facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المقاطعة .. هي الحل


مالك نصراوين
13-02-2008 02:00 AM

من المعروف عن الشعب الاردني ، اضافة للكشرة الدائمة ، التي من اجلها يضرب المثل الشعبي "ما بضحك للرغيف السخن" ، انه شعب كثير العتب على من يحب ، وهو هنا يحب الحكومة ، لذلك يعتب عليها كثيرا عندما لا تحقق له كل رغباته ومتطلباته ، ولا تقوم بالدور الذي من المفترض ان يقوم به هو نفسه في كثير من المجالات ، انه شعب اشتراكي الهوى ، حيث يعشق القطاع العام ، ويعتبره الشريان الرئيسي المغذي لحياته .لقد اتخذت الحكومة ، وبعد مخاض عسير ، وتبريرات امتدت لاشهر طويلة ، قرارات برفع اسعار المشتقات النفطية ، او ما سمي بتحرير اسعارها ، وهذا ما أدى الى امتعاض الغالبية الساحقة من ابناء شعبنا ، بمن فيهم الفئات التي تعشق كلمة "تحرير" وتطرب لها ، ولم نعد نسمع شيئا عن جدول غلاء المعيشة ، والعلاوات او التخفيضات التي تتبع له ، ولم نتأكد بعد من ان هذا " التحرير " مرتبط بارتفاع اسعار النفط العالمية ، أي انه يمكن ان تنخفض اسعار المشتقات النفطية مستقبلا ، فيما لو انخفض سعرها العالمي ، مع ان الحقيقة الثابتة التي يؤمن بها الشعب ، انه لا يمكن لشيء ان ينخفض سعره مرة اخرى .


فالحكومة حررت اسعار المشتقات النفطية ، بقيمة معقولة لبعضها كالبنزين ، وبقيمة غير معقولة للبعض الاخر كالديزل والكاز ، ومهدت لذلك نفسيا ، وكانها كانت تخاطب المواطنين وهي تحس بالشعور بالذنب ، لكن ما لا يمكن تبريره ، هو قيام منتجي بعض المواد الاستهلاكية برفع اسعارهم عشوائيا ، وحتى قبل ان ترفع الحكومة اسعار المنتجات النفطية ، ووصلت قيم رفع اسعار بعض المواد الى ارقام ونسب فلكية ، وهنا يجب ان نتعامل مع النسب وليس مع القيمة ، فكرتونة البيض ارتفع سعرها من دينارين وعشرة قروش الى ثلاثة دنانير وربع ، وهي قيمة لا تكاد تذكر مع التكاليف الاجمالية للمعيشة ، لكن نسبة هذا الرفع ، والتي تجاوزت الخمسين بالمئة ، هي نسبة غير معقولة ولا نجد لها مبررا ، فانعكاس ارتفاع اسعار النفط على البيض يقتصر – على حد علمي - على ارتفاع سعر اسطوانة الغاز ، التي تستخدم شتاءا لتدفئة مزارع الدجاج ، وهذا الاستخدام ينحصر في فصل الشتاء فقط ، أي الى حوالي اربعة اشهر على الاكثر ، ولجزء من هذه الفترة حيث يشتد الصقيع ، وارتفاع سعر الغاز الحالي من اربعة دنانير وربع الى ستة دنانير ونصف لا يبرر ارتفاع سعر البيض بهذه النسبة ، فهل سيقوم منتجو البيض بتخفيض سعره بعد فصل الشتاء ؟ قد يقول قائل ، ان هناك مواد اخرى ترتبط بالبيض والدجاج ارتفع سعرها ، كالاعلاف مثلا ، وهنا من حقنا ان نعرف من المنتجين مقدار الرفع ومبرراته ، ولماذا يجب ان يكون اعلى نسبة من رفع اسعار المشتقات النفطية ، وهناك مثل اخر على عدم معقولية رفع الاسعار ، حيث سمعت ان كيلو الكوسا قد اصبح دينارين ، أي انه تضاعف ثلاث مرات عن سعره المعتاد .


انني اؤمن ان رفع سعر المشتقات النفطية لا بد ان يؤثر على اسعار معظم ان لم يكن كل المنتجات والخدمات الاخرى ، لكن ليس بهذه النسبة ، التي يحاول التجار والمنتجون من خلالها رفع نسبة ارباحهم عن السابق ، وليس التماشي مع الرفع الجديد فقط ، انهم في سباق مع الزمن لنهش لحم المواطن كلما سنحت لهم الفرصة ، وهل من الاخلاق في شيء ان يباع سعر مادة ما بالسعر الجديد ، رغم ان التاجر كان قد اشتراها وخزنها بالسعر القديم ؟

واعود الى عنوان الموضوع لأسال ، لماذا يتراكض المواطنون على استهلاك مادة ما بعد رفع سعرها بشكل غير معقول وغير مبرر ، رغم امكانية الاستغناء عنها ؟ ماذا يحدث لو توقف المواطنون عن شراء الكوسا واستهلاكه لمدة شهر واحد ؟ وماذا يحدث ايضا لو قاموا بنفس الاجراء بالنسبة للبيض ؟ وغيرها الكثير من المواد غير الضرورية ، ان المواطن غير مضطر في مثل هذه الحالات ان يستمر بنفس نمط استهلاكه السابق ، وواجب عليه ان يلقن المتلاعبين بالاسعار الدرس الملائم ، كما هو مطالب ايضا ان يقنن الى اقصى حد استهلاكة لمختلف المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها ، يجب ان يبادر المواطنون لذلك من ذاتهم ، في ظل عدم توفر عمل جماعي منظم تقوده احدى منظمات المجتمع المدني .


m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :