facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"ثمان نساء" دراما فرنسية تتأرجح بين الاجواء السينمائية والمسرحية


19-03-2008 02:00 AM

عمون - طارق العاصي - فيلم "ثماني نساء" من الافلام التي تجمع بين الدراما والكوميديا بشكل رائع ومميز خاصة انه جمع مجموعة من افضل الممثلات الفرنسيات في مقدمتهن كاترين ديمنيووف ودانييل داريو والذي قدم على مسرح البلد ضمن نشاطات الافلام الفرانكفونية.تدور الاحداث في فرنسا في الخمسينيات, داخل منزلٍ ريفي بورجوازي كبير تغطيه الثلوج عشية عيد الميلاد, فكلّ الترتيبات جاهزة للاحتفال بأعياد الميلاد, لكنّ حدثاً مُفاجئاً يُعيقه, لقد اغتيل سيّد المنزل, وليس هناك غير ثماني نساءٍ قريبة من الضحية, والقاتلة واحدة منهنّ حتماً.

"الجريمة المفترضة"

(فرانسوا أوزون), ومنذ اللقطات الأولى, يستدرج المتفرج, يسحره بفيلمٍ جميلٍ, وأخّاذ, لكنه بالمقابل يتركه مُتيّقظاً طوال الفترة الزمنية للفيلم, على حدثٍ رئيسيٍّ واحد, هو الجريمة المُفترضة, والبحث عن القاتل.

بدايةً, تنطبع العناوين فوق خلفية ستارةٍ من لآلئ كريستالية, تتدّلى, تهتزّ برفقٍ مع الموسيقى المُصاحبة تليها أسماء الممثلات الثمانية, يُرافق كلٍّ منها صورة زهرة معينة, ولن يكون من العسير فهم نوعها, ألوانها, وطبيعة الشخصيات المقصودة.

الجدّة (دانيّيل داريّو): امرأةٌ سبعينيّةٌ لكنها تحتفظ برونقها, تألقها, وروح الهزل, والدعابة, ترتدي ملابس زرقاء, تزينها أشكالٌ بنفسجية فاتحة, إنها تعيش في بيت (مارسيل), زوج ابنتها, وهي حريصةٌ على أموالها, مثل حرصها على تماسك أفراد عائلتها, تُعلن عن سرقة مدخراتها, كي لا تعطيها لزوج ابنتها المُفلسّ, وتتصنّع عجزها, لتبقى دائماً في كرسيها المُتحرّك برعاية الأُخريات, وفي لحظات انهيارٍ, وسكر, تُفشي سرّاً بعيداً يُؤرقها, لقد سمّمت زوجها الذي لم تكن تحبه.

(غابي)- الزوجة (كاترين دونوف): ترتدي ثوباً أخضر قاتماً, ومعطفاً برتقاليّاً مُرقطاً بدوائر سوداء, هي خمسينيّة العمر, مازالت تحتفظ بجمالها, لكنها لم تعدّ تطيق العيش مع (مارسيل), وتتخيّر الهرب إلى (المكسيك) مع عشيقها (جاك), شريكه الذي تسبّب في إفلاسه, ولهذا تحصل على مبلغٍ كبيرٍ من زوجها ليلة الجريمة.

(أوغستين) الأخت/العمّة (إيزابيل أوبير): ترتدي ملابس بنية غامقة, إنها على أبواب الخمسين من عمرها, لكنها ما زالت عذراء, لم يلمسها رجلٌ بعد, عصبيةٌ, ومتمارضة, وتعاني كثيراً من افتقادها للأنوثة, والرجال, تعيش مضطرةً مع أمها في منزل (مارسيل), زوج أختها, وتنتظر, مثل الأخريات, نصيبها من الميراث.

(سوزون) الابنة الكُبرى (فيرجيني لو دوايّون): عشرينيّة العمر, تنضح نضارةً بملابسها الزهرية الألوان,, كانت تعيش في (لندن) للدراسة, وعادت إلى منزل العائلة في ليلة الجريمة, هي الأخرى تكشف لاحقاً عن علاقتها (المُحرّمة) مع (مارسيل), وحملها منه, بينما تعترف أمها, بأنها ليست ابنته, لقد تزوجها عندما كانت في بطنها, بعد أن قضى الأبّ الحقيقيّ في حادثة, لكنّ الأمّ ما تزال تحتفظ بذكريات ذلك العشق القديم.

(كاترين)- الابنة الصُغرى (لودفين سانيّيه), بدايةً, كانت ترتدي ملابس زرقاء سماوية, ثمّ خضراء فاتحة, ربيعيةٌ, رقيقةٌ, وحانية, توزع حبّها على الجميع, خاصةً والدها, تنتظر بصبرٍ خروجها من مرحلة المراهقة, لتفعل مثل كلّ الصبايا في سنّها, لا تنقصها الحيلة, والذكاء, إنها المُحرّك الأساسيّ للحدث, وتفاصيله.

(بيّيريت) العمّة (فاني أردان): أخت (مارسيل), خمسينيّةٌ, احتفظت بجمالها, شهوانيّتها, واغراءاتها, ترتدي معطفاً أسود, يخفي فستاناً أحمر, كانت بعيدةً عن العائلة, والميراث, لكنها تقيم علاقة (محرّمة) تربطها مع أخيها, هي أيضاً جاءت لزيارته ليلاً, وطلبت منه مبلغاً من المال لتسدّ ضائقتها, وسوف نفهم بأنها أعطته لعشيقها (جاك) كي يسافرا معاً إلى (المكسيك) إنّه نفسه عشيق الزوجة (غابي).

(مدام شانيل)- المُربيّة (فيرمين ريشارد): ترتدي ثوباً أخضر, ومريلةً صفراء قاتمة, إنها امرأة سمراء, مُكتنزة, تعيش مع العائلة منذ زمنٍ بعيد, وأصبحت واحدةً منهم, ومع ذلك, تعاني من فراغٍ عاطفيّ, وتكشف أخيراً عن حبّها للعمّة (بيّيريت) أخت (مارسيل), ونكتشف بدورنا (العلاقة المثليّة) التي تجمعهما.

(لويز)- الخادمة (إيمانويل بيّار): ترتدي ثوباً أسود, يختلط مع الألوان البيضاء للمريلة, وهي تحتفظ أيضاً بسرّها, حتى تضطرّ للكشف عنه, خوفاً من إلصاق تهمة القتل بها, في الحقيقة, هي خادمة العائلة, وبالآن, عشيقة (مارسيل) ليلاً, إنها تعرفه منذ خمس سنوات, ولم يبقَ أمامها إلاّ أن تخلع مريلتها البيضاء, وتصبح واحدةً من أفراد العائلة بعد التحدي والنقاش الحاد الذي دار بينها وبين غابي.

(مارسيل), الزوج, هو الشخصية التي لم تظهر في الفيلم, نراه من ظهره في بعض المرات, وفي لقطةٍ وحيدة, نلمحه يطلّ على حديقة المنزل من شباك غرفته إنه يعاني من الكآبة, بعد أن تسبّب شريكه (جاك) بإفلاسه, وسرق منه زوجته, وأخته.

"الاحداث"

يبدأ الفيلم, يُفتح الستار, الثلوج تغطي حديقةً كبيرة, يتوسطها منزلاً ريفيّاً بورجوازياً, أمام الباب سيارة من طرازٍ قديم, لم تصل الثلوج إلى أحد جانبيها, تقترب ظبيةٌ صغيرة, تقضم بعض الأعشاب اليابسة.

يبدو المشهد مرسوماً بدّقة, وتنحبس بين جنباته, مثل باقي الشخصيات التي تخرج منه في مراتٍ قليلة للبحث عن وسيلةٍ لاجتياز باب الحديقة الحديديّ الكبير, وتفعل الكاميرا نفس الشيء باقتصادٍ شديد, ولا ننتظر طويلاً كي نشاهد (مارسيل) في سريره, وسكين تخترق ظهره.

منذ تلك اللحظة, نبدأ بالتعرّف على أفراد العائلة, في الوقت الذي تحاول النساء الثمانية البحث عن القاتل, من خلال تحقيقٍ بوليسيٍّ, لا تتدّخل الشرطة في مجرياته أبداً.

بالدخول إلى المنزل, يشير الأثاث, والديكور, بالإضافة للملابس, وألوانها, إلى فترة الخمسينيّات, وتتحرك الشخصيات في البهو, وننتقل معها - بين الحين والآخر- إلى الغرف الداخلية.

إننا نتابع إذاً فيلما اشبه بمسرحية ويساهم الأداء التمثيليّ في تذكيرنا بالطابع المسرحيّ للفيلم, لكنّ (أوزون يساهم تنوّع اللقطات- خاصةً الكبيرة منها- وحركات الكاميرا, بإعادتنا إلى مفردات اللغة السينمائية, وفي توازنٍ جميل نتأرجح في نشوةٍ ما بين الأجواء السينمائية, والمسرحية للفيلم.

كما يستعيض عن إسدال الستار - في نهاية كلّ فصلٍ- بأغنياتٍ تتوزعها النساء الثمانية خلال الفترة الزمنية للفيلم, أغنياتٌ مرتبطة مضموناً بمقتضيات القصة, تصبح المشاهدة عقيمة, ويفقد الفيلم رونقه, ومتعته. وهي تكشف بالمقابل عن مواهب غنائية للممثلات الثمانية, ومن خلالها.

(ليس هناك حب سعيد)

لم يكن (أوزون) رحيماً مع أيٍّ من النساء الثمانية, فكلّ واحدةٍ منهنّ تمتلك دوافع ارتكاب الجريمة, وتتمنى ضمنيّاً التخلص من الضحية, لكنه لم يكن عطوفاً أيضاً على (مارسيل), الرجل الوحيد في الفيلم, والذي لا نشاهد غير خيالاته, مع أنّه الضحية المُفترضة, ومحور الأحداث.

وعلى الرغم من كلّ التفسخات النفسية, والاجتماعية التي تعيشها الشخصيات, لا يندفع المتفرج غريزياً لكراهيتها, أو حتى الحكم عليها (سلباً), هي شخصيات إنسانية تعيش واقعها, ولا تدّعي (الملائكية), كما لا تتفاخر بجوانبها (الشيطانية), إنها تعيش بجوانبها الإيجابية, والسلبية, لهذا, فقد أحبّها المتفرج, تفهّم دوافعها, واقتنع بتفاصيل صعبة الإقناع في ظروفٍ أخرى, وتكشف جريمة القتل هذه عن التمزقات التي تعيشها النساء إلى حدّ الفساد, العفن, والانحراف, لا يعفيها دفاع كلّ واحدةٍ منهن عن سلوكها.

تقترن علاقات الحبّ بالأطماع المادية, بالرغبات المُنفلتة, بالانغلاق على الذات, وبالحرمان الجسديّ, يصبح من الأفضل أن تكشف كلّ واحدةٍ منهنّ عن الحقائق التي تخفيها عن الأخريات, كأفضل الحلول لإبعاد الشبهات عنهنّ.

ومع ذلك, فإننا, كما النساء الثمانية, نكتشف بأنّ أيّ واحدةٍ منهنّ لم تقتل (مارسيل), لكنّ رغبةً دفينةً بقتله تفوح في أرجاء المنزل.

تماثيل بوذا

هذا ويعرض على مسرح البلد اليوم في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً الفيلم الاردني "إزعاج" للمخرج أمجد الرشيد ومدته 7 دقائق, ومن سويسرا يعرض فيلم تماثيل بوذا العملاقة, للمخرج كريستيان فراي ومدته 59 دقيقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :