facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لنتعلم من أبنائنا!


01-01-2008 02:00 AM

دعاني صديقي إلى جلسة خاصة في بيته، وكان في ضيافته بعض الأصدقاء الذي تجمعهم هموم الإبداع والثقافة والتنمية البشرية. وحكى لنا كيف أن ابنته "شهد" ابنة الإثني عشر عاما كانت تنتظر صدور الجزء الأخير من قصة "هاري بوتر" ليل نهار، بعد أن قرأت أجزاءها الستة السابقة."شهد" واحدة من ملايين الفتيان والفتيات الذين تابعوا وقرأوا وفهموا قصة "هاري بوتر" وعاشوا قصة نجاحها. في الوقت الذي اتخذ فيه معظم الآباء والأمهات موقفا سلبيا من القصة واعتبروها ظاهرة سلبية اجتاحات العالم وحطمت الأرقام القياسية في القراءة والمشاهدة السينمائية.
صدر الجزء السابع والأخير ووزع في كل العالم في نفس اللحظة، ليكون رمزا للوحدة ودليلا على أن التغيير الذي يبدو صعبا، والسلام الذي يبدو مستحيلا، هي أمور ممكنة وقابلة للتحقيق أيضا.
لم تكن "شهد" الفتاة الموهوبة وحيدة في اهتمامها وشغفها برسالة الكتاب. فقد قرأته في 48 ساعة، وتبين لاحقا أن خمسة ملايين آخرين من أبناء العالم قرأوه خلال خمسة أيام فقط من صدوره، رغم أنه يضم أكثر من 800 صفحة. وهذا يعني أن 5 ملايين فتى وفتاة قرأوا في 5 أيام أكثر من 4 مليارات صفحة. وأن كتابا واحدا أعاد غرس عادة القراءة في الملايين، بينما ندعي نحن الكبار بأن القراءة لم تعد ولن تعود عادة متأصلة في أبنائنا.
لكي ندرك أبعاد دورنا في هذا الزمن المتسارع والمتعولم، وبعد أن ندرك أن عشرات الملايين يقرأون الكتاب الآن، سندرك أيضا أنه يمكن لكتاب واحد أن يوحد العالم ويغيره.
سألت "شهد الحموري" عن الدروس المستفادة من الكتاب، وما الذي حدا بها لتنكب على قراءة كتاب يقال أنه مفرط في الخيال والسحر واللاواقعية. وجاءني ردها البليغ ملخصا قيم "هاري بوتر" في خمسة دروس هي:
- علينا ألا نيأس أبدا، فالأمل موجود دائما.
- علينا أن نعيش كل ثانية وكأنها آخر لحظة في حياتنا.
- ليس هناك أناس سيئون وآخرون جيدون، ففي كل منا جانب سلبي وآخر إيجابي، المهم هو: من نكون وماذا نختار.
- الحب والإخلاص قيمتان خالدتان، وهما ما سيبقى لنا في النهاية.
- لنفكر في الآخرين كما نفكر بأنفسنا، فنحن لسنا وحدنا في هذا العالم.
يبدو أن قصة "هاري بوتر" كتبت للكبار وقرأها الصغار. ففي خضم الصراعات والفوضى التي تعم العالم، أدعو قادة الفكر والسياسة والتربية والأعمال لقراءة القصة في العام الجديد. فالعالم سيكون أكثر حبا وسلاما لو فهم وطبق مبدأ واحدا من مبادىء الحياة، كما فهمتها وشرحتها لنا – نحن الكبار - "شهد".


smadi@edara.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :