facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن :تاريخ من القلق السياسي والعسكري


د.بكر خازر المجالي
08-08-2013 02:38 AM

ليست إشارة السيناتور الأمريكي قبل أيام معبرا عن قلقه وناقلا أن جلالة الملك عبدالله الثاني قلق من البقاء العام القادم في السلطة بسبب أزمات المنطقة ، ليست هي السبب وراء هذا المقال فقط ، لكن ما أثاره هذا التصريح هو أننا لا نربط الأحداث معا ، ولا ندرك أحيانا أننا في الأردن والقلق توأمان منذ التأسيس ولا زلنا ، وتلقينا صدمات وواجهنا أزمات وعشنا أسوأ حالات القلق والمحن عبر السنوات ولا زلنا ، فتصريح السناتور هو اجتهاد يصيب ضعاف النفوس والجاهلين بحقيقة تاريخ الأردن وشعبه وقيادته.

وفي سياق تاريخ القلق عشنا أحداث السبعين السوداء على الأعداء ،وعشنا حشد الإخوة الأعزاء على حدودنا ، وشهدنا ملاحقة طائرات سلاح الجو العربي الشقيق لطائرة الملك الحسين طيب الله ثراه تريد إسقاط طائرته أو إجباره على الهبوط في عاصمة عربية ومن ثم إعلان تنازل الملك الحسين عن عرش الأردن ، وتتوالى الدعوات المختلفة التي تحاول النيل من البنيان السياسي للدولة الاردنية ، وتاريخنا غني بهذه الأحداث بدءا من اغتيال الملك المؤسس عبدالله الأول عام1951 والدعوة للبحث في مستقبل شرق الأردن بعد إلغاء وحدة الضفتين حينها كنتيجة حتمية حسب الاعتقاد لاغتيال مؤسس هذه الوحدة. وننتقل إلى فترة حكم الأحزاب والديمقراطية المفتوحة عام 1957م التي تحركت باتجاه تأسيس الجمهورية الاردنية مع إعداد دستور لها مع تصميم علم خاص .

وسلسلة المحاولات الانقلابية أل 18 ضد الملك الحسين طيب الله ثراه هي محاولات لزعزعة كيان الدولة لتحقيق أهداف شرقية وشمالية ، مثلما كان اغتيال الملك المؤسس البداية لتنفيذ مخطط إنهاء كيان الدولة الاردنية للوصول إلى النظام الجمهوري بحداثة ترفض مشروع بل وتلغي النهضة العربية وثورتها الكبرى.

فالقلق والأردن توأمان منذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور ،ومنذ خداع معركة ميسلون وخذلان العرب للأردن بعد تعريب قيادة الجيش العربي 1956، وإغلاق الحدود والأجواء في وجه الأردن مرات عديدة متفاوتة ، وحجب الدعم المقرر بموجب قرارات جامعة الدول العربية عنا كعقاب لمواقفنا السيادية ، وفي كل مرة يتخذ القلق شكلا جديدا في الأردن ، وتظهر له قيادات وموجهين مختلفين وملتقطين لأية إشارة خارجية تصب في خانة القلق وزعزعة امن الدولة ،والبحث في الاحتمالات والخروج بتصورات واجتهادات تريب قلب وجه الأردن ونقل شلالات الدماء إلى شوارعنا وبيوتنا ، وقد يختلفوا فيما بينهم إلا أن أمرا واحدا ما اختلفوا عليه ولن يختلفوا وهو الوصول إلى الجمهورية الاردنية بسلوك أي درب كانت حتى لو كانت درب الشياطين.

ويلجأ المتربصون بالأردن إلى منابع تغذية حالات القلق و هي كثيرة و قديمة تتجدد ، ولكل منبع ما يبرر وجوده ، وأنت تتصفح مكتبات الأرصفة في دمشق والقاهرة ولندن تطالعك عناوين كتب عن الأردن تتحدث عن وجه آخر للبلاد ، وتقدم تصورات وسيناريوهات جهنمية مصدرها أجهزة أمنية خارجية ومؤسسات موجهة وأحزاب تناصب الأردن العداء ، وتتحدث عن تاريخ من الصفحات السوداء ، ولكل كتاب وعنوان مبرراته التي لا تعدو كونها في إطار تسديد الحسابات والحقد والكراهية ، والعناوين معروفة هي في معظمها لكُتَّب عرب وبعض الأردنيين، عدا عن مصادر تغذية القلق من الصحفيين والسياسيين الذين لا يستهويهم إلا الصيد في المياه النتنة إضافة لمن هجر الأردن فاسدا أو هاربا من ملاحقة قانونية أو غير ذلك فيستخدم وسائل الإعلام المفتوحة للجميع للنيل من الأردن .

قبل سنوات قليلة كتب ايفي شلايم كتابا بعنوان أسد الأردن ، وقد فتحت له كل خزائن الوثائق الاردنية الخاصة والعامة ليخرج بكتاب تناول فيه في الحقيقة سيرة المعاناة الاردنية والقلق الدائم في محيط مضطرب ،وكتب تشارلز جونستون سفير بريطانيا الأسبق في الأردن كتابا بعنوان ( الأردن على الحافة* )والعنوان لا يحتاج إلى تعليق تتضمن كل المواقف الخطيرة والحرجة التي عصفت في الأردن خلال فترة وجوده سفيرا في الأردن ما بين 1956 و 1960، وكتب بريطاني كتابا بعنوان ( صناعة الدولة الاردنية ) لكاتب اسمه يواف الون وقد حملت صورة الغلاف صورة جندي بادية أردنية،والعنوان فيه الدليل على المضمون وهناك كتب عديدة صدرت عن الأردن خاصة خلال أزمة الخليج الأولى والثانية وجميعها تتناول البنيان السياسي وشرعية النظام الاردني وتتضمن اتهامات متعددة هي الزاد لجهات داخلية وخارجية تبرع في ترديدها وتناولها . وللأسف لا يمكنك أن تعثر عن كتاب برؤية أردنية مطلقا ، وقد حدث أن اقترحت شخصيا على مسؤل إعلامي كبير يوما ما وقد أطلعته على نسخ عديدة من هذه الكتب طالبا أن ندفع بكتب أردنية في معرض القاهرة للكتاب وغيرها بالتعاقد مع دور نشر ، فكان جوابه ( شو خصنا .. يكتبوا زي ما بدهم ) وبالطبع لا أنسى إعلامي كبير آخر تقبل الفكرة ودفعنا بكتب وطنية أردنية كانت توزع مجانا في المعرض.

علينا أن نتوقع المزيد من حالات إثارة القلق والتشكيك وحتى من اؤلئك الذين يتحدثون بأسلوب الحريصين على الأردن وأمنه واستقراره ، ولكن لا اعرف إن كنت محقا إذا قلت إننا لا زلنا بعيدين عن أية إستراتيجية في الثقافة الوطنية يمكنها أن تكون سدا منيعا في وجه كل محاولات النيل من الأردن وأيضا يمكنها أن تزود الجميع بزاد ثقافي متين قبل أن يتزود البعض من خزائن الغرباء.

* The Making Of Jordan





  • 1 ولا قادر اتوصل علومة 08-08-2013 | 04:52 AM

    شو الي بدك اياه... مرة تروح عالشرق ومرة تروح عالغرب وبدون نتيجة

  • 2 ابو زياد 08-08-2013 | 05:54 AM

    تحليل رائع ونحن كالغريق لا يخشى البلل فلماذا نتخوف من تصريحات هنا وهناك لا قيمة لها ونحن مررنا بما هو اقسى واسوأ

  • 3 >>>>>>>>>>>>>>>> 08-08-2013 | 09:46 AM

    نعتذر...

  • 4 فراس بلاونة 08-08-2013 | 04:18 PM

    نلاحظ في مهرجانات الثقافة والكتب العربية والدولية غياب تام للاردن بسبب ان هدف من يشارك في هذه المعارض هو الحصول على المياوماتن وبلا من بلد بلا بطيخ واذكر في مهرجان القاهرة للكتاب لا يوجد اي كتاب اردني رغم وجود اكثر من 20 دار نشر وحين نسألهم لماذا لا يوجد كتب عن الاردن فيكون الجواب انه لا اقبال على هذا النوع من الكتب وكل كتبهم المعرزضة دينية او كتب جامعية بينما نلاحظ بعض الدول تحتل مساحات واسعة فقط للتروج لدولتها ومعظم هذه الدول تغيرت انظمتها للاسف نحن لا بواكي لنا في الاردن

  • 5 صايل القيسـي - مادبـا 12-08-2013 | 03:29 AM

    اللهم احفظ الاردن وقيادتنا الهاشمية الشريفة

  • 6 تيسير خرما 12-08-2013 | 02:54 PM

    بعد انسحاب الأتراك كان يفترض أن تقوم بكامل منطقة الهلال الخصيب دولة ملكية هاشمية بمبايعة مختلف الفئات والقبائل وموارد مياه وطاقة وسواحل على الخليج والمتوسط والاحمر وتعدد عرقي وديني ومذهبي ومقوماتها تتسع لدولة واحدة فقط بدستور عصري ومجالس منتخبة بعدد سكان مناسب بما في ذلك الفلسطينيين واليهود العرب ولكن تدخلت قوى استعمارية وانتهازيين فحولتها لدويلات لصالح إسرائيل وتركتها ضحية انقلابات عسكرية فاشية مع فرض تقليص تدريجي للدولة الشرعية الملكية الهاشمية لتنحصر بالأردن فبات الشرعية الوحيدة بالمنطقة.

  • 7 تاجر 12-08-2013 | 08:52 PM

    ابدعت دكتور

  • 8 حوه 12-08-2013 | 10:55 PM

    حوه ..

  • 9 احب 12-08-2013 | 10:56 PM

    سوف يبقى الاردن بالرغم من كل الشدائد .. رائع

  • 10 فلسطيني أصلي 12-08-2013 | 11:43 PM

    الوطن والهاشميين بخير ..

  • 11 خلينا بالواقع وبلاش ندور على سوالف طرمه 13-08-2013 | 06:26 AM

    نحن في عصر الوطن البديل والاردن راح من زمان

  • 12 ديترويت- مشيغين 13-08-2013 | 09:17 AM

    شكرآ للكاتب المحترم . أطمئنوا المستقبل للهاشميين والأردن بمليون خير رغم صعوبة وقساوة العواصف العاتيه القادمة قريبآ.

  • 13 ديترويت- مشيغين 13-08-2013 | 09:18 AM

    شكرآ للكاتب المحترم . أطمئنوا المستقبل للهاشميين والأردن بمليون خير رغم صعوبة وقساوة العواصف العاتيه القادمة قريبآ.

  • 14 د. يسرى االحسبان 14-08-2013 | 09:58 PM

    د. بكر كل عام وأنت بألف خير
    أما بعد فرسالتك واضحة، وجلية،أما بعد،،،
    أقول حماك الله يا أردن يا من تحتضنين صحابة رسول الله(ص)ومنهم أمين الأمة،وذي الجناحين وضوان الله عليهم، ولا أدري من يحتضن الآخر أهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضنون الأردن ، أم أنت أيتها الهادئة .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :