facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من غـزة وعنها (3) اغتيال المستقبل


بلال حسن التل
13-08-2014 04:00 AM

أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، كان ملفتًا للنظر هذا الإصرار الإسرائيلي على قتل الأطفال وتدمير المدارس؛ وإذا كان القتل والتدمير جزءًا من العقيدة الصهيونية، فقد رأينا الكثير من تجلياته في دير ياسين، وقبية، والسموع، وقانا، وصبرا وشاتيلا، وبحر البقر، والقائمة الطويلة من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل. والتي كانت مصحوبة دائمًا بالنسف والتدمير الذي لا يبقي حجرًا ولا شجرًا، وقبل ذلك بشرًا، فإن لقتل الأطفال خصوصية خاصة في الممارسة الإسرائيلية.. ذلك أن الصهاينة يعلمون علم اليقين ان صراعهم مع هذه الأمة طويل وطويل جدًا، وانه انتقل وينتقل وسينتقل من جيل إلى جيل. لذلك فإنهم بقتلهم للأطفال يحاولون قتل المستقبل عن سبق إصرار، لأنهم يعتقدون انهم بذلك سيقطعون سلسلة انتقال قضية فلسطين حية من جيل إلى جيل، بدليل ان الذين أشعلوا الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي كانوا أطفال نكبة 1948، وان الذين أشعلوا انتفاضة الحجر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا لم يكونوا قد ولدوا عند هزيمة حزيران 1967، وان الذين يقاتلونهم في غزة، الآن لم يعاصروا احتلالها في مراحل العدوان السابقة. لذلك فإن الإسرائيلي وهو يقتل أطفال غزة فإنه يفعل ذلك عن وعي، وعن تخطيط، لأنه يسعى إلى قطع العلاقة بين الأجيال من أبناء الأمة بشكل عام، وأجيال أبناء فلسطين بشكل خاص.. هذه واحدة.

أما الثانية، فإن هذا العدو يؤمن تمامًا، بأن كل طفل يلد من صلب عربية عمومًا، وفلسطينية على وجه الخصوص، هو مشروع شهيد ومقاوم، بالرغم من كل ما يظهر على السطح من علامات ضعف الأمة وخورها، وهما أي الضعف والخور حالة طارئة لا بد من ان تزول. لذلك يسعى العدو الصهيوني إلى إدامة هذه الحالة، من خلال قتله للأطفال الذين سيحملون مشاعل التغيير، ومعها مشاعل تحرير الأرض والإنسان.

ومثل خصوصية قتل الأطفال في العقيدة الصهيونية، كذلك فإن لتدمير المدارس خصوصية مماثلة في هذه العقيدة، التي ينظر أصحابها إلى ما سواهم من شعوب الأرض على انهم «غويم»، وقطعان لا تستحق الحياة؛ يجب ان يظلوا في حالة جهل، لأن الجهل هو الصديق الصدوق للحركة الصهيونية، التي استغلت ولا تزال تستغل جهل الشعوب بحقائق الصراع الدائر في فلسطين، لتظهر بمظهر المُعتدى عليه، المدافع عن نفسه، وهو الجهل الذي استغله الصهاينة الأوائل لترحيل وتهجير أبناء فلسطين خلال مجازر دير ياسين وغيرها، ليأتي صمود الغزيين ويُبطل أثر هذا الجهل. فلم تعد الهجرة تتكرر، وقد لعبت المدارس والتعليم دورهما في كشف هذه الممارسة الصهيونيةسسس.. من هنا إصرار الحركة الصهيونية على تدمير المدارس.

إن كلاً منهما، قتل الأطفال وتدمير المدارس، يتمم دور الآخر في السعي الصهيوني لتدمير المستقبل أمام أبناء فلسطين، ومن ورائهم أبناء الأمة الذين ما زالت بوصلتهم تؤشر بإصرار إلى فلسطين، باعتبارها قضية الأمة المركزية، وهو الإصرار الذي تغذيه المعرفة بحقائق التاريخ وحقائق الواقع، وهو ما لا تريده إسرائيل التي تعلم علم اليقين من دراستها لتاريخ أمتنا انها أمة تنهض على يد العلماء، وهو النهوض الذي تسعى لتأخيره من خلال تدمير المدارس والجامعات كما رأينا في غزة، لكننا رأينا كيف أن أهلنا في فلسطين كانوا وما زالوا ينهضون من تحت الركام ليباشروا بناء الحياة من جديد من خلال إنجاب الأطفال وبناء المدارس التي تعلم أطفالهم فن الحياة، وفن الانتصار على آلة القتل الإسرائيلي.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :