facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن و نقطة الحبر


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
13-05-2014 01:47 PM

نقطة حبر واحده كافيه لتعكير وعاء كامل من الماء و تحويله من ماء زلال يروي الضمأ الى ماء لا يصلح حتى لغسيل اليدين. ابدأ بهذا لاقول انه لا يجوز لنسبة بسيطه من المجتمع ان تنغص حياة مجتمع باكمله و تحول الوطن الى حاله يوميه من المعاناه.

لاكون اكثر وضوحا فقناعتي ان مشاكل الاردن شقين الاول يتعلق بالصفقات التي ضاعت فيها مؤسسات عامه سواءا بفساد مالي او اداري و اما الشق الثاني فيتعلق بمن يريد ذلك مبررا لممارسة التجاوزات اليوميه و التي لا تؤثر باي من رؤوس الفساد و لكن تنغص الحياة على اكثر من تسعون بالمئه من المجتمع. و كلاهما (من مارس الفساد سواءا بالسطو على المال العام او السكوت او تمرير ذلك و من ينغص الحياه بتفاصيلها تحت مبرر عدم القدره على محاسبة الاول) اقول كلاهما جزء من نقطة الحبر و الفرق بينهما ان الثاني لم يحصل على الفرصه ليفعل ما قام به الاول.

لن اطيل في الشق الاول لاني كتبت فيه كثيرا و ما زلت مقتنعا انه حق للاجيال لا يسقط بالتقادم و لا بقرار هنا او هناك. فثروات البلد هي ملك لمن على قيد الحياه و من سيولد بعد عشرات السنين و ليس من حق اي كان ان يعطي ما لا يملك و ليس منا من يملك مستقبل الاجيال القادمه.

اعود للجزء الثاني من نقطة الحبر و التي علينا جميعا ان نعمل على منعها من تعكير ما تبقى من الاناء و ذلك ليبقى المجتمع و الوطن قابلا للعيش المقبول بالحد الادنى من المعاناه فقد عاشه اجدادنا رغم قلة الموارد و غياب الرفاهيه و استطاعوا ان يستمتعوا بالقليل و ان يبنوا للاجيال التي تلتهم. و اسمحوا لي ان اسهب في الجزء الثاني من نقطة الحبر.

هؤلاء الذين يقودون برعونه و يخترقون كل قواعد الذوق و الاخلاق في قيادة المركبات يوميا بل و يضربون بقوانين السير عرض الحائط متى اتيح لهم ذلك سواءا بقطع الاشاره او التجاوز الخاطئ او اغلاق الطريق او حتى اللف في المركبات بدون مبرر او اغلاق الشوارع بالمواكب. كل هؤلاء هم نقطة حبر يجب ابعادهم عن الطريق سواءا بالنصح او قوة القانون. فلو دققنا لوجدنا انهم لا يشكلون اكثر من خمسه بالمئه.

و كذا بعض رجال السير و الذين لا يمييزون بين الهدف من عملهم من الامان و حفظ الطريق و السلامه و بين الجبايه و ممارسة سلطه. هؤلاء اقول انهم ايظا نقطة حبر لانهم يضيعون جهد و سمعة عشرات الالوف من ابناء الشرطه و الدفاع المدني ممن يضحون بانفسهم ليحافظوا على امن الوطن و المواطن.

هؤلاء الذين يعملون ليل نهار لتكون الدراسه الجامعيه حكرا على من يملك اكثر و يطمسون الابداع القادم من ابناء ذوي الدخل المحدود. و هم نفسهم من يتناسون ان معدل ثمانون في منطقه طرفيه او عائله فقيره يحمل معه ثمرة ابداع و امل اكثر ممن يحصل على التسعون في مناطق مرفهه او منطقه محظيه. فانا اتخيل اني لو كنت اليوم انا و الكثير من زملائي ممن ابدعوا في تخصصاتهم لما كان لنا فرصة الدراسه او تحقيق حلم عائلاتنا. فلا يجوز لابني ان يحصل على امتياز يحرم منه ابن عامل وطن فقط لان ظروفهم و مدارسهم مختلفه. ان هؤلاء الذين يشرعنوا التمييز في الحق في التعليم و يقتلون الحلم و الامل عند الكثيريين ايظا جزء من نقطة الحبر.

هؤلاء الذين يحاولوا مسخ التوجيهي بكل الممارسات الخاطئه بما فيها محاولة الغش و التغشيش و يعطوا المبرر لالغاء احد اخر معاقل العداله على ما فيه سواء بالاعتداء على المراقبين او اثارة الشغب هم ايظا جزء من نقطة الحبر. فالمطالبه بتحسين التوجيهي مختلفه عن تضييع حق من درس و تعب لمصلحة من قضى الايام باللهو.

الموظف اللذي يتلكأ في عمله و يتهرب من قضاء معاملات الناس مطمئنا الى دعم او واسطه او حقه كموظف عام او خاص و يشبع المجتمع شكوى و تافف عندما يكون هو في موقع المراجع في مؤسسه اخرى هو ايظا جزء من نقطة الحبر. و الطبيب و الممرض و المهندس و المهني الذي لا يتقن عمله هو ايظا جزء من نقطة الحبر.

و المراجع الذي يصب جام غضبه على الموظف او على الممتلكات العامه و الخاصه لمجرد تأخير او قصور او قناعته بانه احسن من باقي البشر ايظا هو جزء من نقطة الحبر.

الذي يسب الوطن ليل نهار لانه حرم من امتياز ليس من حقه اساسا و الذي يخرج علينا و على الوطن بطلا بعد ترك المنصب و هو من تقلب في نعيمه و النائب الذي يشبعنا شعارات و خطابات تحت القبه في الاصلاح و مكافحة الفساد و الفاسدين و عندما تحين لحظة الحقيقه يقف في صف الفساد لنجد ان الخطاب المنمق لم يكن الا للاستهلاك او للانتقام او الحصول على مكاسب فرديه او جهويه. كل هؤلاء هم جزء من نقطة الحبر.

الذين يكسرون و يحرقون للدفاع عن مطلوب او لحماية فاسد تذكر العشيرة او القرية فجأه و صار ابنها البار و هو لا يطيق غبار شوارعها. هؤلاء الذين عادة لا يشكلون سوى جزء ضئيل من ابناء المنطقه او العشيره و يبعثون بالبيانات و التصريحات حتى باسم الوليد و الكبير. كل هؤلاء هم جزء من نقطة الحبر التي تمثل نفسها و لا تمثل الوعاء الاكبر.

حتى لا اطيل اقول ان نقطة الحبر هذه لا تصل الى خمسه بالمئه من المجتمع و لو دققنا قليلا لوجدنا ان من يمارس القياده المتهوره نفسه من يتلكأ في عمله و نفسه من يبرر الفساد و نفسه من يتصرف بانانيه و نفسه جزء من تشويه صورة المجتمع و تنغيص حياة الاخرين.

ان المجتمع في اغلبه ميال الى العيش بهدوء و سلام بما يحفظ امنه و امن ابناءه و مستعد لتحمل جزء من الظروف الصعبه مقابل ذلك.

فهل نسمح لنقطة الحبر تلك ان تعكر الاناء ام تبقيه صافيا نقيا. فالابتسامه و التعاون تشيع الرغبة في السعاده و التذمر و الاحباط يشيع الرغبة بالمعاناه و الانتقام من الاخر.

حفظ الله الاردن و حفظ اهله و حفظ جيشه فخر الامه و مصنع الرجوله.





  • 1 رنا حسين 14-05-2014 | 01:34 AM

    الحق على 95% الذين سمحوا لل5% أن يفعلوا ذلك !

  • 2 سعيد عفيفي 14-05-2014 | 05:11 PM

    كلام ممتاز . واذا لاحظنا كل شيء مكتوب , بان الاصلاح ومقاومة نقطة الحبر التي تفسد علينا معيشتنا هو ان يبدا الانسان من نفسه اصلاح نفسه , فتجد ان الجميع قد قاومو نقطة الحبر هذه, اذا هذا مسؤولية الجميع , ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (انت على ثغرة من ثغر الاسلام فلا يؤتين من قبلك)


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :