إبراهيم السواعير - لابس البرقع مسرج ركايبه يلكد على المدرّع اللي مو هايبه لعيون عبد الله وشعبنا الغالي الخاصة حنّا والسيوف الضاربة!.
بهذه الكلمات يراكم الفنان الأردني متعب السقار على وطنياته المميزة، مهدياً أغنيته شباب الخاصة إلى جلالة الملك، صادحاً بـ على المنصة، شباب الخاصة، يا رب تحميهم، أسْوَد على اسْوَد: جناحين وحربة، مدرّب ومعوّد، يلوي المنايا، ليلو ونهارو، عيونو عالوطن، يوقع بنارو اليقرب ساحتهم، أبداً ما يفاوض واحد وسبعين، عسلاحو قابض، يقنص طريدو، يا تاج الفخر يلصف عجبينو، والموت الاحمر يقدم بعيونو، لابس مبرقع لحدود الوطن، لا لا ما يسمع إلا لسيدنا، يا أردن طلّي، حومات صقورو فوقك مظلّي، يحمي ساحاتك، تبرق وترعد، نزلت الصاعقة، وسّعها وابعد؛ هذي ساحتهم، وسّعها وابعد..
لا يؤمن الفنان الأردني متعب السقار بـ الألفاظ الجاهزة، و المكرور من الكلام، و التشابيه المقيتة؛ مدللاً بأنّ أغنية شباب الخاصة استنفذت منه كثير أيام، وهو يجالس كتيبة 71 وينقل عنهم مفرداتهم العسكرية، وتمارينهم، والشعار، و.... مضيفاً: لا اعتمد على القالب الجاهز لأية مناسبة؛ ضارباً مثلاً لفظة يلصف عجبينو؛ التي جاءت بعد تفكّرٍ بالمداليل، وعنايةٍ بعدم التكرار؛ وقد استغنى بها عن يلمع، و يزهى، مع كاتب الكلمات الشاعر السوري، المقيم في الأردن، خضر الأحمد.
ويجيء لحن شباب الخاصة الفلكلوري القديم، على طبقة دو؛ لتردّ على من يتهم السقار بأنه لا يجيد غير الطبقة الواحدة- والقول للسقار- ولتضيف له ما لم يتعود جمهوره عليه؛ ويضيف السقار بأنه جلب ردّيدة من الرمثا، مع سطوة لـ المجوز، على الأورغ.

السقار يلتقط مفردات أغانيه وأهازيجه من وجدان الناس ، لدرجة أنّه وهو في طريقه لتسجيل شباب الخاصة لفتت نظره مجسمات الأضاحي التي تنثرها تكية أم علي في الشوارع والطرقات قُبيل عيد الأضحى، فأملتْ عليه رسالة الفن الاجتماعية أن ينهي أسرع أغنية لديه ( 24 ساعة)، ويغنيها بالإنجليزية والطليانية؛ ممازحاً: إذا لم نستطع أن نضحّي؛ فلنساهم برسالة التكية، ومما قاله: تك تك تكيّة.. دقت باب الجوع.. قدمت لي هدية ومسحت فيها دموعي، وهي أشبه ما تكون بالنغمة الأجنبية ، وقد كتب كلماتها رائد الشطناوي وأنتجها حازم العساف.
وفي أغنيته التي هي تقترب من الاكتمال، يقول السقار إنه لا يريد من أغنية الدفاع المدني أن تكون مجرد تصوير لعمل هذا الجهاز الوطني أو إطفاء حريقة؛ وإنما دلالات فنية، وأغنية تكتمل جوانبها، مشيراً إنه مكث أربعة أشهر مع أفراد الدفاع المدني لتقمّص شخصياتهم، ضماناً لنجاح أغنيته، التي لم يفصح عن كلماتها، التي كتبها خضر الأحمد، ورائد الشطناوي، وتُبث قريباً جداً.
السقار لا يؤذيه إلا تسفيط الكلام؛ لدرجة أن الشاعر الذي يكتب كلماته يتعب كثيراً من مراجعته النص، وهو هنا، ومنذ 30 سنة، يقول إنه اعتاد على رسالة الفن، وقد بلغ من العمر 42 سنة، عائداً إلى محطاتٍ مهمة في مسيرته الغنائية:
أولى أغانيه سمرا وسمارك زين، الإذاعية، التي لحّنها نصر الزعبي سنة 1990، ليمتد المشوار عبر عوافي يالوطن قوّك، التي كتب كلماته الشاعر مسايل الذيابات ووزعها هيثم سكّرية عام 1999، وفيها: عوافي يالوطن قوّك، فجر ما ينطفي ضوّك، من ترابك نفكّ الريق، وبحضينك نودّع ضيق: كيف الاحوال يا تلاله، وسهول العز وجباله، شلونك إنت يا هضابه، بحر لا هنت والغابة، يحماك الله يا الصحرا، يا بيوت العز هالسّمرا، حليب النوق والدّلة، وقرص النار بالملّة. لتستمر أغانيه الوطنية في كلماته المختارة بعناية، وتكلل بأغنية الوحدة الأردنية الفلسطينية، التي جاءت مشاركة بينه وبين المطرب الفلسطيني إبراهيم صبيحات، وقد شارك في كتابة كلماتها خضر الأحمد، وفيها: يوم النخوة إحنا أخوة، يجمعنا بيت انحبّه؛ لا شرقية ولا غربية وحدتنا هي دم وتربة.
ومن محطاته الغنائية يذكر السقار لِدْ لِدْ كيف انّه، التي اخذ مفرداتها من الناس البسطاء بعفويتهم، وطوّعها موضوعاً لأغنية رياضية لاقت صدىً ملحوظاً. أغنية عبد القادر، في العام 2000 هي من التراث، وهي ليست ضد الصلاة، وإنما هي رسم للواقع، وبحث عن المفردة الأردنية، في: عبد القادر ناصب شادر عالبيادر، وهي فكرة للباحث في التراث غازي الميّاس، استوحاها من التراث الأردني القديم.
السقار، عاتبٌ جداً على أغاني هذه الأيام؛ مطالباً التلفزيون أن يكون أكثر صرامةً في قبوله لأغانٍ تكتب على عجل، راجياً من وسائل الإعلام أن تجري استفتاءاتٍ، وأن لا تجامل وأن تأخذ الأمور على محمل الجد إذا أردنا اغاني ذات بناء فني تحترم ذوق المتلقي، وتراعي عقله وشعوره.
ويأسف السّقار على ظاهرة المنتج الفني التاجر، وإقحام الوطن في أغانٍ لا تناسبه: شكلاً ومضموناً، مطالباً أن ينهض الأخير التلفزيون بالفنان والمنتج المحلي، وأن يعامله كمثيله العربي والأجنبي.(الراي).