facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو تشريع دولي .. يحرم الاساءة للأديان


مالك نصراوين
17-01-2008 02:00 AM

طالعتنا الصحف اليوم ، بنيأ مفاده ان سوزانا فينتر مرشحة حزب الحرية اليميني المتطرف في الانتخابات المحلية بمدينة جراس جنوب شرق النمسا ، قد ادلت بتصريحات مسيئة للاسلام ، وللرسول العربي الكريم ، ومثل هذا النبأ اصبح يتكرر بشكل دوري كل عدة ايام او عدة اسابيع ، خاصة ضمن فعاليات الحملات الانتخابية لمختلف المرشحين في الغرب .قبل سنوات ، اعلن عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للاسلام ، في احدى الصحف الشعبية الدنماركية ، وحينها صدرت ردود افعال عنيفة من مختلف الدول الاسلامية ، وسقط ضحايا واحرقت ممتلكات ودور عبادة ، لكن هذه الردود لم تمنع استمرار مثل هذه السلوكيات المسيئة للاديان في دول الغرب ، تحت ذريعة حرية ابداء الرأي ، وكأن الحرية في هذه الدول اصبحت مطلقة ، لا تتقيد بأي خطوط حمراء ، فتطاولت على المعتقدات والرموز الدينية ، دون ان تواجه باي اجراءات قانونية مضادة فعالة ، فاصبحت بمثابة تسونامي ثقافي مدمر لكل ما تبقى من قيم دينية واخلاقية في المجتمع .

لقد كان بودنا ان نصدق ، ان هذه التجاوزات فعلا ، من نتاج الحرية ، لكن شواهد اخرى نلاحظها ، تظهر لنا خطوطا حمراء في قضايا اخرى ، واي تجاوز لهذه الخطوط يؤدي الى عواقب قانونية ، وكأن امواج هذا التسونامي موجهة فقط للاديان ، وبهدف القضاء على البقية لباقية من الواعز الديني لبني البشر ، فالخوض في قضية صحة المجازر النازية تهمة يعاقب عليها القانون في الكثير من الدول الاوروبية ، ولنا ان نفهم من ذلك ، ان هذه الحرية محددة ، وموجهة في اتجاه معين .

لم تقتصر الاساءة للاديان في الغرب ضد الاسلام فقط ، كما يحاول الكثيرون الايحاء بذلك لغرض في نفس يعقوب ، بل شملت المسيحية ايضا ، ولعل فلم شيفرة دافنشي احد ابرز هذه الاساءات ، اضافة الى اساءات لم تصل انبائها لنا ، لانه لا تثير ردود فعل مناسبة ، وكما هو الحال بالنسبة للاسلام ، كل ذلك يؤكد ان ابواب الاساءة الى كلا المسيحية والاسلام ، وهما اكبر دينين في العالم ، مفتوحة على مصراعيها لكل من هب ودب ، اما تنفيثا للاحقاد ، او بحثا عن الشهرة والشعبية وغيرها من الاسباب .

من الأولى والحال هكذا ، ان تتصدى القيادات الروحية لكلا الديانتين في كل العالم ، لهذه الاساءات المتعمدة والمقصودة ، بجهد جماعي متميز وفاعل ، يساهم بتفعيل الضغط الشعبي على اصحاب القرار والمشرعين ، لاصدار تشريعات جديدة ، وتفعيل المتوفر منها ، للجم هذه الهجمة الشرسة على الاديان وقيمها النبيلة ، التي تعتبر خط الدفاع الاخير والسلاح الامضى في وجه الشر ، وفي خلق الوازع الذاتي لدى الانسان ، لتهذيب سلوكه في كل زمان ومكان .

ومن الأولى ايضا ، وهذا التمني موجه الى الشعوب الاسلامية ، ان لا نقتدي بسوء الاخرين ، وان لا نتجاوب مع حملات الاصوليين المتطرفين ، الذي يبثون الكراهية ضد المسيحية واتباعها ، سواء بالتكفير او الاكراه او التمييز او التهديد والتحريض واستخدام العنف ، خاصة انه في الاغلب يكون موجها ضد اخوتهم وابناء وطنهم ، وليس ضد مستوطنين غرباء ، او فكر مستورد ، فمن وطننا العربي انطلقت الرسالات السماوية الى كل الاصقاع ، واحتضنت ارضنا المقدسات لكل الاديان ، وهي محج كل المؤمنين بالله ، فهي ارض الرسالات ، ومركز الاشعاع الايماني لبني البشر ، ومن حقها علينا ان نكون اهلا لهذه الرسالات السماوية ، نحترم جميع اتباعها ومعتقداتهم ، فلا نسيء لاي منها في اعلامنا او مناهجنا التربوية ، او من خلال التمييز بين مواطنينا تبعا لمعتقدهم الديني .

لقد خص الله ارضنا بهذه الرسالات ، ليحملنا مسؤولية نشرها والحفاظ عليها ، ومن الاولى ايضا ان تكون ارضنا العربية مهدا لحوار اديان فاعل ، نركز فيه على القيم النبيلة المشتركة ، وعلى احترام الاختلافات ، ليمتد هذا الحوار من هنا ، من ارض الانبياء والرسل الى ارجاء الدنيا ، وتصبح نتائجه ملزمة لكل الدول ، وتتبناه الامم المتحدة ، وينص اول ما ينص على احترام العقائد السماوية وحقوق اتباعها ، ومعاقبة كل من يسيء لها ، ومراجعة وتعديل كل التشريعات التي تنتقص من حقوق المواطنة او حقوق الانسان .

من دون مثل هذه التشريعات ، سيبقى التوتر سائدا بين اتباع الاديان السماوية ، وتظل الاساءات تتوارد ، فنعيش في اجواء الحروب الباردة على اكثر من جهة ، هذا ان لم تتحول الى حروب ساخنة ، تحول الكرة الارضية الى كرة من لهب .


m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :