عمون – مكانة المرأة العربية آخذة بالتحسن أفقيا وعموديا رغم انتشار التمييز الجندري، التحرش الجنسي والتهميش الاقتصادي-السياسي، على ما اتفق حوله جمهور شاب شارك مساء الأربعاء في احدث حلقات المناظرات العربية الجديدة.

وفي الاقتراع النهائي، صوّت 66 %من الحضور - المؤلف من طلبة جامعات، نشطاء وأجانب وعرب مقيمين في المملكة – ضد عنوان الحلقة: "العالم العربي ليس مكانا مناسبا للمرأة". في مستهل الحلقة، كان 73 % من الحضور صوتوا ضد هذا العنوان.

وتحدث دفاعا عن عنوان الحلقة رئيس مركز الجنوب والشمال للحوار والتنمية د. صبري ربيحات؛ وهو وزير أسبق للتنمية السياسية، الثقافة والشؤون البرلمانية.
وبينما أقر بتسجيل تحسينات متقطعة ونخبوية على وضع المرأة، ذكّر د. ربيحات بأن النساء تشكّل 14 % من القوى العاملة، حتى في الأردن- الذي يصنف ضمن الدول الحداثية.
"إذا نظرنا إلى المرأة في العالم العربي، نرى أنهن غائبات عن الفضاء العام" جادل د. ربيحات، مضيفا أن "بعض الرجال يعتبرون زوجاتهن، شقيقاتهم وأمهاتهم مجرد متاع في المنزل".

وردا على موجة انتقادات من الحضور بأنه يبالغ في انتقاد حالة المرأة في المجتمعات العربية، قال الوزير الأسبق: "يحق لنا الوصول إلى حياة أفضل ونحب أن نعمل في هذا الاتجاه. ولن يفيدنا أن نكون اعتذاريين أو نتبجح حول الحقائق التي نعيشها". وأقر المسؤول السابق بأن الحكومات ساهمت في تراجع مكانة المرأة العربية، معمقة خليطا من العادات والتقاليد التي تجعل مواطنة المرأة درجة ثانية.



من جانبها قالت د. سلمى النمس - مستشارة تخطيط تنموي وتكافؤ الفرص والمنسق التنفيذي لمنصة تقدم؛ وهي حركة مدنية تسعى لبناء أردن ديمقراطي وأخضر – إن من "غير العدل شيطنة العالم العربي برمته" لمجرد استمرار التمييز ضد المرأة.

وتحدثت عن "وجود أمل كبير في أن النساء تحشدن صفوفهن ضد الإساءات (التي عانين منها)، ويتبدى ذلك أكثر بعد رياح التغيير التي تهب على المنطقة منذ مطلع 2011". وأكدت د. النمس: "أرفض الاستسلام وأرفض انتقاد أمتي، فالوطن العربي مكان للرجال والنساء الراغبين في الانخراط في المواجهة صوب الحداثة والتمدن".

وستبث حلقة الأربعاء – بالانكليزية بإدارة الإعلامي البريطاني تيم سباستيان- عبر شاشة تلفزيون دويتش فيلله Deutsche Welle إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم، بما في ذلك قنوات هنبعل التونسية، أون تي في ONTV المصرية، رؤيا الأردنية والوطن الفلسطينية في رام الله.
وستسجل النسخة العربية مساء اليوم الخميس بإدارة الإعلامية المصرية مي الشربيني تحت ذات العنوان، لكن بمشاركة متحاورين مختلفين.