facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مضى عماد


سليمان القبيلات
14-01-2008 02:00 AM

قبل ان يغادر مستعجلا مكتب"بترا نت" الاسبوع الماضي سألت صديقي عماد القسوس عما يقلقه وكان برفقته صغيره أدهم : قال عماد : اشعر بتعب منذ البارحة " وشكلي بلشت اعد عكسي" . قلت : لا عليك يا رجل لا تاخذها جد وانتبه الى صحتك . مضى صديقي في ذهابه الابدي ، مضى عماد.
في المقبرة نظرت الى وجهه . هذا الجسد هو كل ما تبقى من عماد . هو حاصل سنواته السبع والخمسين .
في المكان ثمة نحيب مكتوم . اصوات رجال دين يرتلون وعلى منضدة في الركن كانت ثمة شمعة .
كل الاقتراب من عماد مدى سنوات كان مغلفا بضوضاء تسكنني وربما سكنته ايضا.
كل هذا الحزن جمعه عماد بينما كنت في عالم آخر .. معه..
هي لم تكن المرة الأولى التي تجعلني اُصغي اليه... اقصد الى تراتيل وداعه.
لكنها الأولى في هذا العمق ..
ولد عماد في المفرق، وعلى حد ما كان يردد : في عصر التنور والبئر وطرقات القرية الاثيرة الى النفس.
لا ادري لماذا اختار عماد ان يموت في عصر العولمة والهزيمة.
ولد عماد . عاش عماد . مات عماد. نقطة وانتهى!!
حين تركنا عماد في مدفنه سمعت رجلا يقول: كان رافضا وقريبا الى القلب، مضى دون ضوضاء، كاتما رفضه.
تذكرت ان عماد غزل حول نفسه في سنوات ما قبل الرحيل شرنقة وكتمانا من الحيطان وآذانها، خنق في دواخله كل رفض.
كان يردد على مسمعي دائما : الامتثال هو المتاح وهو الصفة المقبولة، على الرغم من عدم إيماني بهذا السجن الكئيب.
أُدرك الآن أننا كنا حالة من وئام الاختلاف أو اختلاف الوئام .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :