facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى .. الحسين


د. سحر المجالي
16-11-2013 01:58 AM

وفاء للرجل الذي بنى هذا الوطن بهمة وعزيمة الأردنيين، أقر الأردنيون على آن يكون يوم الرابع عشر من تشرين الثاني في كل عام هو ذكرى تخليد جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه واسكنه فسيح جنانه. ففي مثل هذا اليوم من عام 1935 ولد الحسين من أبوين عربيين هاشميين، وفي بيت من بيوتات العز والمجد والفخار. وترعرع ونشأ في بيئة أردنية عربية إسلامية، بيئة زادها الأيمان بالأمة العربية ووحدتها، وهواؤها الإخلاص والتفاني في سبيل مصلحة الأردن وشعبه العربي المعطاء، وهواؤها العمل لرفعة راية الإسلام والمسلمين.

لقد استطاع الراحل طيب الله ثراه قيادة الأردن إلى التقدم والسؤدد في أدق واخطر لحظة من تاريخ الأردن الحديث، فحينما إستلم الحسين سلطاته الدستورية لم يكن عمره قد تجاوز الثمانية عشر ربيعاً، وكان الأردن يعاني من تسلط الأجنبي على إرادة شعبه وقراره السياسي بمعاهدة مكبلة لحريته وحقه في التصرف كدولة ذات سيادة، في حين كانت قيادة جيشه العربي بإمرة الأجنبي المتسلط. أما المحيط العربي فكان يعاني من التمزق والإستقطاب والتبعية للمعسكر الشرقي أو الغربي، وتنهش جسده الخلافات البينية والبعد عن العمل العربي المشترك وقضاياه المصيرية، بعيداً عن الإستقرار والمؤسسية، ممتهناً سياسة الإنقلابات العسكرية وشعاره البيان رقم واحد.

في هذه الظروف العصيبة، قاد الحسين الأردن، فأنهى المعاهدة الأردنية- البريطانية لعام 1946 في 1957، وعرب قيادة الجيش العربي 1956، وعزز مؤسسية الدولة وتثبيت أركانها، وتعامل مع الواقع الدولي وحربه الباردة آنذاك بحنكة القائد، وخبرة المجرب، وتصميم المحارب، وبعد نظر الحكيم. وأستطاع بدعم الأردنيين إخراج الأردن من كل المحن التي تعرض لها. وقاد عملية التنمية بأبعادها المختلفة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية.

وبنى مدماك آخر في حياة الأردن والأردنيين، فعزز توجهات الملك المشرع المرحوم جلالة الملك طلال بن عبد الله -رحمه الله-، أبو الدستور الأردني 1952- والذي يعد من أكثر دساتير العالم المتحضر تقدماُ ومؤسسية. وكانت ريادية الملك المؤسس المغفور له عبد الله الأول بن الحسين وطموحاته الوحدوية المشروعة في بناء سوريا الكبرى الواحدة الموحدة وهلالها الخصيب على طريق توحيد الأمة، حاضرة في وجدان الحسين ومسيرته التي استمرت من عام 1952-1999.

لكن عزاءنا الوحيد في راحلنا العظيم، هو جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الملك المعزِز، والذي استطاع خلال الأربعة عشر عاماً من حكمه، أن ينهض بالأردن، الوطن والشعب، إلى مصاف الشعوب التي يحترمها العالم بأسره، واصبح رقماً عالمياً في الحراك السياسي، الإقليمي والدولي، والتفاعل الإنساني مع الحضارات الأخرى، خدمة للأردن ومصالحه الحيوية، ومن أجل الأمة وقضاياها المصيرية سواء في فلسطين أو غيرها من امصار الأمة العربية، وتعزير دور الإسلام والمسلمين في الثقافة العالمية.

لقد استلهم جلالة عبدالله الثاني ما خطط له وبناه الأباء والأجداد، وأضاف العديد من اللمسات المنظورة لبناء الدولة والمجتمع، والتي لا يغفل عنها إلا غائب الضمير ومغيبه. ففي عهده تواصلت عملية البناء والتنمية، وتجذرت المؤسسية والحياة التشريعية، وأستمر الأردن واحة أمن واستقرار وموئلا للعرب كافة.ففي ذكرى يوم الوفاء.... رحم الله الحسين، وأمد في عمر عبد الله الثاني واعز ملكه.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :