facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"مطولين يا عمي"!


جهاد المحيسن
08-06-2014 04:15 AM

ما يزال كل ما يحدث من مطالبات إصلاحية على كافة الصعد يراوح مكانه، رغم كل المحاولات التي تقوم هنا أو هناك، لكنّ حاصل جمع كل هذا لا جديد يذكر ولكن القديم يعاد.

ربما سيعتبر البعض أن الحديث عن المجتمع لم يُهيّأ بعد لتقبل الجديد، وأن البنية الاجتماعية فيه بحاجة للكثير من العمل عليها وإعادة تشكيل بعض من منظومتها القيمية والسياسية والثقافية والاجتماعية.

إنه حديث غير موضوعي ويحابي السلطة في تقديم هذه الصورة عنه، لكن لا بأس في التفكير في ذلك طالما أن الهدف واحد، وهو الوصول إلى نتيجة تخرجنا من عنق الزجاجة.

نريد من الحكومات أن تتخلص من مؤسسات الفساد والترهل الإداري المعشعشة فيها، ونريد من المواطن كذلك التخلص من قيم الفساد والترهل، التي يشترك البعض فيها عن دراية أو عكس ذلك، المؤسسات الحكومية بمختلف أشكالها يديرها الموظفون، وهؤلاء الموظفون يمكن لهم أن يكافحوا الفساد بطريقة فاعلة عندما لا يسمحون لكبار الموظفين بتمرير ما يعتقدون أنه لا يتفق ومصلحة العمل، لا أن يقوم البعض منهم بتسهيل مهامهم عبر الثناء على ما يقومون به من أجل كسب الرضا وممارسة نفس الدور إذا سنحت لهم الظروف بذلك.

لم تعد تدار الأمور في البلد إلا من خلال أمرين:

الأول: العلاقات الشخصية والقرابية بين الأفراد والمسؤولين الكبار، وضمن دائرة مغلقة على صعيد المناصب العليا، تتداخل فيها المصلحة الشخصية بالاقتصادية.

الثاني: الرشوة التي أخذت طريقها في مجتمعنا وبأشكال مختلفة لتمرير أو تسريع بعض المعاملات للمواطنين، من ذوي الدخول المحدودة، وكلا الطرفين يشتركان في تعزيز هذا السلوك الرشوي المرفوض.

وفي الحالات الأكبر مع الجماعات الأكثر نفوذاً حدّث ولا حرج؛ فما يحدث من صفقات تستطيع أن تنمّي ربما قرى ومدنا بأكملها، والكل منا يتغاضى عن ذلك طالما أن الأمور تسير بحمى الرحمن وتيسيره.

المسلسل الذي يؤكد أننا لم ننضج بعد طويل وممل، فمن الاعتداء على الأشجار إلى رمي النفايات أمام العمارات والبيوت، وانتظار عامل النظافة ليحملها إلى حاوية النفايات التي تبعد بضعة أمتار عن العمارات!

التعدي على رجال الأمن والدولة وكسر هيبتهم من خلال المنافخات. ندّعي أننا أصحاب حق وطلاب قضية، والحقيقة أننا عكس ذلك تماماً، ونريد أن تطبق قوة القانون بما يخدم مصالحنا الفردية، حتى إن كانت على حساب الوطن بأسره، ولا يهم من يكون الضحية، طالما أن كل شيء يسير في صفي، وليعم الطوفان وتغرق البلد وأهلها في غياهب البحر.

المطلوب إعادة ترتيب قيم أفرادنا ليصبح الانتماء لهذا الوطن ليس انتماء مصلحيا، الانتماء الحقيقي يقوم بدور الرقابة على المستقبل، ويأخذ زمام المبادرة بما يخدم الوطن.
لكن إن بقيت الأمور كما هي عليه فنحن "مطولين يا عمي" !
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :