facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تقرير هيومن رايتس ووتش .. وحق التظاهر


31-12-2007 02:00 AM

قبل حوالي الاسبوعين ، عقد مندوبون عن منظمة مراقبة حقوق الانسان ، موتمرا صحفيا في عمان ، تناولوا فيه بعض ما ورد في تقرير للمنظمة الدولية ، اعده الباحث في حقوق الانسان كريستوف ويلكه ، ويحمل عنوان " اقصاء المنتقدين " ، ويدور حول مخالفات لحقوق الانسان في الاردن .عند متابعة مثل هذه النشاطات التي اعتبرها انسانية ، لانها تهتم بحقوق الانسان ، فتسعى من خلال تقاريرها حول هذا الموضوع ، ان تسلط الضوء على معاناة الشعوب في مختلف دول العالم ، سواء التي ما زالت مضطهدة ، او ما زالت ديمقراطيتها منقوصة ، يشعر الانسان باهمية قيمته الانسانية وبالاطمئنان الى مستقبل حقوقه ، ما دام هناك هيئات دولية تتابع حقوقه اينما كان ، سواء حقوق مواطنته في وطنه ، او حقوقه الانسانية في ظروف الاحتلال او اي ظروف تنتهك فيها مثل هذه الحقوق ، وبالتاكيد فان نشاطات هذه المنظمات الدولية تبعث على الاحترام الشديد للقائمين عليها ولنبل غاياتهم ، فلا يمكن للانسان السوي الا ان يكون انسانا حرا ، محبا للحرية له وللاخرين ، وطامحا ان تعم الحرية جميع اصقاع الارض .

لقد كانت غالبية النقاط الواردة في التقرير ، تغطي قضايا تهم الحريات في بلد يسير على طريق تعزيز الديمقراطية ، التي قارب عمرها العقدين من الزمن ، مثل قضايا الاجتماعات العامة ومؤسسات المجتمع المدني ، وغيرها من القضايا التي وقع الاردن على مواثيقها الدولية ، والتي كما قيل في المؤتمر الصحفي لم يلتزم بتنفيذها .

لقد كان كل ما ذكر امورا طبيعية في شرائع حقوق الانسان ، وانا شخصيا اتعاطف مع جميع القضايا التي تهم هذه الحقوق ، ولا تسعى للانتقاص منها تحت اي ذريعة ، ما دامت هذه الحقوق حقوقا ، لكن ما لفت انتباهي واستوقفني كثيرا نقطتين وردتا في التقرير .

النقطة الاولى هي ما ورد حول "فضفاضية" حق الاجتماع في القانون الاردني ، والتي كما ذكر انها تصل الى درجة اعتبار اي اجتماع بين شخصين حتى لو كان الاجتماع في منزل او مكتب خاص ، يلزم المنظمين له بالحصول على أذن مسبق من المحافظين ، وهذه العبارة لم ولن استطيع تصديقها ، واعتقد انها معلومة تنقصها الدقة ، او تلزمها اعادة صياغة حتى تكون واقعية ، فانا ابن الاردن واعيش فيه ، ولا اعتقد انه لو اراد المعارض الاردني المعروف ليث شبيلات ، ان يجتمع في مكتبه او في منزله مع أي معارض آخر فانه يحتاج الى أذن مسبق من الحاكم الاداري .


اما النقطة الثانية التي لفتت انتباهي هو حق التظاهر ، حيث اشار التقرير الى رفض الحكومة طلبات كثيرة لتنظيم تظاهرات ، فاثار ذلك استغرابي فعلا ، فرغم كل التظاهرات التي شهدها بلدنا في مختلف المناسبات والاحداث ، والتي سجلت ارقاما قياسية في مراحل معينة ، فقد كان هناك مظاهرات اخرى رفضت طلباتها ولم تتم ، وتخيلت كم سيكون حجم التظاهرات لو صرح بها جميعا ؟ فرغم انني من محبي الحرية بمختلف اشكال ممارستها ومن اشد انصارها ، لما تمنحه للحياة من جمال وللانسان من احساس بقيمته الانسانية وبكرامته ، الا انني امتعض من كثير من المظاهرات التي شهدت العديد منها في بلدنا ، وبخاصة ذات الصبغة السياسية منها ، بحيث انها لم تعد تستهويني كممارسة ديمقراطية ، ولا تتلائم مع قناعاتي ، وبالتاكيد فان لكل امر سببا .

لعل التظاهر هو اقل النشاطات خطورة لانه مكشوف وواضح ، فالاجتماعات والتنظيمات السرية قد تكون الاخطر على الامن ، لكن التظاهر هو الممارسة الاكثر عرضة للغوغائية ، فقد تؤجج العواطف في حالات معينة ، خاصة اننا شعب عاطفي ، لا يستطيع الكثير منا ضبط انفعالاته ضمن أطر الاخلاق العامة ، مما ينتج ممارسات مؤذية للاخرين ممن لا علاقة لهم بموضوع التظاهر، ومسيئة للحرية نفسها ، والتي هي الغطاء القانوني لممارسة التظاهر ، فالجميع يعلم القاعدة التي تقول ، بان حرية الانسان تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .

هناك الكثير من السلبيات التي نلحظها في المظاهرات ، وبخاصة ذات الدوافع السياسية ، ولعل اولها هو عدم نجاعة المظاهرات ، كاسلوب للرد على احداث جسام يمر بها الوطن او تمر بها الامة ، فجميعنا يعلم تفاصيل ما يجري فيها ، من تعطيل للحياة العامة ، واغلاق الشوارع ، واطلاق الهتافات ، ورفع اليافطات ، والقاء الكلمات التي تؤكد على رفض امر ما والاحتجاج عليه واستنكاره ، ثم يعود كل واحد الى منزله ، يبحث عن وجبة غداء دسمة ، لينام القيلولة ، ثم يمني نفسه برؤية صوره في التلفزيون او الصحف وهو يسير في المظاهرة ، او للتاكيد على بلاغته وجهورية صوته وهو يلقي كلمته الحماسية الانفعالية ، ويستمر الحدث الذي من اجله انطلقت المظاهرة ، دون ادنى التفاتة الى ما طالب به المتظاهرون ، وما صرح به الخطباء ، فهي بالنتيجة ليست اسلوبا فعالا للرد على اعداء الوطن والامة ، هذا اذا لم يرافق التظاهرة رشق بالحجارة وتحطيم للسيارات وواجهات المحلات ، واثارة النعرات المختلفة ، وكل هذا ينعكس سلبا وضررا على مكان انطلاق المظاهرة ، ولا يمس شعرة من رؤوس الاعداء في الخارج ، هذا اذا افترضنا ان جميع المشاركين في التظاهرة هم ممن يحملون الهم الوطني والقومي ، ولم يشارك بعضهم كرفع للعتب وبدون قناعة باسلوب التظاهر ، و البعض الاخر لم يشارك بدافع الفضول او تمضية الوقت لا اكثر .

التظاهر واقامة المسيرات هي ممارسات حضارية ، تتم بطريقة سلمية للتعبير عن موقف معين ، يراد نقله لاصحاب القرار او الراي العام المحلي او الدولي ، وهو بالاساس لمصلحة فئات شعبية معينة او لمصلحة الشعب ككل ، ولا يجوز ان تتحول هذه المسيرات واهدافها النبيلة ، الى وسيلة لايذاء الاخرين ، ماديا او معنويا .
m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :