facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب قوة نائمة .. والنهوض يحتاج لربيع اقتصادي


طاهر العدوان
22-07-2013 05:03 AM

بعد ما فعلته حركة تمرد في ٣٠ يونيو بمصر لم يعد في مقدور احد نفي ( قوة الشباب الهائلة في التغيير) ، لقد نجحت مجموعة من الشبان والفتيات ، وبوسائل غير عادية ، في قلب المشهد السياسي المصري رأساً على عقب من خلال حشد أكثر من ٣٠ مليون مصري في الشوارع والميادين تحت شعار واحد هو ارحل يا مرسي وهذا ما حدث .
لم تكن هذه الحركة حزباً سياسياً مسجلا ولا هي نقابة كما أنها لا تمثل طائفة او قومية أنها تعبير ميداني عن قوة الشباب النائمة التي ما ان تجد اطاراً حقيقياً للتعبير عن همومها ومطالبها حتى تتحول الى قوة فعل شعبية وميدانية . في خطابه الأخير اعترف الرئيس المعزول محمد مرسي بانه اخطأ عندما لم يعط الشباب دورهم وحقهم بعد ثورة ٢٥ يناير ، لكنه اعتراف جاء بعد فوات الأوان .
واليوم تتحدث القيادة المصرية الجديدة عن دور للشباب في توجيه المسار السياسي ، وممثلي تمرد باتوا أكثر حضوراً في المشهد العام من عمرو موسى وحمدين صباحي وخلال مؤتمره الصحفي الأول قال وزير الخارجية نبيل فهمي انه سيتم جذب الشباب الى الحقل السياسي .

غير ان كل هذه الأقاويل الرسمية عن دور الشباب لا تتجاوز عملية الاعتراف بهذا الدور مع تقديم ( رشوات صغيرة ) بعرض وظائف ومناصب ، وهي صورة من صور الارتجال التي سادت العالم العربي تجاه معالجة مطالب قطاع الشباب الذي يمثل ما يعادل ٦٥ ٪ من السكان . والحقيقة الماثلة الآن لكل عين ( وتبقى الساحة المصرية مصدراً للأمثلة والعبر ) ان السياسيين سواء في الحكم او المعارضة ، في مصر وغير مصر ، لا ينظر الى الشباب الا من باب استغلالهم وتوظيفهم في مواجهة الخصوم .
كما تؤشر الوقائع في بلدان عربية عديدة ان الشباب لا يستغلون فقط ضد ( التطرف ) كما في حالة تمرد بمصر انما أيضاً ضد الاعتدال ومع التطرف وأحياناً الإرهاب كما في سوريا وليبيا وتونس ومصر أيضاً . والواقع ان الساحات الشبابية العربية تخيم عليها حالة من الضياع وعدم القدرة على تحديد الاتجاهات ليس فقط بسبب تدهور الامن والاستقرار بالمنطقة وإنما أيضاً بسبب انسداد الآفاق فيما يتعلق بفرص العمل والعيش بكرامة والشعور بالهوية والانتماء .
الربيع العربي المستمر والذي لن يتوقف قبل عقد من الزمان على الأقل سيحمل المزيد من خيبات الأمل ومن حالات عدم الاستقرار والانقسام والصراعات الداخلية والأهلية المدمرة ، لان هذا ( الربيع ) يهتم بالسياسة التي تفرق ويهمل الاقتصاد الذي يجمع ويوحد ، العالم العربي بحاجة الى ربيع اقتصادي عربي يحقق التنمية والنمو ويوسع الاسواق ويخلق فرص العمل امام مجتمعات طابعها شبابي .

في العالم العربي أكثر من ٣٠ مليون عاطل عن العمل ( حسب احصاءات ما قبل الربيع العربي وازماته ) معظمهم من الشباب وهناك عشرات الملايين يعيشون تحت خط الفقر بينما نرى ان كل محاولات خلق اتحاد عربي مالي واقتصادي على غرار الاتحاد الأوروبي تذهب ادراج الرياح فاتفاقية التجارة الحرة العربية التي وقعت في عام ٢٠٠٥ لم ينفذ منها شئ .

إعادة الشباب العربي الضائع والضال وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة يحتاج الى خارطة طريق تستعيد حالة النهوض الوطني والقومي لتحقيق ربيع اقتصادي شامل وبدون ذلك ستتوالى الانفجارات بالمنطقة التي تغرق الآن بالحروب والانقسامات وتدمير الهويات على حساب وحدة الاوطان وفكرة المواطنة .

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :