facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العيد يحتفل بأطفال غزة


جهاد المحيسن
27-07-2014 05:24 AM

"أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ" صدق الله العظيم .

خاب وخسر من قال إن الكف لا يقابل المخرز، وخاب وخسر من قال إن غزة لن تنتصر وخاب وخسر من قال إن عودة الحقوق لأهلها تكون بالخنوع والاستسلام، وخاب وخسر من ظن أن المقاومة لن تنتصر!

العيد في هذا العام له نكهة، تختلف عن باقي الأعياد التي عرفناها، فالحلوى تصنع من أصابع أطفال غزة، وتقدم لنا نحن المسكونين بالجبن والخوف ونصنع بطولاتنا الكاذبة على أورق الدخان الناشفة!

للمرة الأولى تخونك نبوءتك أيها المتنبي، ويأتي العيد علينا بالجديد رغم كل الدم والألم، ويضيع سحر بيت شعرك الذي كنا نردده كل عيد، ونسخر من حالنا فيه:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

أطفال غزة صنعوا النصر بأجسادهم النحيلة، التي قطّعت أوصالها طائرات العدو وبوارجه ومدفعيته، وعدونا وعدو كل الإنسانية هذه المرة ينطبق عليه قول الحق تبارك وتعالى "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ"، لقد هزم الجمع بفضل صمود أطفال ونساء ورجال غزة، هؤلاء عماد المقاومة ووقودها، ولم يثنهم حجم الدمار والدم، وبقوا على العهد ولم يبدلوا تبديلا.

ورغم أنوفكم يا أعداء البشرية، يا من تحرقون أطفالنا في غزة، ورغم أنف الأعراب الأشد كفرا ونفاقا، سيحتفل أطفال غزة وأطفالنا بالعيد، ويلعبون رغم الجراح وألم الفراق والخراب لأن سريرتهم الطاهرة علمتهم أن من الموت تولد الحياة.

إن الوطن السليب لا يعود ويطهر من دنس الأعداء إلا بالدم المقدس، الذي رسمته بيوت ومساجد وكنائس فلسطين كل فلسطين، وغزة أيقونتها التي تضيء لنا درب التحرير، وتُذكّر أن هذه الأرض تسمى بنت الصبح، ولا صبح من دون إشراق شمسها.

الدماء كثيرة وطائر الموت يحوم فوق كل مكان في غزة، والعيد لم يعد يأتي سراً، العيد يأتي هذه المرة وقد كشف الخوف عن الجيش الذي لا يقهر، وقد التصقت بنا صفة الجبن وبقي العار يغطينا، لكن الدم دم الطفل الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري قال ستنتصر المقاومة، بعد أن مسح الشهداء بدمائهم الطاهرة كل آثامنا ما عدا جريمة الخيانة التي لا يمسحها شيء، ولو كان دم الأنبياء الذي اعتاد عليه " الإسرائيليون"، قتلة الأنبياء.

لكم المجد يا من غطيتم عوراتنا بأجساد أطفالكم، نخجل من أحذيتكم ولكن بكم نحيا، هذا قدر الله علينا أن نبقى نتعلم معنى الحياة ومعنى الكرامة ومعنى العزة من حمّام دمائكم.

أنتم يا أطفال غزة؛ جعلتم للحياة مذاقا آخر غير مذاق الذل الذي نعيشه، كل عام وأنتم بخير.
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :