facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الديموقراطية الاردنية إلى أين!!


د. مأمون نديم عكروش
11-06-2014 02:31 AM

ليس من الصعب البحث عن الحقيقية ولكن من الصعب قبولها. ان المتابع السياسي الجيد لما يجري على الساحة السياسية الاردنية منذ حوالي ثلاثة عقود سيجد بشكل واضح ان الغالبية العظمى من مطالب من يدّعون العمل السياسي، سواء كانوا افراد او مؤسسات، تتعلق بشكل كبير بالديموقراطية وممارستها واغرقونا بعدد من النماذج الناجحة لدول حدثت لديها عمليات تحوّل ديموقراطي ناجحة. وهناك لوم دائم على الحكومات الاردنية المتعاقبة والاجهزة التنفيذية التابعة لها بانها تعرقل اية مقترحات او مشاريع تحوّل ديموقراطية ناجحة في الاردن.

لكن جوهر موضوع الديموقراطية لم يتم التطرّق له وبشكل واضح وهناك حلقة لا زالت مفقودة ولا يزال هناك العديد من الافراد والمؤسسات لا يرغبون في الخوض بها.

هناك من يدرك هذه الحلقة المفقودة ولكن لا يريد الخوض بها لاسباب لا نعرفها وهناك من يدركها ايضاً لكن يعتقد ان الخوض بها يعتبر محرقة سياسية له وفقاً لمقاييس المجتمع الاردني! الحلقة المفقودة هي: هل ان المجتمع الاردني مُهيأ بشكل كامل ولدية الارضية المناسبة لممارسة الديموقراطية وفقاً لإصول الممارسات الديموقراطية المتعارف عليها في الدول المتقدمة التي قطعت شوطاً كبيراً فيها فعلاً وليس قولاً؟ طبعاً، الجواب الجاهز من وجهة نظر من إمتهن مهنة التنظير في مجال الديموقراطية هو نعم ومن يعطّل المسيرة الديموقراطية في الاردن هي الحكومات والاجهزة الامنية ووصل الامر الى اتهام النظام الاردني كاملاً بذلك! وهنا لا بد من الاشارة الى ان هناك الكثير من الافراد والاحزاب التي تعرف تُنظّر حول الممارسات الديموقراطية وتسوقها علينا ولكن الغالبية العظمى منها لم يتعدى مرحلة التنظير ولم تصل لمرحلة التنفيذ والممارسات الفعلية على ارض الواقع. والأهم من ذلك انهم كانوا بالامس القريب من ابناء الدولة ويهاجموها وينكروا فضلها عليهم! بصراحة انني اعتقد ان الارضية الثقافية والاجتماعية الاردنية غير كافية وغير مُهيأة للممارسة الديموقراطية بمعناها الواسع وبشكل فعلي ووفقاً لاحتياجات المجتمع الاردني لها.

كيف لنا ان نطالب الحكومات بممارسة الديموقراطية ونحن كأشخاص لا نمارسها؟ هل لدينا ديموقراطية كافية في تربية اولادنا (الديموقراطية تختلف عن الافراط في الدلال وترك الحبل على الغارب للأولاد)؟ هل الاب ديموقراطي بشكل كافي مع ابنه؟ هل الام ديموقراطية عند التعامل مع ابنتها؟ هل نمارس الديموقراطية عند التعامل مع موضوع الزواج؟ أم نكتفي بممارسة طقوسة؟ هل لدينا ديموقراطية في المدارس والجامعات؟ هل نمارس الديموقراطية مع انفسنا عندما نتحدث مع بعضنا في مجالسنا اليومية؟ هل لدينا ديموقراطية كافية لاتخاذ قرار ماذا نأكل او نطبخ اليوم للعائلة؟ وهناك مئات الاسئلة التي نحتاج ان نعطي اجابات واضحة عليها؟ اعتقد ان الاجابة على غالبية الاسئلة السابقة هي لا!!!

اذن لماذا نطالب بالديموقراطية من الاخرين قبل ان نكون نحن ممارسين لها ولو بحدّها الادنى؟ أكاد أجزم ان شيوخ العشائر ومخاتير القرى ووجهاء المدن في العقود الماضية كانوا يمارسون الديموقراطية أكثر من العديد من المجتمعات المدنية التي نعيشها اليوم. على الاقل كان المختار او شيخ العشيرة يجمع أهله واقاربه ومن حوله ويشاورهم في العديد من الامور المفصلية التي تهمهم وكان يستمع لهم ويأخذ بارائهم بطريقة اقرب الى الديموقراطية وكان افراد مجموعتة لديهم حسّ عالي بالمسؤولية عند طرح ارائهم! اما اليوم فإضافةً الى التغير الاجتماعي غير الايجابي الذي نشهده، فانني اعتقد ان التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ساعد على ايجاد حالة من الانفلات الفكري سُميت من قبل البعض ديموقراطية! ويعود السبب في ذلك الى وجود خلل في البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع والعمل على خلط الحابل بالنابل تحت مسمى الديموقراطية. انني اعرف تماماً حاجتنا الماسّة للديموقراطية وهناك حالات ظُلم واجحاف وفساد ومفسدين ولكن هذا لا يبرر حالة التشتت والانفلات الاجتماعي والسياسي التي اصبحنا نعاني منها واصبحنا نجري مقارنات مع الغير ونسينا ان لكل مجتمع وبلد خصوصية هي التي تفرض الاطار الديموقراطي المناسب للمجتمع وفقاً لإحتياجاته واولوياته المستقبلية.

فالديموقراطية التي يعيشها المواطن الامريكي او البريطاني او الفرنسي او الالماني لم تأتي بين عشية وضحاها وانما كانت نتاج عقود من العمل الجاد المنسجم تماماً مع احتياجات المجتمع والدولة لكل واحد منهم حتى وصلت الى ما هو عليه الان.

حتى نتحول الى الديموقراطية اننا بحاجة ماسة الى اجراء عملية تحوّل اجتماعي وثقافي وتعليمي جذري ومتدرّج ومسؤول ووفقاً لرؤية استراتيجية واضحة تنسجم مع المحتوى الثقافي والاجتماعي الاردني وبما يتوافق مع متطلبات العصر بحيث تنبع من نبض المجتمع بكافة مؤسساته وليس استيراد وصفات جاهزه من مجتمعات تختلف عن مجتمعنا في الجوهر والمضمون. اضف الى ذلك يجب ان تكون عملية التحوّل الديموقراطي من خلال مؤسسات وعمل مؤسسي ناضج وليس مبادرات فردية مبعثرة تفقد معناها بمجرد البدء بمناقشتها او تسويقها.

لذلك عندما نمارس الديموقراطية في مجتمعنا نستطيع ممارستها على المستويات الاخرى وذلك لانها نهج حياة وممارسة عبر عقود من العمل الجاد وليس من خلال عدد محدود من الاشهر وكأنها عمارة يتم انجازها وفقاً لمخططات جاهزة مسبقاً! وعليه، في حال التخطيط للديموقراطية المجتمعية بشكل جيد اعتقد اننا بحاجة الى عشرة سنوات على الاقل من الآن من اجل البدء بقطف ثمارها. بخلاف ذلك فقد نكون بحاجة الى عقود اخرى والله أعلم.

والله من وراء القصد





  • 1 Curiosity 11-06-2014 | 01:26 PM

    رائع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :