facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حقوق الأنسان


د. سامي الرشيد
11-06-2014 02:23 AM

نحن بلدان ذات ارث حضاري ضخم وعميق ومجتمعات قديمة , ولكن يحدث بها الان حوادث بشعة وبغيضة , نتيجة الاختلاف السياسي الذي يرتدي رداء المذهبية والطائفية الكريهتين .
هذه حمامات الدم والتفجيرات في العراق ,والقتلى كل يوم في سوريا , ومشاكل في مصر ولبنان وغيرها .
لهذا نحن بحاجة الى اقرار مبادئ حقوق الانسان اكثر من اية دولة اخرى .
لقد صدر كتاب نشأة حقوق الانسان عام 2007 , وصاحبته المؤرخة لين هارت وهي معنية بالتاريخ الثقافي والفكري .
الكتاب يتناول حقوق الانسان في المجتمع الغربي , بين الولايات المتحدة والدول الاوروبية , لكن هذه الحقوق باتت عالمية وانسانية واقرتها الامم المتحدة .
كيف ولدت وتكونت هذه الحقوق في مجتمعات كانت مليئة بالكراهية والبغض لأسباب عرقية وعنصرية او لاسباب دينية وانسانية , ومع ذلك امكن تجاوزها والوصول الى تلك الحقوق في نضال سياسي ومدني طويل وممتد .
في الولايات المتحدة وفي عام 1776 بدأ توماس جيفرسون الاعداد لاعلان الاستقلال وقد أصاغ ما يلي :
نحن نؤمن بان هذه الحقائق من البديهيات , وهي وان جميع البشر خلقوا متساويين , وان خالقهم قد حباهم , حقوقا معينة لا يمكن انتزاعها , ومن بين هذه الحقوق, حق الحيا ة والحرية والسعي لتحقيق السعادة

ان الزعيم الامريكي توماس جيفرسون نفسه الذي وقف وراء مسودة الاستقلال , وكان من اكبر ملاك العبيد في الولايات المتحدة كلها , وانه لم يخطر على باله ان يمنح هؤلاء العبيد اسقلالهم ولا تصور ان لهم نفس الحقوق , ومع ذلك فان الوثيقة التي صاغها كانت البداية لاقرار مبدأ حقوق الانسان .

بعد ثلاثة عشر عاما اي في 1789 كان الفرنسيون يعدون وثيقتهم الخاصة مع اندلاع الثورة الفرنسية ثم سقوط سجن الباستيل , وقد كان جيفرسون موجودا في باريس وقتها وكان صديقه الماركيز دي لا فييت , وهو احد المشاركين في حرب الاستقلال الامريكية , يعد الوثيقة الفرنسية بمساعدة صديقه جيفرسون .

لقد انتكست الثورة الفرنسية طويلا , وظهر ما يعرف بعهد الارهاب , وقام بروسبير بمذابح رهيبة , وظهر اليعاقبة المتشددون , ولكن مع نضال سياسي ومدني طويل وممتد, تغيرت الامور وتم اقرار حقوق الانسان .

لقد واجهت حقوق الانسان في فرنسا مشاكل كثيرة , منها النزاعات القومية المتطرفة التي ادت الى كراهية الاجانب ,حيث كان الفرنسيون يكرهون ظهور الايطاليين بينهم وداخل بلادهم , وفي استراليا تم منع هجرة الاسيويين , وفي امريكا تم التضييق على الصينيين ورفض دخول الاسيويين .
صدرت في امريكا قوانين تحدد نسبة المهاجرين من كل بلد ليحافظوا على الطابع السكاني والديموغرافي لبلادهم , وكانت هناك كراهية واحتقار حقيقي للمرأ ة , وظل ذلك طويلا في البلدان الاوروبية .
حين اعلنت الجمهورية الفرنسية كان اكثر من نصف سكان فرنسا لا يتكلمون الفرنسية فقد كانوا يتحدثون لهجات محلية عديدة , واقتضى ذلك جهودا جبارة لدمج المواطنين الفرنسيين في لغة واحدة .
الامر نفسه في ايطاليا حين اعلن قيام المملكة الايطالية , لم يكن رئيس وزرائها الكونت كاميليو دي كافور يتحدث لغة البيدومونية كلغة اولى , وكان اقل من 3% من المواطنين يمكنهم التحدث بالايطالية الفصحى ان جاز التعبير .

اما مشاكل العداء للسامية وكراهية اليهود فكانت متفاقمة في دول اوروبا .
صدر في بريطانيا سنة 1905 قانون الغرباء الذي يمنع دخول الغرباء , وكان الهدف من ذلك منع المهاجرين اليهود من شرق اوروبا من الدخول الى انجلترا .
في فرنسا اثيرت قضية الضابط اليهودي , دريفوس الذي اتهم بالتخابر لصالح المانيا ,وادين رغم ادلةالبراءة .
كانت هناك صحف وجماعات ثقافية فرنسية تحرض علنا ضد اليهود , وتمارس العداء ضد السامية, وتحت ضغط من انصار الحريات تم العفو عن دريفوس سنة1898 ثم برئ نهائيا من تهمة الجاسوسية سنة 1906 ومع ذلك بقي العداء للسامية والتعصب العرقي قائما في اوروبا .
ظهر ذلك في المانيا النازية حيث سادت نظرية النقاء العرقي او النقاء العنصري , فكل من ليس المانيا ولا من الجنس الاري يعامل باحتقار شديد .

المعنى النهائي لحقوق الانسان , لم يكن فطرة لدى المجتمعات والدول الغربية ,كانت هذه الدول مليئة بالكوارث الانسانية والانتهاكات الصارخة تجاه الغرباء في تعصب قومي حاد, وكانت مليئة بالعداء للنساء واليهود في عنصرية بغيضة ,طالت وامتدت لقرون , فضلا عن التعصب والحروب المذهبية بين الكاثوليك والبروتستانت , وفوق ذلك كله كانت هناك مشاكل العبيد والزنوج في امريكا وبلاد المستعمرات .

رغم هذا تم التوصل الى حقوق الانسان , واعتبارها بديهيات لا يجوز التنازل عنها ولا التفريط بها .

نعم توصلوا لحقوق انسان وعدالة اجتماعية ويطبقونها في بلدانهم فقط ,ولكنهم لا يطبقونها خارج بلادهم ويكيلون بمكيالين احدهما للداخل واخر للخارج .
يعامل الامريكان اسرائيل كشريك استراتيجي دائم بمصالح مشتركة , ولم يؤيدوا اية قرار ضد اسرائيل في الامم المتحدة , بل تستخدم الفيتو دائما ,فهل يعني ان اسرائيل لا تخطئ ابدا ؟
اما نحن فان رسالة السماء نزلت علينا منذ اربعة عشر قرنا , وبها ما يزيد على حقوق الانسان من حيث العدالة والمساواة والتكافل الاجتماعي.
القران ملئ بالايات حول هذا الموضوع وكذلك الاحاديث النبوية :
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون

قال رسول الله صلعم
لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا

لقد انصف الاسلام المرأة وحرر الرق والعبيد ووضع القوانين الشرعية قبل الاف السنين مما يقوم به الغرب.
لكننا لم نستطع تطبيق ما هو موجود لدينا ,ولم نستطع استغلال الامور المشتركة بيننا , فلدينا ارتباط جغرافي وعلاقات تاريخية , ولغة واحدة ودين واحد لمعظمنا , فحري بنا ان تستمر العلاقات المميزة بيننا ونستفيد منها والا نخذل بعضنا ,ليكون لنا وطن مترامي الاطراف يحتوي ويتسع للجميع .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :