facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مربّ فاصل


د. هاني البدري
03-04-2014 02:38 AM

بين كتل الأزمات المتلاحقة التي تحيط بنا، والتي تندرج بمجملها تحت ستار المنظومة الأخلاقية المعطوبة في المجتمع، تقفز أزمة التربية لتكون في الواجهة متغلبة على كامل مشاكلنا وانحداراتنا، فرغم الجملة التي ما انقطعنا عن تكرارها وسماعها برتابة مُملة حتى فقدت معناها "التربية قبل التعليم".

لا طلنا تربية ولا حققنا تعليماً في منظومة مترهلة تواصل انحدارها في كل لحظة، فبين أزمة المدخلات ومشكلة المخرجات، وتداخل أركان العملية التربوية والتعليمية من معلم وطالب وأسرة وإمكانات وتقنيات ومناهج وتدخلات داخلية وخارجية تسابق العملية التربوية في الأردن الزمن في الانحدار.

فالطالبة حسناء التي قتلت على يد والدها بوشاية من إحدى (مربياتها) الفضليات في المدرسة ليست آخر ضحايا السقوط التربوي والمجتمعي الذي أطاح بطالب صغير في الرصيفة حين تعرض لضرب (وحشي) على يد مربيه الفاضل، والآخر ذو الأحد عشر عاما، الذي فقأت عينه على يد معلمه حين أدى الضرب لانفجار مقلة عينه اليمنى، والصغيرة التي حُبست في إحدى الغرف الصفية ونسيت حتى اليوم التالي.. وتلميذ العالوك الذي أصيب بالإغماء تحت الضرب المُبرح في الغرفة الصفية، والقائمة تطول.

ثم نبرر؛ جيل يستحق الضرب "فأنتم لا تعرفون ما الذي يتعرض له المعلمون من هؤلاء الشياطين".

المعضلة ليس في ما كشف عنه الوزير عن أمية الصفوف الأساسية في المدارس الحكومية والتي ووجهت بموجة استياء ودهشة مشوبة بالمُكابرة، وليس في عرس التوجيهي نصف السنوي الذي يشكل أكبر امتحان حقيقي للمستوى الأخلاقي والقيمي الذي وصل له الطلبة (المستسهلون) وأولياء الأمور (المتساهلون) والتربويون (السهلون).. حيث الامتحانات المُتسربة والقاعات المُقتحمة وبورصة الأسئلة وأحدث تقنيات الغش الالكتروني، ولكنه في الحملة الشعواء التي قادها آباء ومعلمون ومجتمعات بكاملها ضد إجراءات ضبط التوجيهي داعين لتركه على ما هو عليه أي "سداح مداح".

ماذا عن مستوى معلمي اللغة الإنجليزية مثلاً في بعض المدارس الحكومية، وحين يسأل الطالب معلمه في قاعدة لغوية أو ترجمة، فلا يكون المسؤول بأفضل من السائل بأي حال.. ماذا عن مستويات التعليم في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وحتى اللغة العربية والدين.

إذا عُرف سبب هذا، وهو التعيينات العشوائية للمعلمين بداعي حق المواطن في الحصول على وظيفة بعد دراسته، أو تحت (بنديرة) واسطة تعيين، وبدون امتحانات مستوى أو فحوص تخصص أو مقابلات معرفة وتقييم، طبعاً بَطُل العجب واتضحت الرؤية بل فُهمت أسباب هذا المنتج التربوي (ذي الجودة العالية).

لو قرأنا مثلاً كتاب التربية الوطنية في الصفوف الأساسية لأدركنا تماماً لما وصل إليه جيل كامل من استهتار بالقيم الوطنية والاجتماعية وبمفاهيم الانتماء والمشاركة السياسية واستسهال بيع الصوت والإرادة بداعي" فُخار يكسر بعضه"
.
وسط ذلك الجو التربوي والتعليمي الفريد ترعرعت وانتعشت تجارة الدروس الخصوصية التي ما عرفنا عنها قبلاً إلا في أفلام السينما المصرية. وأصبح معلمون بين نارين "أعمل على تعليم الطالب بأفضل ما عندي فأخسره زبوناً في دروسي الخصوصية أم أتركه ببعض الجهل وقلة المعرفة لأُكملها فيها وأكسب نفسي لأني "لن أُعَمّر الكون".

مع الظاهرة استشرت المدارس الخاصة التي لا تقل أزمات عن شقيقاتها الحكومية، في رفع الأسعار وإدخال برامج التقوية المدفوعة والنشاطات اللامنهجية الباهظة التكاليف.. وبغياب كامل من أي نوع من الرقابة الحكومية.

أزمتنا التعليمية أننا في صراع مع أنفسنا فنقوم للمعلم لنُوَفه التبجيلا كل صباح، ونعرف القدرات وحقيقة التعيينات والإمكانات والامتحانات، والأمية الجديدة بين صفوف طلبة وخريجين ومعلمين ومديري مدارس ومشرفين وتربويين ونضع رؤوسنا في الرمال، ونقول نحن بخير ونسب النجاح في مدارسنا من أكبر النسب في العالم.
(الغد)





  • 1 ام صبح 03-04-2014 | 10:03 AM

    اذا كانت المدارس الخاصة التي ندفع رسوم تعليم لابنائنا مبالغ طائلة اصبحت مخرجات تعليمها للاسف ضعيفة ، فما بالك بالمدارس الحكومية التي تفتقر الى ادنى المقومات .. أنا شخصيا لا اضع اللوم على المعلم بل اضعه على وزارة التربية والتعليم التي عليها ان تعمل على رفع راتب المعلم ومنحه حوافز لكي يتمكن من العيش عيشة كريمة .. ان تدني رواتب المعلمين جعلتهم يلجأؤون لتجارة الدروس الخصوصية بدلا من تعليم الطالب بأفضل ما عندهم وحتى لا يخسروه زبوناً في دروسهم الخصوصية وتركه جاهلا لا يعرف الله وين حاطه !!

  • 2 ام صبح 03-04-2014 | 10:04 AM

    اذا كانت المدارس الخاصة التي ندفع رسوم تعليم لابنائنا مبالغ طائلة اصبحت مخرجات تعليمها للاسف ضعيفة ، فما بالك بالمدارس الحكومية التي تفتقر الى ادنى المقومات .. أنا شخصيا لا اضع اللوم على المعلم بل اضعه على وزارة التربية والتعليم التي عليها ان تعمل على رفع راتب المعلم ومنحه حوافز لكي يتمكن من العيش عيشة كريمة .. ان تدني رواتب المعلمين جعلتهم يلجأؤون لتجارة الدروس الخصوصية بدلا من تعليم الطالب بأفضل ما عندهم وحتى لا يخسروه زبوناً في دروسهم الخصوصية وتركه جاهلا لا يعرف الله وين حاطه !!

  • 3 فايز الجابري 03-04-2014 | 12:56 PM

    يسلم لسانك وبارك الله في فكرك تخيل يا دكتور ان من يدرس من طلابنا في الجامعات الاردنيةفي التخصصات المختلفة وخاصة العلمية منها وعلى سبيل المثال الكيمياءان هذا الطالب يتخرج من الجامعة وهو لم ياخذ المساقات التربوية والمسلكية بمعنى كيف سيتعامل مع الطلاب في الغرفة الصفية لانه سيتعين بعد تخرجه في التربية معقول وزارة التربية ووزارة التعليم العالي لا تعلم ان هذا الخريج من الجامعة سيعمل في مهنة التعليم وفي الاخير نقول المعلم الفلاني لا يستطيع التعامل مع الطلبة وعلى ذللك قيس يا دكتور00000000

  • 4 المحامي ابو حمزة 03-04-2014 | 01:05 PM

    مقال رائع
    وادعوا الى تبني حوار تربوي هادف لرفع كفائة المعلم والمادة التربوية تحت شعار التربية اولا ومن ثم التعليم

  • 5 سالم قبيلات 03-04-2014 | 01:28 PM

    كلام صحيح دكتور نحن بحاجة الى مراجعة كثير من المواقف التي اوصلت المجتمع الى هذا الحال

  • 6 rehab zein 03-04-2014 | 08:02 PM

    كلام رائع ويتناول كثير من واقعنا التربوي ان ما وصلنا اليه في ايامنا من انحدار المستوى التربوي ولا اقول التعليمي نابع من عدم درايه اصحابالقرار اهمية التغيرات التي تمر بها المجتمعات فلم يعد هناك الاسلوب التقليدي في معاملة الطلبه والذي لا زال كثير من معلمينا واداريي المدارس يتبعونه حيث انهم لا يزالوا يعتقدون ان فرض الشخصيه يكون عن طريق التسلط والهيمنه واحيانا استخدام العنف ضد الطلبه وهذا يتعارض مع ماوصلنا اليه من التقدم في اكثر المجالات الا ان عقول مربينا الافاضل لا زالت تراوح مكانها

  • 7 عزام محمد البوريني 04-04-2014 | 04:52 PM

    لو مشكلتنا تنحصر في موضوع التربية والتعليم ربما وجد لها الحل أو على الأقل الدراسة .. ولكن مشاكلنا كثيرة وقضايانا أكثر ولا سبيل لتعدادها لأن الجميع يعرفها ما بين مشاكل الجامعات ومشاكل الفساد وقوانين الاحزاب والانتخاب وعدم العدالة في التعيين والظلم في رواتب وحفوق المتقاعدين مما انعكس على القوانين المنظمة لها كما هو الحال في الضمان الاجتماعي والذي تستنزف أمواله في مشاريع غير منتجة أو رواتب وامتيازات لفئة كبيرة من الموظفين على حساب مدخرات المتقاعدين ...
    التعليم بمجمله يحتاج الى دراسة جيدة,, يتبع

  • 8 عزام محمد البوريني 04-04-2014 | 04:58 PM

    تابع (2)
    التعليم بحاجة الى دراسة معمقة من المهتمين وليس من اللجان لايجاد العوامل التي ادرت الى هذا الخلل في المجتمع ووصل بنا الى القتل والعلاقة السيئة ما بين الطالب والمعلم .. ولا نريد ان نخوض في التوجيهي لان مشكلته مشكلة وهي افراز للحالة المتردية في العملية التعليمية ..
    ان الوضع المادي للمعلم هو اساس في المشكلة .. والكل يعرف قيمة المعلم في الغرب واليابان وكيف انه يأحذ اعلى الرواتب في المانيا وغيرها .. ولذلك هنا يطضر الى الشحاذه عن طريق الدروس الخصوصية ,,, ويسلم ثمك دكتور هاني ..

  • 9 سما بغداد 06-04-2014 | 12:18 AM

    احسنت يا دكتور في اﻻشارة الى هذه القضية ااتمنى ان تتحول الى قضية راي عام وتاخذ طريقها الى القضاء الوالد وادارة المدرسة
    لينالو جزائهم العادل....مع اﻻسف اصبحت مثل هذه القضايا مستشرية في مجتمعاتنا العربية بشكل خطير لنعدام الواعز الديني وااﻻخﻻقي ...وانتهاك ﻻبسط حقوق اﻻنسان ...

  • 10 سما بغداد 06-04-2014 | 12:18 AM

    احسنت يا دكتور في اﻻشارة الى هذه القضية ااتمنى ان تتحول الى قضية راي عام وتاخذ طريقها الى القضاء الوالد وادارة المدرسة
    لينالو جزائهم العادل....مع اﻻسف اصبحت مثل هذه القضايا مستشرية في مجتمعاتنا العربية بشكل خطير لنعدام الواعز الديني وااﻻخﻻقي ...وانتهاك ﻻبسط حقوق اﻻنسان ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :