facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمضان معنا أطيب!


د. هاني البدري
18-07-2013 04:08 AM

هو وحده الذي يطرح بركته ويُسبغ على القلوب والنفوس نعمة السكينة وصفاء القلب (لمن أراد)، يبقى رمضان كما هو، بسحره الخاص وطعمه الذي يسكن خلفيات الذاكرة بصور الموائد الصغيرة و(اللمّة) والأوامر المتزامنة مع اللحظات الأخيرة التي تسبق صوت المدفع وهو لا يأتي أبداً متزامناً مع صوت الأذان.. "لا تشرب ماي، بتشبع" والانتظار حملقةً في الأطباق، والالتهام السريع ومن ثم الارتخاء والارتماء على أقرب مقعد بحثاً عن استراحةٍ أعقبت ساعات طويلة من النوم نهاراً.هو نفسه شهر البركة والخير، وصلة الرحم (المنشودة) وهدوء النفس و(المعدة). ليس هناك أبداً ما نقوى على تسميته "رمضان معنا أحلى"، ذلك لأننا أمعنّا في السطحية حين أصررنا على أن رمضان معنا.. أحلى، وهو ليس كذلك أبداً.هو أحلى بقدسيته وباحترام ذوق الناس وخصوصياتهم وتقدير حاجاتهم فيه، وبكونه شهرا يتيه الواصف لأحواله بين قسوة وصعوبة وبطء وثقل ظل في منتصف صيف لاهب، وبين رحمة وسلاسة وخفة دم، وفي كل الحالات ثمة احترام يفرضه الحديث عن رمضان لا يفارق المتحدث عن أحوال الشهر.أما أولئك المصرون على أن رمضان معهم أحلى، فقد أدركوا باستخفاف أن هذا هو آخرهم، فقدموه برنامجاً تلفزيونياً يحمل من السماجة والبرود والسطحية والتجريب ما لا يليق بشهر رمضان ولا بجموع صائمين تعودوا أن ينتقلوا من المائدة الرمضانية ليمنحوا أنفسهم قسطاً من الترفيه والاستمتاع البريء عبر اتصالات وأسئلة ومسابقات، بحثا عن متعة وفائدة.بثقة لا مناسبة ولا مبرر لها، ما يزالون يفتخرون بأن "رمضان معنا أحلى" فيما الأداء التجريبي المنفر الذي يشي بتواضع إمكانات من خطط وبرامج وبقدرات من نفذ وأدى وقدم وأنتج يقول بعكس ذلك.فكيف يكون "أحلى" وهم يدفعون الجمهور للانتقال إلى أي محطة كانت فيها "رمضان معنا عادي" أو "معنا أطيب أو أسمى".. واسمى، لأن سمو المعاني التي يحملها الشهر الفضيل لا تتسق مع ما نراه على الشاشة الأردنية، من سمو الرسالة ونُبل المكانة وعظمة الدور الذي حباها الله للأردن حاضنة الأقصى الذي بدأت عمليات الحفر تحته إيذاناً بمرحلة أخرى من عمر الأقصى والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مرحلة لعلها تحمل اسم "رمضان معنا كان زمان".بعيداً عن التلفزيون، رمضان (مش) أحلى معنا وقد تابعنا مع فرق من مؤسسة الغذاء والدواء وأمانة عمان إغلاق عشرات المطاعم ومحال العصائر في وسط البلد وقد قرروا أن "رمضان معهم.. أيضاً أحلى" ليحققوا أرباحاً متزايدة جراء تصاعد الطلب في رمضان الكريم، فيما مطابخهم ومشاغلهم تغص بالحشرات والصراصير وتستوطنها الأمراض والعناكب المعشعشة على جدران الملاحم ومحلات بيع الدجاج. (مش) أحلى حين نقرر في رمضان أن نتاجر "ونسترزق" على هامش قوت الناس، ونبيع الفاسد والمتعفن والملوث والمنتهي الصلاحية. هو بالتأكيد (أحلى) لمئات الأسباب الخاصة بروحانية رمضان إلاًّ التلفزيون ورمضانه الخاص على الشاشة التي لا يراها أحد، وهو أحلى حين يكون هناك شاب بحلاوة محمد القضاة الذي أوقف عطاءات موائد الرحمن المشكوك في التلاعب بها، وحين طلب من الأئمة التخفيف عن الناس وعدم إطالة التراويح.هناك أسباب كثيرة تُحببنا برمضان وفضائله ليس من بينها أبداً "رمضان معنا أحلى".

hani.albadri@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :