إن الوطنية الحقة فرضت على كل الأردنيين دون استثناء التفاني والعمل بجد واجتهاد من أجل أردن الخير والبركة .. أردن المحبة والسلام .. لتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .. لينبغي أن لا نتقوقع في إطار ضيق أو نعمل على التقاعس في الحفاظ على مقدراته ليبقى الأردن عاليا بهمة الرجال الرجال ممن يعتد بهم قيادة الركب والحفاظ على المنجزات .

غير أن المتقاعسين ممن تعامت بصائرهم وخدعتهم الذاكرة وقابلوا الإحسان بالإساءة .. الذين ينكرون الخيرات والمنجزات التي تحققت وأصبحت واقعاً معاشاً يعيشه الجميع!! أولئك هم الحاقدون الواهمون حقاً أعداء الوطن الذين لا مكان لهم بيننا.

إن سواعد الرجال الأبطال الذين تجمعهم محبة الأردن لم يأبهوا لمصالح أو منافع شخصية، بل إن همهم الكبير وهدفهم الأول والوحيد هو الارتقاء بالوطن إلى الأفضل .. فكانت توجهاتهم دواما إحداث حراك تنموي لا يقتصر بتاتاً على جهة أو شخص .. بل غدا واجباً حتمياً لديهم العمل على إيجاد ثقافة وطنية تعزز دور كل مواطن من اجل ان يقوم بواجبه للإسهام في بناء الأردن الحديث .. ضمن رؤى هادفة سليمة وواضحة وعدم السعي وراء المصالح الذاتية والترفع عن بث السموم والأحقاد في أوساط أبناء الوطن الواحد والقناعة بأننا نعيش في عصر صنع المعجزات وليس عصر المكايدات والمماحكات.

إن الأردن الحبيب في غنى عن أراجيف وأكاذيب وادعاءات المرجفين .. وهو بحاجة إلى العطاء والبناء والانتقال إلى مرحلة أكثر تطوراً وتقدماً فالمرحلة التي نمر بها تحتم تظافر كل الجهود الخيرة .. والدور معول على السواعد الطيبة والجادة وأصحاب النفوس الطيبة الصادقة المحبة لوطنها لتسخير الإمكانيات والطاقات في منفعة وخدمة الوطن تحت راية هاشمية خفاقة وقيادة حكيمة معطاءة .

ان الرجال الرجال أصحاب المواقف البطولية المشرفة معروفون .. فهم أبناء الأردن الشرفاء والغيارى على وحدة الأردن وتماسكه فهم من سيقودون مرحلة الإصلاح الحقيقي التي أرادها جلالة الملك لتعرية المتخاذلين والمتقاعسين والمأزومين والذين يعتمدون في تفسيرهم للمواقف وفق رغباتهم وأهوائهم ونزواتهم الشريرة .. يرتكبون الأخطاء بشكل مستمر .. ولا يستطيعون تصويب أي من أخطائهم المتكررة .. لان قدراتهم محدودة .. وثقافتهم ضيقة .. وأنانيتهم المقيته تغلب على سلوكهم ، وتجدهم مغرمين بمن يتملق ويدلس وينافق ويصفق بسبب وبدون سبب دون أن يقدم نصيحة واحدة تخدم المصلحة العامة بقدر ما يعمل على إثارة الفتنة وتغذية العداء من أجل تحقيق مصالح رخيصة زهيدة على حساب السكينة العامة وحياة زملاءه دون رادع من ضمير أو يقظة.

تلك الفئة التي تقف على أبواب المسؤولين تتذلل لمنصب أو جاه إنما بذلك تمارس أساليب رخيصة معروفة مذلة ومهينة لإنسانيتها .. تتشدق بحلو الكلام وتتدسدس هنا وهناك .. همهم الوحيد هو تشويه صورة الشرفاء المخلصين .. الذين يستحقون أن يكونوا في موقع المسؤولية والذين يضعون الأردن في أفئدتهم ، هذه الفئة المأزومة تتشبه بالرجال وما هم برجال .. يقفون كقوى كيدية لا تؤمن إلا بالنفاق والتصدي للمخلصين لانهم يعيشون في حالة من الوهم وهوس الكرسي دون أدنى تفكير في مصالح وزاراتهم او مواقعهم ، ويصبح من يقول الحقيقة أو يقدم النقد البناء عدواً لهم .. ينشغلون بكيفية محاربته وتشويه مساره في الحياة والترويج ضد

أفكاره بوسائل الشيطان ظناً منهم أن ذلك هو منافسهم القوي ولم يدركوا أن ذلك التصرف دليل على عدم القدرة على الإتيان بالأفضل والأحسن الذي يعزز دورهم الوظيفي .

ان الرؤى الملكية السامية بتعزيز الديمقراطية و الحوار هي خارطة طريق تقوى دورنا الإعلامي من اجل تعريه الفاسدين لذلك فنحن مطالبون اليوم إلى المزيد من النقد الذي يصوب الاعوجاج ويقود إلى الخير وينمي مشاعر الانتماء الوطني ويقوي الاستعداد المطلق لحفظ الوطن ، وليدرك الجميع أن النقد الموضوعي ليس له من هدف غير الإصلاح وتعزيز التوجهات الإصلاحية وتطبيق القانون والحفاظ على الأردن ومقومات قوته ورفعته ومنعته .

ان البعض يعتقد أن الزهو والكبر والشعور بالفوقية من مكملات الشخصية التي تحظى باحترام الآخرين وتقديرهم ، ونتيجة للمجاملة والنفاق الذي يظهره البعض الآخر تتحول المسألة إلى حالة من الوهم الدائم الذي يشغل أصحاب الاعتقاد والمظاهر المصطنعة ، وهو ما يجعل هذه التصرفات تتحول إلى مرض مزمن يجعل صاحبه محط سخرية وابتزاز ممن يجيدون النفاق ويصورون الأشياء على غير حالتها الطبيعية .

هذا المرض المزمن أغلب ما تشاهده في الوظيفة العامة وعند المتشبثين بالمناصب والكراسي .. الأمر الذي يخلق نوعاً من التيه والضياع يقود إلى الاستعلاء وتزداد في شخصياتهم ظاهرة الابتزاز والانتهازية ، والغريب أنك تجد في المشهد من يروج لذلك السلوك ويعظم ممارسته ويجعله وسيلة لتحقيق الأغراض الوظيفية الذاتية على حساب أصحاب الحق الشرعي بل نجدهم يروجون للخلق والمُثل ويجعلونها وسيلة للوصول إلى أهدافهم الشيطانية اللعينة ويجعلون من المغفلين الذين يشعرونهم بقوة نفوذهم وتنفذهم وتميز ذواتهم ويسعون بتكميلها تمثيلا بالمظاهر المكشوفة .

هؤلاء بئسوا رجالاً .. ما زالوا يمارسون التدليس على كافة معارفهم سعيا لتحقيق المكاسب الشخصية على حساب الصالح العام.. فهم بعيدون كل البعد عن مكارم الأخلاق من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة ورغباته غير المشروعة، وقد بات لازماً على كل العقلاء والشرفاء في أردن الخير أن يدركوا خطورة هذه الفئة الضالة .

وأخيرا نسأل الله عز وجل أن يهدي هذه الفئة التي تربت على الحقد والكراهية وعلى الفكر المنغلق والمتحجر ؛ لتحرر ممن غرس في رؤوسها أفكار الظلام والجهل وضيق الحياة وإعماء البصيرة وجعلها كبش فداء ودفعها إلى الجحيم من أجل تحقيق مصالحها النفعية ليس أكثر.

حمى الله الأردن وأبناء الأردن الشرفاء وقيادته الهاشمية الفذة

وكل عام وانتم بخير