كما هو جميل ورائع الطواف مع عمدة عمان عقل بلتاجي في حي من أكبر الأحياء في منطقة الأشرفية بعمان الشرقية ، نتأمل معاً وجوه الناس والأشجار والأمكنة وكل شيء .. طبعاً لم يكن معاليه في هذه الجولة يوم الأحد الماضي يمتشق بمهارته المعهودة مكنسته ويزهو ببدلته البرتقالية كما كنا نراه في جولات ولقاءات أخرى مماثلة وشعبية أيضاً في عاصمتنا الحبيبة .. ما رأيته في العمدة عقل بلتاجي في تلك الأمسية الجميلة والواعدة إنسانٌ حضاري .. وفي غاية الأناقة واللطف والتأديب وإن كان لا يقبل التضليل من أحد ، فَجُل همه مشاهدة الواقع المعاش في جنبات هذا الحي وأزقته المهملة وأهلها الطيبين والفقراء في معظمهم ونقلهم وحيهم إلى الأحسن والأفضل .

هذا ما جرى .. فقد خرج معالي العمدة مع الأهلين خطوة خطوة وبعد لقاء قصير جداً مع مستقبليه سار في الحي متمعناً في وجوه الأهالي والطرق والساحات وكل ما تقع عليه عيناه ، وكأنه مع أهله وأقاربه يقرأ كل شيء في وجوههم الطيبة الوادعة وما تنطق به ألسنتهم من آمال وأحلام صغيرة وكبيرة ..

مطالب أهل الحي صادقة .. وحقيقية وليس تلبيتها من المعجزات ، ما يريدون: مدرسة إبتدائية حكومية في الحي مكان سوق الخضار الذي شبع فشلاً .. وإهتمام أكثر بالمواصلات وتمنيات بأن يصل السرفيس إلى دوار كوكبا .. والحافلات إلى طوارئ البشير وكما كان قبل سنوات قريبة ، وتوسيع بعض الجوانب للشوارع خاصة شارع حبيب بن زيد والشوارع الأخرى وإضاءتها .. والإهتمام بشكل أكثر بحديقة البشائر ( التي أمارس رياضة المشي فيها منذ أكثر من عشر سنوات ) وإضاءتها وأن تغلق ما بين الثامنة ليلاً والسادسة صباحاً والإهتمام بمكتبة الأطفال فيها والإستفادة منها من أطفال الحي بشكل أوسع ومطالب أخرى ..

يحضرني في هذه المناسبة الرائعة .. والواعدة نصيحة من فرانسوا ميتران عمدة باريس العاصمة الفرنسية والذي أصبح في ما بعد رئيساً لفرنسا والذي منع تصدير الأسلحة الفرنسية إلى إسرائيل وكان مع حقوق الفلسطينيين .. قال: لن أكون وحدي صانع الجمال في العاصمة الفرنسية أنتم معي أولاً في تحقيق هذا الإنجاز الكبير .. وفي حي أم تينه وجبل الأشرفية وعمان كلها لن ينجح عمدة عمان عقل بلتاجي وأي عمدة في أي مدينة في هذا العالم بدون تعاون الأهالي وتكاتفهم ..

أرجوكم إزرعوا حدائقكم بالورود والزهور والأشجار المثمرة .. ولا تلقوا الأزبال على قارعة الطريق ، من فضلكم أن تضعوها في الحاويات .. لا تدعو المياه تتسرب في الشوارع والطرق .. حافظوا على مدينتكم مدارسها وساحتها وملاعبها نظيفة وجميلة فهي لكم وللأجيال القادمة .. والله من وراء القصد .. !