صنّف "تقرير السعادة العالمي World Happiness Report 2013" الأردن بين أتعس 13 دولة من أصل 130 دولة خضعت للمقارنة من حيث انخفاض معدل السعادة ما بين عام 2005 وسنة 2012.

كما احتل الأردن المرتبة 74 من بين 156 دولة شملها نفس التقرير. وجدير بالذكر أن هذا التقرير أعده "معهد الأرض" بتكليف من الأمم المتحدة.

وقد بنى التقرير قياس مستوى السعادة على ثلاث معايير (الحرية السياسية، والأمن الاجتماعي، ومستوى الفساد) وقد اعتبر التقرير أن هذه المعايير أهم من مستوى الدخل في تحقيق السعادة والرفاهية للشعوب.

لا أعتقد أن يتفاجأ أحد من الأردنيين بهذه الأرقام لأنهم عاشوها يوما بيوم!

على الأغلب أن السبب الحقيقي للوضع التعيس الذي أشار إليه التقرير ليس ناتج عن نقص في المصادر الطبيعية أو البشرية أو المالية؛ وإنما ناتج عن نقص في المصادر المعرفية التي تتمثل في الإدارة والتخطيط والاستراتيجيات والبرامج التي كان ينبغي أن تأخذ مصلحة الوطن ولا تضيع أي فرصة على هذا الشعب.

ملك يجوب الأرض لجلب الاستثمارات ويقول "إلى الأمام سر.. أيها الشعب الغالي"؛ ولكن ماذا ينفع هذا إذا كانت النخب (المثقفة) صامتة.. والوطن لا تديره المؤسسات وإنما يدار بعقلية فردية تحملها شخصيات مستنسخة منذ الخمسينات في القرن الماضي، ولسان حالها يقول: "إلى الخلف سر.. أيها الوطن (التعيس)".