facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تهوين و لا تهويل


د. مأمون نديم عكروش
28-06-2014 04:03 AM

لقد اصبح واضحاً تماماً انه لا يوجد ادراك لدى العديد من الناس لحقيقية هامة جداً وهي ان الاردن دولة تعمل من خلال عدد من المؤسسات الاستراتيجية التي تقوم بصياغة القرارات الهامة وبلورة مواقف سياسية معينة وخاصة خلال الازمات الاقليمية المعُقدة التي تحتاج الى بُعد نظر وبصيرة ثاقبة على المدى البعيد وفقاً لحسابات سياسية وامنية بالغة التعقيد تتعلق بالامن الوطني الاردني. مشكلتنا الرئيسية تكمن باننا لا نترك اصحاب الشأن المختصين في القيام بالدور المطلوب منهم واتخاذ القرارات الملائمة كلُ حسب اختصاصة.

فنلاحظ ان هناك العديد من الناس الذين اشبعونا واتحفونا باعطاء الاوامر والنصائح الهائلة وما يجب عمله لكل من الحكومة والاجهزة الامنية واتخاذ مواقف سياسية ومطالبات اخرى دون توفر الحد الادني من المعلومات لديهم او حتى معرفة بالحسابات السياسية سواء المحلية او الاقليمية او الدولية.

فقد اصبح مطلوب من رئيس الحكومة ومدراء اجهزة اخرى حساسة العمل على "أخذ المشورة" و"النصيحة" من "الابطال" و"الفطاحل" الذين يعلمون ما لا يعلمه غيرهم وانه على الاخرين الاخذ بنصائهم ومشورتهم وبخلاف ذلك ستكون "البلد بخطر" وفي "مهب الريح"! ووصل الامر بالبعض من الوهم والخيال الواسع انه يمكن احتلال الاردن ومسحه عن الخارطة بين ليلة وضحاها وخاصةً اذا لم يؤخذ بنصائهم العملاقة! والادهى من ذلك يجب ان يقوم الناطق الرسمي باسم الحكومة بأخذ الاذن من البعض من اجل معرفة ما هي التصريحات التي يجب عليه التصريح بها وتلك التي يجب عليه ان لا يصرّح بها!! أين نحن من كل هذا التخبّط الواضح؟ الاردن دولة العقل والمنطق والاعتدال في المنطقة عندما نفتقد هذه الامور في الاقليم والاردن صاحب تجربة وخبرة تؤهلة لاتخاذ المواقف والاجراءات الكفيلة بالحفاظ على البلد بكل مكوناتة.

فعندما يصرّح الناطق الرسمي باسم الحكومة بصوت العقل والمنطق ويقول "لا تهوين" و"لا تهويل" لا ادري ما الذنب الذي ارتكبة الناطق الرسمي عندما صرّح بذلك؟ هل المطلوب منه التسرّع في التصريح ويقول على الملأ اننا ضد الجهة او الفئة الفلانية او نؤيّد جهات اخرى ثم الوقوع في خطر مواجهات نحن في غنى عنها او خلق عدو والاشتباك معه بدون مبرر!! اذا كانت دول عظمى واجهزة استخبارات عالمية لا تزال تدرس مواقفها بعناية فائقة وحذر شديد من اجل اتخاذ الموقف الملائم في خِضم ازمة اقليمية معقدة من اجل اتخاذ قرارات ومواقف سليمة حيالها. فكيف يكون الحال عندما يتعلق الامر بالاردن الذي يعيش ويعاني من الازمات الاقليمية الحالية ويتلقى الصدمات بِحُكم موقعة الجيوسياسي ومصالحة الاستراتيجية؟ لقد قلت في عدة مقالات سابقة الاردن قوي باذن الله ويعمل من خلال مؤسسات استراتيجية راسخة وتقدّر المواقف السياسية والامنية بطريقة معقدة يصعب فهمها على الكثير وخاصة الذين يرغبون باستشارتهم والاخذ بارائهم عند رسم السياسات والمواقف الاستراتيجية والامنية في الاقليم. لقد اثبتت التجربة العملية قدرة الاردن وقيادتة واجهزتة المختلفة على اتخاذ المواقف السليمة والتي غالباً ما تتلقى الانتقادات الشديدة لحظة اتخاذها ثم بعد ذلك يتبيّن للجميع صحة هذه المواقف وبُعد النظر فيها.

لقد كان موقف الاردن من الازمة العراقية الايرانية منذ الثمانينات هو الاسلم والاصلح من الناحية الاستراتيجية وعلى المدى البعيد ولكن هناك الكثير من الناس لم يستطيعوا فهم المواقف الاردنية الا بعد عقدين من الزمن على الاقل! نفس السيناريو تكرر ابان الحروب المدمرة على العراق.

واستطاع الاردن بحنكة قيادتة واجهزته الامنية وجيشة تجاوز هذه الازمات القاتلة بجدارة. ثم بعد ذلك جاء المدعو الربيع العربي الذي استطاع الاردن التعامل معه بطريقة تصلُح ان تُدّرس في معاهد سياسية وامنية دولية لما تحتوي على جوهر ومضمون تفاجأ بها العديد من القادة والاجهزة الامنية العالمية العريقة والمحترفة. واكبر دليل على ذلك ان الاردن كان من اوائل الدول التي حرصت على عدم الوقوع في المستنقع السوري بسب المعرفة العميقة والدقيقية للواقع السوري والوضع الاقليمي المُعقد في المنطقة. فقد كان الاردن ولا يزال مع الحل السلمي للازمة السورية والحمدالله انه لم "يندفع" او "ينّجر" اليها عسكرياً كما طالب بعض المُنظرين. منذ البداية كان موقف الاردن واضحاً وتم مقاومتة ومساومتة والضغط عليه من قبل عدة دول في المنطقة وحتى دول عظمى بكل الوسائل من اجل تغيير موقف الاردن الرافض الوقوع في المستنقع السوري. وتبين الان صحة الموقف الاردني ولكن بعد اربعة سنوات! لذلك، عندما يتخذ الاردن موقف فانه يكون بناءً على قراءة استراتيجية متأنّية وعميقة مبنية على معلومات دقيقية ونظرة استراتيجية ثاقبة لما يجري في المنطقة وليس بناءً على ردود فعل عاطفية مبنية على مواقف آنية واحداث قد تكون مفتعلة.

نعم"لا تهوين" و"لا تهويل" ولكن الاردن "ليس نائماً في العسل" لانه يعمل على الارض وبصمت وهدوء من اجل اتخاذ المواقف والسياسات السليمة بما يحفظ الامن الوطني الاردني. فالاردن قوي وليس "لقمة سائغة" كما يحلو للبعض القول ليتحفنا برأية. أهم مصدر لقوة الاردن يكمن في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية ونبذ العنف ومقاومة التطرّف من اجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية لمستقبل افضل.





  • 1 ابو راشد 28-06-2014 | 05:17 AM

    تحياتي اخي الدكتور ابدعت في مقالك

  • 2 curiosity 28-06-2014 | 05:33 PM

    نعم"لا تهوين" و"لا تهويل"

  • 3 مطيع الشبلي 29-06-2014 | 03:24 PM

    ابدعت دكتور


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :