facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواصفات الأردنية .. غير شكل


علاء الطراونه
08-02-2008 02:00 AM

في الأردن يشبه اللبن كل شئ الا اللبن , أما الحليب (البودرة) فتحتاج الى أسيد لتذويبه , بمعزل عن الاعلان القائل "يذوب حتى في الماء البارد" ,ناهيك عن العصائر والمياه الغازية التي تعطيك شعورا بأن عصيرالمانجو يشبه الخيار وعصير البرتقال أقرب الى نكهة القرع وأحيانا الى الفقوس .
أقولها وكلي ثقة بأن ما يشتريه الأردنيون من البقالات ومحال التسوق الكبرى هي نكهات فقط , ومقاربات فاشلة للمادة الأصلية الموجودة في كل أنحاء الأرض , فمن توجه لشراء علبة لبن فأنا على يقين تأم بأنه اشترى نكهة اللبن لا غير ومادة مصلية تقارب في ماهيتها اللبن ومن اشترى العصائر والحليب أيضا , فالمعبأ بالأكياس لا يعدو كونه بودرة قابلة للامتصاص والهضم تتخللها بعض منكهات الحليب , والدليل هو أنك تحتاج للعلبة بأكملها لصناعة عدد محدود من الأكواب المملؤة بسائل يشبه طعم الحليب .


هل يختلف الانسان الأردني عن بقية شعوب الأرض ؟ وهل ذائقته أقل حدة من ذائقة القاطنين في دول الخليج ؟ ولماذا عندما تريد شراء بعض المنتجات في الأردن تفضل أن تكون " صناعة سعودية " لثقتك العمياء بأنها أصلية مقارنة بمثيلتها الأردنية .

سمعت من كثيرين بأن مؤسسة المواصفات والمقاييس السعودية متشددة جدا في ما يخص جودة المنتجات الموجهة للمستهلك السعودي , سواء تلك المصنعة محليا لديهم أو المستوردة من دول أخرى لا بل يعدو ذلك تشددهها وتدقيقها حتى على جودة مدخلات الانتاج المستخدمة في الصناعات المحلية .

ربما هنالك جانب مهم من المرارة التي يعيشها الأردنيون بسبب رفع الأسعار, وهو جانب طالما تم اغفاله وتجاهله حتى من قبل وسائل الاعلام , و المشكلة لا تكمن في رفع الأسعار فقط بل المشكلة الأكبر بأن السلع التي يتم رفع أسعارها هي سلع ذات جودة متدنية ولا تستأهل كل هذا السعر , ومن وجهة نظري لو تمت مضاعفة الرقابة على جودة الصناعة وما يُقدَّم للأردنيين لربما انخفض مقياس التذمر لديهم والشكوى , ولسان حالهم يقول أعطونا منتتجا متكاملا ونظيفا وذا جودة عالية وارفعوا الأسعار .

وفي الغالب , لا يمكن لمن لم يغادر الأردن يوما تلمس ما أتحدث عنه , اذ أنني لم أعرف الفروقات بين السلع الا بعد أن سافرت لدول أخرى منها قطر التي أقطن فيها حاليا اذ أنني طوال عمري اعتدت عل شكل معين للسلع في بلادي , لأكتشف بأن لها شكل آخر في كافة دول العالم لا يشبه ما يتم تسويقه على الأردنيين لا من قريب أو بعيد .

على كل الأحوال ما دامت الحكومة تتحجج باقتصاد السوق الحر وعدم قدرتها على ضبط ايقاع الأسعار أو التحكم في مقدار جشع التجار , فذلك لا يخلق لها عذرا في التقصير الواضح في الرقابة على جودة ما يستهلكه الأردنيون وما ينشأ عليه أطفالنا من سلع ليكتشفوا بعد أعوام بأنهم تعرضوا لأكبر عمليات غش واحتيال في تاريخهم جعلتهم مواطنين من الدرجة الأخيرة يتم تسويق البضاعة التافهة والرديئة عليهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :