facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الهوية الوطنية


د. محمد أبو رمان
30-06-2014 03:53 AM

يقدّم المهندس الأردني حسام الطراونة نموذجاً رائداً ومتقدماً في القدرة على إحداث التغيير والفرق. فهذا الرجل حوّل محنته الإنسانية الشخصية، بوفاة ابنه أحمد الموهوب في الكمبيوتر، ابن الـ18 ربيعاً، إلى دافع للإنجاز والعطاء ورعاية الآخرين.

أسّس حسام نادي الإبداع في الكرك لرعاية الأطفال الموهوبين. وجاء ذلك، كما يقول، لإيمانه بالعقل العربي وإمكاناته. واستطاع خلال أعوام قليلة، تحقيق إنجازات مهمة، عبر توفير الظروف والشروط المناسبة للأطفال للإبداع في مجالات مختلفة، فحصل أبناء هذا النادي على العديد من الجوائز العربية والعالمية.

شارك نادي الإبداع في العديد من المبادرات المجتمعية، مثل "مدينتي أحلى"؛ ومبادرات أخرى مثل توفير كراس متحركة لمن يستحقون. ووقع اتفاقيات مع مؤسسات محلية ومع جامعة مؤتة من أجل مساهمة تلك المؤسسات في دعم الإبداع وتمهيد الطريق له.

بالضرورة، ليست مبادرة حسام التطوعية وحيدة أو فريدة، فأنا شخصياً مطّلع على عدد من المبادرات المجتمعية الرائدة، منها شباب يقومون بنشر المعرفة والقراءة والكتابة وعقد المؤتمرات التثقيفية والتعليمية، كمبادرة "إقرأ"، و"أنا إنسان"، ومبادرة "انكتاب". وهناك مجموعة من السيدات اللواتي يبحثن عن طلبة يحتاجون المساعدة فيقدمون جزءاً منها، كما هنالك أعمال ومبادرات تطوعية وخيرية متعددة.

لكن ميزة مبادرة حسام ومثيلاتها أنّها لا تكتفي بالعمل التطوعي لإطعام الفقراء والمساكين، أو فكّ أزمة طالب جامعي أو إعانة ربّ أسرة، وهذه جميعاً أعمال فاضلة وخيرية متميزة. لكنّ نادي الإبداع والمبادرات الشبيهة به تأخذ جانباً مستقبلياً لمواجهة الآفات، وتغيير شروط الواقع، وليس فقط التعامل مع نتائجه وأسبابه. فرعاية الإبداع والموهبة قضية وطنية مهمة لو وجدت انتشاراً في المحافظات المختلفة، ورأينا الموهوبين في الأدب والعلم والفن والموسيقى والاختراع يبرزون ويتميزون ويجدون فرصهم؛ فتلك نقطة تحول مهمة وجوهرية.

لو ساعدنا على نشر القراءة والمعرفة والتعليم والاهتمام بالكتاب، كما تفعل مجموعة من الشباب اليوم، فذلك تطوّر اجتماعي-ثقافي إيجابي ومهم. وتصوّروا لو انتشرت مفاهيم المبادرات المجتمعية والأعمال التطوعية، ووجدنا تشبيكاً عميقاً هندسياً بين الطبقات الغنية والفقيرة وبين المجالات المختلفة، فأيّ اختلاف وتحول وتغيير سيطرأ على حالة المجتمع الأردني؟

هل ذلك بالأمر الصعب أو المستحيل؟ الجواب، قطعاً لا. لكنّه يحتاج إلى نمط جديد من التفكير في الإصلاح والتغيير، وهو الذي يتجه إلى المجتمع وتنميته وتطويره. وهذه هي الطريق الرئيسة التي يمكن إحداث الفارق الحقيقي من خلالها في صناعة المستقبل، عبر هذه المبادرات والجهود الاجتماعية التطوعية، وإجبار الطبقات الغنية على المساهمة في هذا العمل، وتطويره ودفعه إلى الأمام.

نادي الإبداع والمبادرات المماثلة والجهود التطوعية، هي الوجه المشرق لمجتمعنا؛ هي عامل البناء ورسالة الطمأنة لنا جميعاً، وهي التي تستحق أن تنشأ من أجلها جهود وتتكاتف في مواجهة الوجه الآخر الذي بدأ يصعد عبر العنف الجامعي والمجتمعي وانتشار المخدرات وصعود التطرف الديني وتفكك الطبقة الوسطى.

في مواجهة الشعور بالقلق من الظواهر السلبية الجديدة وانتشارها، فإنّ هذه المبادرات المجتمعية بمثابة الهوية الوطنية الحقيقية لتيار واسع من المجتمع، يرفض الاستسلام لليأس والإحباط وحالة السلبية، ويرى أنّ ما يحدث حولنا يدفعنا بقوة إلى الطريق الأخرى، لا الوقوع في فخّ الاختلالات والأزمات والمشكلات الداخلية التي أدت إلى تلك الكوارث الكبرى!
(الغد)





  • 1 غريب 30-06-2014 | 04:15 AM

    رائع. شكرًا لحسام ولك.

  • 2 طراونه 01-07-2014 | 01:45 AM

    ابو حازم بكم نفتخر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :