذوي روحي على عتبات فجر موغل في الإشراق ... لغط مستشري في تلك الأزمان التي تسكن فينا من وجود وتجلي .. من بياض يتفتح علينا كزنبقة تعيرنا بعضا من حياة ،ونعيرها كثيرا من الموت ندسها في الأرض شاهدا على قبور ستكون لأجسادنا يوما .
عوالم هلامية تمخر عباب روحي ... أقف ، أكاشف .. فراغات تملئ الدروب التي سنلجأ إليها لنرى في سماء السماء نجوم .. أنت .. أنا وهج مضيء !
ملائكة تتكئ على ما جبلت عليه في العماء ... تتهامس عن سر الكينونة ، عن تلك المسافة التي تفصلني أن أهمس لك من خلف السد يم ومن خلف البرزخ ... كل عام وأنت لست أمي .... !
***
أندس في سجوف ليلي ، ألتهم قلمي بين أصابع خيالي ، محاولا تذكر صورتك في تشرين لآخر خمسون زهرة ذبلت .. فلا يسعفني سجود الليالي وركوعها حين ذرفت الدمع سخيا .
أرفع قلبي من بئر كوني سحيق .. يحزنني فيه انتظار قبر يحث الخطى نحوي .. وأنت لا تبالين .. أطلق روحي في سماء أنت من تحتها ، علك ترفعين رأسك ، لتجديني مبعثرا ما بين ملك ساجد أو مسبح أو راكع ، فلا أجد إلا الأرض التي أتيت إليها بقليل من الموت وكثير من الجنون .
***
أغمض عيوني عن خطى وجهك المتشظي في بقايا أعوام ما رأيتك فيها إلا خيالا .. أنحني لأقبل يدا ألقتني في غياهب المجهول بكل الدموع .. أحاول الاقتراب أكثر ... فأكثر ، وإذ بك تلتفتين إلى الوراء تقبلين ولدك المنشغل بعروسه... فلا أسمع إلا رجع الصدى لروحي المسفوحة على عتبات يدك كل عام وأنت لست أمي !
قيثارة تنشد انعكاس الظل على جبهة من الأحلام ، تجتاز بنا تكسر الحب على عتبات النسيان ...
أتجمع بزوايا وسادتي ، أسكب عليها طيفا لم يزرني .. ولم يعدني حين مرضت .. ولم يطعمني حين جعت .. ولم يستر عورتي حين تشقق جسدي من الأسمال البالية ، ولم يضمد جراح قلبي في تلك السجون .
***
حنين الغربة يخادعني ، فأخادع روحي بأنها تقرأ لي قصة قبل خلودي إلى النوم .... تروي فيها عن طفل تفتحت عيونه على الأرض فلم يجد له أب ولا أم .. فربته غزالة ..
لم أصدق ، إلا عندما رأيت أن الغزالة لا تترك طفلها في أيدي الناس ...
***
ألملم شعث روحي على زحف صباح تشريني ، أطل من نافذتي علّني أجد روحا تبحث عني .. كل ما هنالك سحب تجرها أنفاس شتاء قد اقترب .. ويد تحمل فنجان قهوتي ، وصوت كنسيم روض عطر جاء كل عام ... ألتفت إليها ، ربما تكون هي .. ولكنه لم يكن إلا طيف خيال ردد صوتي كل عام وأنت لست أمي !!

ناهض الوشاح
nahed19762002@yahoo.com