facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة الاعتذار .. !


فلاح المشعل
21-07-2013 05:25 PM

تتمتع المجتمعات المتحضرة بأنساق سلوكية راسخة يتمثل بعضها بثقافة الاعتذار اي الاعتذار عن الخطأ الذي يحدث جراء عدم التنسيق او الخطأ غير المقصود .

هذه المجتمعات خلاف مجتمعاتنا، تبتعد عن الخطأ المقصود بسبب رسوخ القانون ليس بصفته العقابية او الردعية ، وانما القوانين والاعراف التي تنظم الحريات والحقوق دون تجاوز على الآخر ، وتلك العلامة الفارقة للمجتمعات الحضارية المستقرة مجتمعيا ، والمنتجة للمزيد من القيم التي تثري حياتهم بما هو نافع وممتع وراقي .

ثقافة الاعتذار واحدة من تلك السلوكيات التي تمتد من الوسط السياسي والثقافي العام الى أبسط انماط السلوك اليومي للناس ،والأعتذار لايعطي ثقة بالنفس للمعتذر عن الخطأ وحسب ،وانما يعزز الاحترام له ويعطي قوة للسلوكيات والمفاهيم الصحيحة بالحياة بهدف ترسيخها كواحدة من صفات اشتغال الضميروابعاده عن العطب او الشلل ،وهو ما يجعل الفرد وحدة انتاج سلوكي تمنح بمجموعها البنية الاخلاقية ملامح السلامة النفسية والثقة بالنفس والآخر ، وهذا الأمر يعمق بدوره ثقافة المواطنة التي تشكو مجتمعاتنا من غيابها ، في ظل ثقافات فرعية تتشرذم بأنتماءات طائفية وعنصرية وأثينية متعصبة ومتكلسة على روح عدائية للاخر المختلف .

ثقافة الاعتذار تدعو الى رؤية متعمقة في أكتشاف الذات والآخر على حد سواء ،وهو مايشكل حقيقة الثقافة الذاتية او الحسية ويصنع قدرا من السعادة الروحية .

مجتمعاتنا العربية لم تتعرف على ثقافة الأعتذار ، والغالبية تجد في الاعتذار نقصا لشجاعتهم او كبريائهم مع يقين معرفتهم بالأخطاء التي يرتكبونها بحق انفسهم والاخرين ، سيما وان القسم الأكبرمن هذه الاخطاء لم تنتج جراء سلوك عفوي ،بل ترتكب بقصدية النفعية الفردية ، في سلوك اناني صارخ يكرس المزيد من سلوك العداء واجواء الكراهية مع اقصاء مفاهيم الحق والعدالة والجمال .

تعكس سلوكيات النظام العربي صور جلية لانعدام ثقافة الاعتذار بعد سنوات من هدر المال العام وصفقات الفساد وجرائم العنف والارهاب التي تفتك بالشعوب وتذبحه يوميا ، صور تترادف عن الانهيار وهدر المال العام والازمات التي تمزق المواطن دون ان يطل المسؤول عنها ليعتذر في محاولة لتخفيف الألم عن الضحايا والمجتمع بنحو عام .

لا أحد يعتذر في مجتمع تتحرك طوائفه ومكوناته بدوافع الهيمنة والاستحواذ على حساب الآخر ، وتبيح المحظور وتحلل المحرم ولاتقيم أهمية لنداء المقدس او الأعراف التي تحظى بمنزلة القدسية .
السياسي السلطوي اصبح أنموذجا في العري الاخلاقي والابتعاد عن ثقافة الاعتذار للشعب الذي ابتلي بشراهته وانانيته وفساده واكاذيبه التي اعطتنا مجتمعا متخلفا يشكو من تشويه ثقافي وديني واخلاقي.

Falah.almashal@yahoo.com





  • 1 د. عبدالله عقروق / فلوريدا 22-07-2013 | 10:02 AM

    الاعتذار قيمة إنسانية وأخلاقية عليا نحتاجها باستمرار، لأنها مرتبطة بالخطأ. في ثقافتنا الشرقية يبدو الاعتذار معيبا لدى البعض لأنه يمثل لديه حالة من الضعف والانكسار التي لا تليق بالرجل العربي ذي الأنفة والقوة والبطش.وإذا كان للاعتذار قيمته الحضارية العالية، فإن قبوله من الطرف الآخر يمثل حالة لا تقل عن الأولى بل تتفوق عليها لأنها تصدر ممن وقع عليه الضرر وتأذى منه. يقول الله تعـالى{ قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفرلهم ماقد سلف . كذلك يقول { التمس لاخيك سبعين عذرا فأن لم تجد له عذرا ًفقل له عذرا ً}


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :