facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من الاحتلال .. إلى الاستحلال!


خيري منصور
27-04-2014 01:52 AM

حين تتجرأ إسرائيل على تخيير السلطة الفلسطينية بين السلام والمصالحة مع حماس فتلك حرب سياسية وايديولوجية، قد تكون من بعض النواحي أشد وقعاً على النفس من هزيمة حزيران 1967، ذلك لسببين على الاقل، أولهما انها تفرض نفسها وصية على شعب قاصر، وثانيهما استباحة مزدوجة للتاريخ والجغرافيا معاً، فالثمن المطلوب من الفلسطيني سواء كان في السلطة أو في أي سياق سياسي هو حسب تسعيرة تل أبيب أن يقدم توأمه قرباناً تحت قدميها.

فالمشهد الآن لا مجال للتلاعب بزواياه لانه ساطع وفاضح ويدشن حقبة من التاريخ العربي غير مسبوقة، يتولى فيها الأخ قتل أخيه أو بيع دمه في المزاد كي يظفر بشهادة حسن سير وسلوك من عدو يقضم لحمه وأرضه وذاكرته.

اجابة السلطة الفلسطينية حتى الآن على هذا الانتهاك لنخاعها ولجذور القضية كلها هو دراسة الخيارات، ومن ثم المفاضلة بينها، وبالطبع تلك خطوة أولية لا بد منها في أي رد فعل وطني. لكن أين هي تلك الخيارات، فالمقاومة في بعدها الميداني مستبعدة منذ زمن، بل اعتبرت ضرباً من الانتحار الوطني بسبب التفاوت الهائل في ميزان القوى بين محتل نووي وضحية عزلاء!

وكلما صرح أي سياسي عربي أو فلسطيني بأن نتنياهو لا يريد السلام، فهو ليس ارخميدس الذي يبشرنا بأنه وجدها، لأن رفض هذا الرجل للسلام ولد معه على ما يبدو لهذا كانت معاداته للسلام ترشح من كل سطر في مذكراته التي حملت عنوان مكان تحت الشمس!

ولم نكن بحاجة لتبديد الاعوام والوقت ومضاعفة الاستيطان وعدد الاسرى لنكشف بأن نتنياهو هو بحد ذاته أطروحة صهيونية مناقضة لاي سلام، لكن الضعف أحياناً يملي شروطه على البشر فيلوذون باللغة ومترادفاتها ومجازاتها لقول جملة غير مفيدة، كان من الممكن أن تكون واضحة بالمبتدأ الذي حددته الصهيونية كمشروع وبالخبر الذي تولته رموزها، خصوصاً من يحلمون بريادة ثانية للمشروع من طراز نتنياهو.

إن اسوأ ما في الضعف هو الرغبة في خداع الذات بحيث لا ترى غير ما تريد ولا تسمع غير صدى صوتها، فالمعادلة واضحة منذ أول سطر في هذا الصراع، وثمة طرف احترف الانكار وحوله الى مهنة تماماً كما حول أنين الضحية الى مهنة، لكن ارخميدس العربي الذي يقول لنا في مناسبة بأنه وجدها يدرك في العمق انها موجودة حتى قبل ولادته، لكن ما يحدث الآن هو محاولات لتهويد المنطق والعقل قبل تهويد الدولة!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :