facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحياد الحقيقي


د. سامي الرشيد
26-06-2013 09:33 PM

هل هناك حياد حقيقي دون انحياز في هذا العالم بكل مفهوم من مفاهيم الجياد؟
يقسم الحياد إلى قسمين، قسم هو الحياد الإيجابي، الذي يعني عدم انحياز طرف إلى طرف ضد الآخر، والاستقلالية في القرار بما ينتج عنه قيمة مضافة، تساعد على البناء والتقدم الذاتي، والثاني هو الحياد السلبي، الناجم عن الضعف وقلة الحيلة، والذي لا يريد منه أصحابه سوى تجنيب أنفسهم المشكلات، أو حتى أصناف القلق التي تترتب على الانخراط والفاعلية.
يرى البعض هنا أنه لا يمكننا الحديث عن الحياد والموضوعية والتوازن في غياب الحرية الحقيقية، وليست الحرية الشكلية، ذلك أن حرية الصحافة وتدفق المعلومات وحرية إصدار الصحف، هي جوهر القضية، وبدون فك الاشتباك القائم بين الصحافة والإعلام، وبين الدولة والحكومة في معظم الدول العربية، فلن يتحقق حياد ولا موضوعية ولا حرية ولا مصداقية.
لا نستطيع أن نطلب من دولة ألاّ تكون منحازة إلا إذا كان لديها اكتفاء ذاتي، ولديها من الديمقراطية الذاتية - والتي قادتها نابعون من شعبها – أن تتخذ قراراتها بنفسها وما يحتم عليها مصالح شعبها ووطنها دون إملاءات من الخارج، الذين هم لا يفكرون إلا بمصالحهم الشخصية ومصالح بلدانهم دون النظر لمصالح الدول الأخرى.
الديمقراطية التي تطبيق في الغرب على شعوبهم، لا يرغبون تطبيقها على الشعوب الأخرى، حتى لا يكون هناك حياد إيجابي.

لو عدنا إلى الستينات من القرن الماضي، لوجدنا تشكيل أربعة دول قوية هي دول عدم الانحياز فهي مصر بقيادة جمال عبدالناصر والهند بقيادة نهرو ويوغسلافيا بقيادة تيتو وأندونيسيا بقيادة سوكارنو، حيث يعمل الجميع للحياد الإيجابي ولمصلحة بلدانهم وتنمية قدرات شعوبهم.

لم يمض وقت طويل حتى مات تيتو وبدأت المؤامرات على بلده وتقسمت يوغسلافيا لعدة دول وها هي مصر تترنح بالفوضى بعد موت عبدالناصر وكذلك تقسمت أندونيسيا ولم يبق إلاّ الهند، التي تقدمت وأنشأت أنظمة زراعية وصناعية وتعليمية بسبب نظامها الديمقراطي الحقيقي.

لكي ترقي الشعوب وتتفتح وتطالب بحريتها فلابد أن تركز على التعليم، لأن المدخل الوحيد للنهوض بالوطن والارتقاء بشعبه هو التعليم، فهو بوابة العصر نحو المستقبل، يرتبط مباشرة بعناصر أخرى في مقدمتها البحث العلمي، والسلوك الثقافي، ثم حجم التشغيل وتقليص البطالة، وإعادة صياغة المجتمع بصورة عصرية. لذلك فإن السياسات العلمية للتعليم الحديث هي التي تفتح الباب على مصراعيه أمام الغد الذي نزيده.

النظام التعليمي العصري المتطور الذي طبق في بعض بلدان العالم أدى إلى تشكيل دول قوية متماسكة مثل ماليزيا والهند والصين وغيرها، وأدى إلى رفعة شعبها، وقوة اقتصادها.

إن عملنا على تطوير أنفسنا من الداخل استطعنا إقامة دولة عصرية متماسكة.
لنا من الحكم والأمثال ما يشجعنا ويطورنا كأن نقول ما يلي:
-إذا تم كسر بيضة بواسطة قوة خارجية تنتهي الحياة.
-وإذا تم كسر بيضة بواسطة قوة داخلية تبدأ الحياة...
-الأشياء العظيمة دائماً تبدأ من الداخل...
-قالت السمكة للبحر، لن تستطيع أن ترى دموعي أبداً، لأنني في الماء ... رد البحر قائلاً: لكنني أستطيع أن أشعر بدموعك، لأنك في قلبي .
-لا يخاف أحد من قول الحقيقية ولكنه يخاف من مواجهة التبعات الناجمة عن كشف الحقيقية.

فلنعمل على حيادنا، ولنعمل على استقلالنا، ونفكر في داخلنا وفي مصلحة شعبنا، ولنطور تعليمنا ليكون لدينا جيل نافع ينهض ببلده ويطوره وينميه، ويبقى الأمل والتفاؤل أمامنا ونبقي شجرة خضراء في قلوبنا حتى تأتي العصافير وتغرد من حولنا.

dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :