facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاهد أم مشتبه به .. !!


د. هاني البدري
06-06-2013 03:30 AM

أثناء تحضيري لجولة إعلامية في أوساط الجالية الأردنية في الولايات المتحدة، وبعد أكثر من خمسة عشر عاماً على تجربة تلفزيونية مماثلة بين أهلنا الأردنيين والعرب الذين تأمركوا وأصبحوا دستورياً وقانونياً وفسيولوجياً جزءا لا يتجزأ من الأمة الأمريكية،

عدت بالذاكرة لأرى حال العرب في أميركا آنذاك وأوضاعهم اليوم.. وقتها كان العربي الأميركي المُثخن بهزائم أمته الأصيلة والمزهو بعظمة أمته الجديدة وبالسقف اللامرئي لحرية التعبير والديمقراطية وحقه كإنسان في مقاضاة رئيس الولايات المتحدة وبيته الأبيض أمام القضاء وانتقاد النظام الجمهوري وازدراء الأصول الأخرى الآتية منها طبقات أميركية أدنى مثل المكسيكيين والأفارقة، وقتها كان ذلك العربي يختزن قدرة عجيبة عن التعبير بفخر عن أصوله اللبنانية أو المصرية أو الأردنية أو حتى الفلسطينية مع كل ما كان ذلك يشكله من مغامرة غير محسوبة النتائج، بوجود جاليات أميركية يهودية ومنظمات معادية –على طول- للفلسطينيين وقضيتهم.. كانوا يقولونها بملء أفواههم.. وهم يعرفون حجم الهزائم والإحباط والكآبة في تلك البلدان التي يفتخرون بانتمائهم لها قبل أن تدفعهم تلك الهزائم لهجرها دون عودة.

بقي العرب رغم كل مهاترات العداء وتشويه الصورة يكابرون بقوة مزعومة بأنهم نتاج أفضل الأمم وأعرق الحضارات التي كانت تزهو بإنجازاتها يوماً فيما أوروبا "تسبح في بحور الجهل والظلام".. حتى جاء انفجار أوكلاهوما الشهير ليسارع الرسميون الأميركيون للحديث عن "سحنة شرق أوسطية" تحوم حولها الشبهات .. ثم ثبت العكس وأزاح بياض السحنة خوفاً لم يعرفه عرب أميركا إلا بعد ست سنوات في الحادي عشر من سبتمبر.

يومها اختبأ العرب.. أخفوا أُصولهم، حاولوا الذوبان في مجتمعات لم يشرفهم سابقا الاقتراب منها، أخفضوا من صوتهم، لم تعد نبرة الزهو بفخر الأصل والمنبت وعراقة الحضارة العربية وتسامح الإسلام تنفع في أوقات عصيبة.

اثنا عشر عاماً تورمت عُقدة المتهم في نفوسهم حتى باتت متلازمةً مركبة.. باتوا دفاعيين متأهبين للدفاع عن تهمة لم يوجهها أحد، لكنها أصبحت موسومة فوق جلودهم كما يقول إبراهيم عيسى ، (بطحة) يتحسسونها.

عادت حكاية "السحنة" الشرق أوسطية بعد ثوان قليلة من انفجاري بوسطن حين سلطت الأضواء وأصابع الاتهام لطلبة عرب بالوقوف وراء التفجير حتى من قبل صحف كبرى قالت إن الاستنتاجات تقفز فوراً لعرب وراء الحادث، قبل أن يغرد سياسي أميركي "المسلمون أشرار ودعونا نقتلهم جميعاً"، حتى حقيقة أن المعلومات التي أفضت إلى القبض على الأخوين تسارناييف ساعد بها مواطن أميركي مصري في بوسطن بعد مشاهدته للمتهمين ليل الحادثة .. لم تغير من الموقف!!.

عاد العرب ليلة بوسطن إلى شرنقتهم التي خبروها منذ سبتمبر وأعادوا مفردات لغتهم الاختزالية على الهواتف وحبسوا أنفاسهم لحين إعلان رسمي لنتائج التحقيق، فيما قضى عرب أمسياتهم يلهجون بالدعاء إلى الله أن لا يكون لعربي أو مسلم ضلع فيما حدث، ومع عناوين الصحافة التي لم تتحرَ الدقة بحثاً عن إثارة العناوين المتعلقة بالعرب والإرهاب كانت المخاوف بازدياد.

في ضجيج انفجار بوسطن عادت الحقيقة لتضيع، وانتصرت الصورة المغلوطة والنمط المشوه ولم تشفع حادثة المصري الأميركي الشاهد لصورة العربي المتهم والمشتبه به دائماً وأبداً حتى لن يثبت العكس.!!

hani.badri@alghad.jo
الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :