facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاصلاح .. مسيرة حياة


عاطف الهباهبه الدعجه
09-01-2014 04:29 AM

مع استشراء ظاهرة الفساد والترهل الاداري والمالي في دوائر ومؤسسات الدوله وانعكاساته السلبية المتزايدة على الوطن والمواطن في كافة مناحي حياته المعيشية وأمنه واستقراره ، اصبح هذا الفساد هما وطنيا يؤرق الجميع وحديث الساعة من قبل الساسة وأصحاب الفكر والإعلام والمواطنين ومصدر قلق لقيادتنا الهاشمية ، فقد تنادت الأصوات الرسمية والشعبية بضرورة البدء بالإصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يخلصنا من هذا الهم الكبير الجاثم على قلوب كل الاردنيين ومن عواقبه الوخيمة على امن الوطن واستقراره في ظل تنامي الصراعات التي تعصف في دول الجوار ، ولكن ما نلحظه في السياسات الإصلاحية التي تنتهجها الحكومة في محاربة الفساد غير مجدية ولم نلمس شيئا من نتائجها على ارض الواقع وهذا لن يمكننا من تجاوز هذه المرحله الصعبة التي يمر بها الوطن والمثخنة بالتحديات المحلية والإقليمية والدولية ، والوقت يمضي في غير صالحنا مما يزيد الأمر تعقيدا ، وهنا تطرح أسئلة حائرة بإجابتها في هذا الصدد ، وهذه الأسئلة هي ، هل الفساد والترهل الاداري اصبح امرا يصعب علاجه ام ان الحكومة غير مؤهلة في محاربته ؟ وهل الاجراءات الاصلاحية الحكومية لم ترتقي الى المستوى المطلوب لمعالجته ؟ ام لم تتوفر الارادة الحكومية الكاملة بعد في معالجته ؟ ام ان المتنفذون والفاسدون اصبحوا يشكلون مراكز قوى يتحصّنون بها مكنتهم من امتلاك القوة التي تمنع اصلاح الفساد ليتسنى لهم الاستمرار في طغيانهم وإيقاع الظلم على المواطنين ؟ .

الاصلاح مسيرة حياة ملازمة للإنسان منذ ان خلقه الله واستخلفه في الارض لأعمارها ويتجلى ذلك في التكليف الرباني للإنسان بإخلاص العبادة له وإطاعة اوامره ونواهيه التي يتحقق له فيها خير الدنيا والآخرة ، فإصلاح النفس وامانة المسؤولية والعدل وطلب العلم والعمل الصالح الدؤوب واحترام حقوق الانسان واطاعة اولي الامر .... الخ كلها تدخل في باب الطاعات التي يحث عليها الاسلام وكافة الشرائع السماوية ، وهي من المقومات الأساسيه في بناء الدول وتقدمها وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاه الاجتماعي لمواطنيها من خلال اقتدارها على تحقيق مكتسبات التنمية الشاملة الذي يضمن لها دوام التقدم والازدهار .

ان الاصلاح ومحاربة الفساد يحظى باهتمام كبير من قيادتنا الهاشمية لإيمانها المطلق بان التقدم والنجاح وبناء الدولة الاردنية الحديثة لن يتحقق إلا بالشروع بهما وهذا ما تؤكد عليه كتب التكليف والتوجيهات الملكية السامية لهذه الحكومة والحكومات السابقه ليكون اولوية من اولويات عملها وهدفا لا بد من الوصول اليه وتحقيقه من خلال رسمها وتنفيذها لسياساتها العامة وخططها ومشاريعها التنموية ، نعم ، ندرك تماما بان الاصلاح ومحاربة الفساد والترهل المالي الاداري يحتاج الى وقتا طويلا في معالجته لتجذره وكثرة تعقيداته في ظل التحديات المحلية والدولية التي تواجه الوطن ، ولكن ما نراه ونشهده في خطى الإصلاح التي تنتهجها الحكومة منها ما يمتاز بالبطء والبطء الشديد ومنها ما يراوح مكانه وبالتالي فأن العملية الاصلاحية لا ترتقي الى مستوى الآمال والطموحات التي ننشدها وسوف يستمر هذا المشهد طالما بقيت وتيرة الاصلاح على هذا النحو وبقيت بعض القيادات غير المؤهله في مواقعها واستمرار القاء اللوم في كثير من الأمور على المواطن في تباطؤ العملية الاصلاحية واللجوء الى جيب المواطن لتوفير المال اللازم لتسيير اعمالها ، ونذكر هنا بقول رب العزة سبحانه وتعالى { ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } وقوله سبحانه وتعالى {..... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } .

اذا فنحن بالأردن بحاجة ماسه ان تقوم الحكومة باصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي شامل ممنهج بخطط استراتيجيه واضحة المعالم يتم مراجعتها وتطويرها دوريا حسب نتائج ومخرجات الأداء التي يتم تقييمها وفقا لمعايير ومؤشرات الأداء المعتمده واستطلاعات الرأي العام والذي نضمن من خلاله الاستخدام الأمثل لمواردنا المتاحة وفي مقدمتها الإنسان المبدع والمتميز بعطائه الذي يحمل العلم والفكر في عقله وأمانة المسؤولية وحب الوطن في قلبه ، وهذا يحقق لنا بناء الدولة الاردنية الحديثه دولة القانون والمؤسسات القائمة على الأمن والآمان والرّفاه الاجتماعي لأبنائها ، ويخلصنا من براثن الفساد والترهل المالي والاداري, وهنا لابد ان نؤكد على العلاقة التشاركية والتعاونية بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والمواطن في توفير كل مقومات الأصلاح الشامل .

وأخيرا اقول لمن يعيثون بهذا الوطن فسادا باختلاف مواقعهم ومنهج فسادهم هل سمحتم بمراجعة انفسكم ومحاسبتها بالإجابة على هذه الأسئلة ، السنا بمعتدين وظالمين لهذا الوطن والمواطن ؟ السنا نعمل على تدمير مقدرات هذا الوطن وبالتالي تدمير انفسنا في نهاية الأمر ؟ السنا نقدم خدمة جليله لمن يتربص بالوطن السوء ؟ ألسنا بقدوة سيئة لغيرنا ونتحمل وزر من يتبعنا ؟ السنا كمنافقين نشكل الخطر الأكبرعلى هذا الوطن ؟ وأسئلة أخرى كثيرة ، لعل في أجابتنا عليها ان تعبدنا الى صوابنا ورشدنا الذي هو الاساس في حفظ امن الوطن واستقراره ، واذكر هنا بقول الله سبحانه وتعالى { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وبقول سيدنا عمر رضي الله عنه( "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم )





  • 1 مواطن 11-01-2014 | 04:41 PM

    لم ولن يسمعو الفاسدين سوى اصواتهم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :