دعنا نعود الى الوراء قليلاً, و تحديدًا قبل حوالي شهر, و المكان مجلس النواب.. و في مناسبتين متعلقتين بالقضية الفلسطينية, و في حدثين غير مسبوقين و ملفتين لنظر المراقبين و حتي الانسان العادي كذلك.

الحادثة الاولى, قيام مجلس النواب باتخاذ قرار.. و بالاجماع تضمن: (طرد السفير الاسرائيلي من عمان و استدعاء السفير الاردني من تل أبيب) على أثر الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المقدسات الدينية الاسلامية و رموزها في القدس الشريف.

و لإسناد و تقوية قرار مجلس النواب هذا وقّع 87 نائبًا على مذكرة تتضمن: (طلب عقد جلسة لطرح الثقة بالحكومة اذا لم تقم بتنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بطرد السفير الاسرائيلي و استدعاء السفير الاردني من تل أبيب) ..

كما جرى إسنادٌ اخر لهذا القرار التاريخي (الذي لم تلجأ اليه اي بلد عربي معترف بإسرائيل و منه بلدنا) و من مجلس النواب نفسه, فقد رفع عددٌ من النواب.. و تحت القبة..! يافطتين كبيرتين كتب عليهما.. (الشعب يريد طرد السفير)... (و الشعب يريد طرد السفير الصهيوني فورًا) و قد تبادل حمل اليافطتين عدد لا بأس به من النواب و ترافق ذلك أخذ الصور التذكارية.. و على الملأ ايضًا..!!

حادثةٌ اخرى ملفتة.. و تحت القبة ايضًا..! و هذه المرة جاءت من رئيس مجلس النواب نفسه المهندس (سعد هايل السرور).. فقد ألقى معالي (ابو هايل) بمناسبة الذكرى ال65 للنكبة كلمةً وصف فيها (اسرائيل).. ب(العدو).. و الطامع في (أرضنا)..! و تاليًا كلمة السرور في هذه المناسبة: (تصادف اليوم الذكرى الخامس و الستون على النزف الفلسطيني من النهر الى البحر, و من القلب الى الوريد, ففي هذا اليوم من عام1948 تجرعت الامة جمعاء كأس المؤامرة المرير, و نزفت من جوارحها دما زكيًا ما زال ينز من الافئدة التي بقيت فيها حرارة, ومن الادمغة التي ظل فيها ضمير حي, مضيفًا السرور.. ان العدو لم يكتف باحتلال فلسطين التاريخية, فما زال حتى اليوم و سيبقى طامعا في امننا و (ارضنا) ورفاهنا وقوتنا و كرامتنا و حاضرنا و مستقبلنا. و قال معالي ابو هايل: (و لان فلسطين معشوقتنا جميعا, و ساكنة و جداننا القومي فاننا نعلن باسمكم جميعا تمسكنا بالحق الشرعي للشعب الفلسطيني الذي ندعمه و نؤيده و نعمل ما بوسعنا من أجله, و من أجل نيل حقوقه المشروعة.) و قال السرور: (باسمكم نحيي شعبنا الصامد المرابط على الاراضي الفلسطينية رغم تعنت و ظلم الاحتلال الاسرائيلي العنصري على الانسان و الارض و المقدسات.)

حتى كتابة هذه السطور.., لم يجر اي تعليق من اي جهة كانت على كلمة معالي (ابو هايل) التي وصف فيها (اسرائيل) ب(العدو).. و (الطامع) بارضنا, ..! و لم يجر ايضًا اتخاذ اي اجراء حكومي او نيابي على قرار مجلس النواب بطرد السفير الاسرائيلي و استدعاء سفيرنا من تل أبيب كما لم تعقد جلسة للثقة بالحكومة لعدم تنفيذها قرار مجلس النواب.. و لعلّ ما جرى (زَلَة لسان).. و الله أعلم ..!!

Odeha_odeha@yahoo.com