facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يفسد الملح


عبير الزبن
01-05-2014 01:52 PM

من مؤلمات الأوجاع أن يظلم التاريخ النقي الصادق ، فيُوسم بالتشوهات و تكثر على بياضه البقع السوداء ، وأن يخرج من يدي صانعيه الأحرار الأمجاد ، حكماء و شهداء و خيرة الخيرة ، إلى أيدي الجهلة و العابثين و المستأجَرين بثمن بخس ، فينهدم البناء الشامخ ، و يهوي دافنا تحت أنقاضه شرف الشرفاء و أمجاد العظماء ، الذين شيَّدوه بعرق الولاء و الانتماء ، قابضين على جمر ناره بالصبر و الإيثار و التضحيات ، فاستبدل العدل بالظلم و الأنفة بالخنوع و الشهامة بالمذلة ، و الجرأة بالنفاق و الإحسان بالإساءة ، فظهر تاريخ جديد ، زيَف الماضي كله و ذهب به أدراج الرياح ، و الفاعلون لكل هذا نفر محدود ومعدود ، أخذتهم إغراءات الحاقدين على هذا الوطن فعاثوا فسادا .

التاريخ الآن تحت المجهر ، ويجب ألا تترك صياغته للعابثين ، وأبناء الوطن الكرام كثر ، مداد حبرهم كرامة ، و كبرياؤهم إخلاص و تواضعهم إنجاز العمل ، رسالتهم نصرة الوطن ، لا يغرقون بمستنقع الفاسدين المأجورين ، تجار المصائب و الأزمات ، لأن الاحرار لا يفسد ملحهم أبدا ، و الطبيعة تحافظ على أصالتها إلا إذا عبث بها أهل الشر .

العبث بالوطن بالسر و العلن أخذ يطفو على السطح و فوق السطح ، من قبل عابث أو عابثين ، و الأسوأ منهم من روج لأعمالهم ، و حبك لها خيوطا و نسيجا ، لينطق بدلا منهم خدمة لهم ، فينتج الضوضاء و الفوضاء و الهراء ، بالتشدق بالكلام من فوق المنابر ، لتصوير المشهد من أجل إثارة من لا يثار ، وهذا هو الخطر الأكبر و الحقيقي ، والأمناء الشرفاء صامتون على كل ما يرون و ما يسمعون ، و الصمت للأسف إقرار للشيء وليس نفيا له ، فإن تمت الاستهانة بالهين تعاظم ، وكان مقدمة لزلزال عنيف ، يذهب بقوة الوطن و مقدراته ، ويفكك النسيج الذي ما زال مضرب المثل بالمناعة و المتانة .

المؤلم الموجع و المرض العضال ، أن من آذى الوطن هم من يحملون هويته وأصالته ومن يعول عليهم بالمساهمة المؤثرة في البناء و الرعاية او الحماية، نريد أن يبرز دورهم جليا بأعمال الخير لا بأعمال الشر ، هم للوطن و الوطن لهم ولا يتخلى عنهم ، فمن درج رضيعا على أرضه ، احتضنته ذرات ترابه تحت ثراها في كهولته و هرمه .

الملح لا يفسد ، وإذا فسد الملح فمن يصلحه ، فهل نبحث حينها عن المختبرات و المختصين بالكيماويات ، فقد يكون الزمان حينها قد مات.
حمى الله الأردن وشعبه و مليكه .
(الدستور)





  • 1 اردني 02-05-2014 | 12:11 PM

    ماذا نقول اذا اصبح امن المواطن سياسة؟! والسكوت عن الفاسدين الكبار مصلحة وطن عليا!؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :