facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتائج الثانوية العامة .. ناقوس يدق الخطر


د.خليل ابوسليم
04-08-2014 02:52 PM

لا عذر لأولئك الذين صبوا جام غضبهم على وزير التربية بسبب رسوب نسبة كبيرة من ابناء الوطن في امتحان الثانوية العامة، وكأنه هو من قدم الامتحان نيابة عنهم!!!

هؤلاء ينظرون الى النصف الفارغ من الكاس، بينما لم يكلفوا انفسهم عناء البحث عن الاسباب التي أدت الى تلك الكارثة من جهة، ومحاولة ملىء الكاس من جهة اخرى.

342 مدرسة لم ينجح فيها اي طالب؟ ناهيك عن معدلات انخفضت عن سابقتها من السنوات، وهذا يضعنا امام تساؤلات كبيرة خصوصا في ذلك الشق المتعلق بالدور الاول في العملية التربوية والتعليمية، الا وهو دور الاسرة.

في دولة مثل الاردن لا تمتلك امكانيات كبيرة، لكنها استطاعت سابقا ان تنشىء جيلا متعلما جاوزت مسموعاته حدود الوطن، وشهدت بانجازاته معظم الدول ان لك يكن كلها، وصرنا مضرب مثل في اعداد وتاهيل الكوادر البشرية الكفؤة والتي اصبحت راس مالنا الذي يدر ذهبا علينا وعلى الدولة نتيجة تهافت الكل لاستقطابنا.

اتذكر وتتذكرون معي كيف كنا نحاصر المذياع ونرفع صوته الى اعلى درجة ونحن ننتظر سماع اسماء ابنائنا وبناتنا الناجحين في امتحان الثانوية العامة، والتي كانت تذاع من الراديو قبل ان تلج التلفزيونات الى بيوتنا، وكنا لا نسمح لاي صوت او ضجيج يعكر علينا سماع الاسم منتظرين بلهفة بالغة وصول المذيع الى المحافظة ومن ثم الى اسم المدرسة، حيث كان للنجاح فرحة لا تدانيها فرحة الزواج.

سابقا كان التعليم بخير والمعلم بخير وجامعاتنا على قلتها تنتج الاجيال الواعدة على الرغم من شح الامكانات، وبالتاكيد تذكرون معي كيف ان المرحوم الملك الحسين طيب الله ثراه كان يرعى حفل تخريج الجامعة الاردنية، لانها كانت لا تخرج الا الرجال الرجال، ولم نكن نسمع بالمشاجرات الجامعية والعنف المجتمعي، ولم يكن الغش في الثانوية العامة وساما يعلق الصدر بقدر ما كان خزي وعار يلحق بصاحبه ولا يجرؤ على المجاهرة به.

انقلبت الموازين بعد التطور الهائل في التكنولوجيا ومناحي الحياة المختلفة، فانتشرت المدارس الخاصة واصبحت استثمارا ناجحا يدر الملايين على اصحابها، وباتت تتنافس فيما بينها على استقطاب الطلاب الاذكياء من المدارس الحكومية، وتتخلص من الطلبة غير المتوقع تحصيلهم لعلامات عالية، في خطة مبرمجة هدفها الربح اولا وتجهيل المواطن ثانيا، وهذا ادى الى تراجع دور الوزارة كليا لحساب تلك المدارس التي تغولت على المجتمع والدولة.

فمعظم هذه المدارس لها مراكز ثقافية وكل معلميها يدرسون المنهاج في تلك المدارس مقابل رسوم اصبحت تضاهي رسوم المدرسة نفسها، ومن هنا نكتشف ان العملية التعليمية باتت تجارية بحتة سمحت بها الدولة وساهمت فيها بطرق يشوبها الكثير من الشك واللغط، واصبح الغش بطولة تنزل من الاسطح الى القاعات والمعدلات تطاول عنان السماء من طلبة بعضهم لا يكتب ولا يعرف الحد الادنى من القراءة.
لذلك تراجع تصنيفنا دوليا، واصبح الامتحان عبارة عن محطة عبور، من يستطيع او يتمكن من الغش بامكانه اجتيازه بسهولة وحجز مقعده الجامعي والمطالبة ببعثة او مكرمة من هنا وهناك.
كلنا يتذكر كيف كان يتم تهريب اسئلة الامتحان سابقا، وكلنا يشاهد اليوم اولياء الامور وهم يستخدمون كافة الوسائل من اجل تغشيش ابنائهم، والنتيجة ماذا كانت؟

كارثية بمعنى الكلمة، طلاب ينجحون ويتفوقون وهم لا يعرفون القراة والكتابة، وحجزوا مقاعدهم وبعثاتهم على حساب المجتهدين فعليا.

اتذكر وانا في الصفوف الابتدائية بانه كانت لدينا حصة للنسخ، وكان المعلم يطلب منا ان ننسخ فقرة من الكتاب عدة مرات، لذلك تعلمنا اللغة العربية والخط الجميل وقواعد النحو والصرف والاعراب وغيرها، سابقا كانت الرياضيات جبر وهندسة وحساب قبل ان تصبح جبرا للخواطر، سابقا كانت اللغة الانجليزية كتابين على ما اذكر احدهما قصة انجليزي والاخر قواعد اللغة وغيرها، وكان يدرس من الصف الخامس الابتدائي، سابقا كان مبحث الدين كتابين، احدهما ثقافة اسلامية والاخر القرآن الكريم، واليوم لا يوجد وازع من دين او خلق يردعنا عن الغش واصبح الدين لا وجود له الا في خطبة الجمعة.

اليوم اصبحت الكتب عبارة عن مذكرات توضع في الجيب ولا يتمكن الطالب حتى من حملها بينما كنا نحمل مجموعة كبيرة من الكتب يوميا وكنا في نهاية الفصل نعيدها للمدرسة كما استلمناها ليتم تسليمها للجيل الذي بعدنا.

هذا هو الجزء الممتلىء من الكاس، وكم نحن بحاجة للعودة اليه وملئه من جديد ليصبح النهر الذي ننهل منه علما ومعرفة، وكم نحن بحاجة الى رجال انقياء أتقياء مثل وزير التربية والتعليم الذي نشد على يديه في كافة اجرائاته الهادفة الى العودة بالعملية التعليمية الى سابق عهدها قبل ان تلوثها المدارس الخاصة والمراكزالثقافية وغيرها من الملوثات التي احجم عن ذكرها هنا لضيق المقال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :