facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرام هذا الدم الذي يسيل في شوارعنا ..


مالك نصراوين
27-01-2008 02:00 AM

المجزرة المرورية التي وقعت على طريق جرش ، ليست اول المطاف وليست نهايته ، فمسلسل القتل على الطرقات اصبح حالة ادمان تعيشه فئة كبيرة من مواطنينا ، الجميع يعلم مآسيها ويدرك انها يجب ان تتوقف ، والجميع يحس بالعجز عن وقفها او وقف المشاركة فيها ، انها حالة ادمان شلت ارادتنا وهزمتها ، لم نعد كمواطنين قادرين على وقفها ، اصبحنا بحاجة الى علاج يفرض علينا ، وينتشلنا من هذا البؤس الذي نعيشه باستمرار ، ونحن نتفرج ونتحسر امام تصاعده ، ونساهم في اضطراد اشتعال ناره . مئات الضحايا والوف الجرحى كل عام ، حزن واسى ويأس ، نعيشه في دائرة ضيقة من الزمن ، بعد كل حادث مأساوي ، ثم نجتاز دائرة الحزن تلك ، ونعود الى المربع الاول ، وهكذا دواليك .

هل نلوم وعيا نفتقده ؟ لا اعتقد ذلك ، فالصغير قبل الكبير يدرك خطورة تلك الآلة ان اسي استعمالها ، ويدرك حجم المأساة التي تخلفها لنا مثل تلك الحوادث ، او بالاصح المجازر ، سواء كانت مجازر مرورية جماعية ، كما في حالة الباص على طريق جرش ، او مجازر مرورية فردية ، تصبح جماعية بفعل التراكم ، انني ابريء الوعي من المسؤولية ، براءة الذئب من دم يعقوب .

هل ننشيء جيشا عرمرما من شرطة السير ، يحتل كل طرقاتنا ، ويراقب كل آلية تسير عليها ، ان كان ذلك ممكنا ، وهو غير ممكن ، فهو احد الحلول .

هل الاقمار الصناعية هي الحل ؟ تراقب وتصور وتسجل ، ثم تاتي العقوبة كي تردع ، نأمل ذلك في اقرب الايام .

هل نلوم الطريق ، باعتبارها من ادوات الجريمة ، والشاهد الصامت عليها ، فنلغي دور الانسان وعقله وضميره ، ام نلوم السيارة وصلاحيتها ، والتي لا يحتاج الانسان الا القليل من المعرفة والخبرة ، كي يدرك حالتها ومقدرتها ، ونحن نعلم ان الاحصائيات دلت على ان 99.4% من الحوادث هي بفعل الانسان .

هل نلوم حرصنا على الوقت ، وادراكنا لاهميته ، مما يضطرنا ان نحول الطرق الى حلبات سباق ، الكل يعلم ان ذلك ليس صحيحا ، ونحن من اكثر شعوب الارض هدرا للوقت وساعات العمل .
هل نلوم الواسطة والمحسوبية في الحصول على رخص القيادة ؟ اعتقد اننا بحاجة لالغاء هذه الممارسة ، لكن ماذا نقول ، وكثير من الحوادث القاتلة يرتكبها اشخاص لهم خبرة طويلة بالقيادة ؟

هل نلوم فنجان القهوة العربية ، الذي لم يتأثر بتقلب اسعار العملات ، فبقي على الدوام ، يعادل روح انسان اردني ، فنلغي القهوة السادة من تراثنا الثقافي ، ونحطم كل الدلال والفناجين ؟

هل نلوم روح التسامح ، الخارجة عن المنطق ، والتي يدفعنا الولع بها ، وحرصنا على ان يشار لها ، كاحد ابرز خصالنا الحاتمية ، نفديها بارواح الابرياء ، ونتجاهل من اجلها معاناة الاحياء ؟

هل نلوم عقدة البطولة التي تتملكنا ، والبطولة الفردية بالذات ، التي تمجدها ثقافتنا العربية ، فاصبحت الرعونة في قيادة السيارة ، شجاعة وبطولة في مواجهة الخطر ، ووسيلة للفت الانتباه والمجد المزيف ، خاصة عندما تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الخوف الواعي والجبن ؟

قد يكون بعض ما ذكر سابقا ، جزءا من الحلول ، وقد يكون هناك الكثير من الحلول والاجراءات الوقائية ، التي لا ادركها ، ويدركها اهل المعرفة بهذا الشأن ، لكن الحل الانجع الذي نحتاجه عاجلا ، والذي اصبح مطلبا شعبيا ، هو الردع القانوني للمتسببين بهذا القتل المستمر ، فلا بد من تعديل على قانون السير ، يغلظ العقوبات على مرتكبي المخالفات التي قد تسبب الموت ، وليس تصيد السيارات في شوارع واسعة كالمطارات ، حددت فيها سرعة بطيئة الى حد غير معقول ، هدفها الجباية فقط ، يجب التركيز على حياة الانسان ، اغلى ما نملك ، ومن يكرر المخالفة ولا يرتدع ، فلا اقل من حرمانه من سلاح القتل ، يجب تغليظ العقوبات على من يتسبب بالموت نتيجة تهوره وطيشه ، كي يتحمل مسؤولية ما اقترفت يداه ، ويكون عبرة لغيره ، يلزم تعزيز ثقافة احترام الانسان وحقه في الحياة ، وحق اسرته وذويه في حياة خالية من الحزن والعوز .

ان كل انسان حر في ان يختار طريقة وزمان ومكان موته ، لكن ليس من حقه ابدا يختار ذلك للآخرين .


m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :