facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مجلس الشيخ


رندا حبيب
28-02-2008 02:00 AM

كنت أجلس في ركن أراهم ولا يرونني، كان الأمر أشبه ما يكون بأداء رفيع المستوى لفن تعبيري راق وجاد. خيل إلي وكأن ذاك الأداء كان في ليلته المائة بعد الألف، حُسنا وإتقانا وعفوية. انتابني شعور بالإجلال والاحترام كما كل الحاضرين، الكل جلوس أو وقوف كأن على رؤوسهم الطير. كانت تلك هي أول تجربة لي في مواضيع التحكيم العشائري.منذ سنوات خلت، كنت بضيافة شيخ وقور من شيوخ البادية، وشهدت مجلس تحكيم له بين فريقين إثر خلاف وقع بينهم. كان الشيخ يتصدر مجلسه، إذ دخل عليه الطرفان المختصمان، التوتر والغضب والانفعال باد بوضوح على وجوه الفرقاء، ما إن رحب الشيخ بهم وأجلس كل طرف منهم في مكانه، حتى ساد هدوء وتسللت سكينة إلى النفوس.

استمع الشيخ إلى حجة كل طرف، إذ كان كل طرف يعرض قضيته وهو مطمئن إلى عدالة الشيخ ونزاهته، أُعطي كل فرد منهم وقته، فلم يقاطع أحد ولم يستعجل أحد، الكلام بليغ عفيف، لم تشتم منه رائحة التحدي ولا التعدي، لم يسمع من الحضور كلمة نابية واحدة، أو ما ينم عن تجريح أو عدم احترام، نعم كانت هناك خصومة، لكنها خصومة شريفة بين أشراف ذوات من أهل البادية.

ما إن نطق الشيخ مصدرا حكمه، حتى هدأت النفوس وحل الوئام مكان الخصام وغادر الأطراف يغمرهم شعور بالرضا والكرامة، قانعين بأسلوب التعامل ومعالجة الأمر، داعين للشيخ بطول العمر ودوام العز والجاه.

ومنذ ذلك الحين، كلما تسود الأعاصير المنطقة وتشتد أزماتها، أتمنى أن يجد العالم قوة عظمى أو هيئة دولية لتكون حكما عدلا لا ينحاز إلى طرف دون آخر، ولتكون مرجعية لا تشوبها شائبة، مقبولة من كل الأطراف. وكلما تناهى إلى سمعي قصص الخلاف بين الأقارب، والتباعد والدسائس بين الأخ وأخيه، والمظاهر الخادعة للذين يظهرون ما لا يبطنون، والفجور في الخصومة، أذكر مجلس الشيخ.

عن الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :