facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التخلي عن التبعية العمياء لواشنطن .. الأسباب والنتائج


د. عامر السبايلة
12-10-2014 01:26 PM

لا بد من التوقف مليا عند طبيعة علاقة الولايات المتحدة بحلفائها التاريخيين، خصوصا في عهد ادارة اوباما. لم يعد خافيا على الجميع ان الادارة الامريكية لم تكن ابعد مما هي عليه اليوم في علاقتها مع حلفائها التاريخيين. لن نتطرق الى تاريخ هذه العلاقة وارهاصاتها منذ وصول اوباما الى السلطة، واندلاع ما يسمى ثورات الربيع العربي. بل سنتحدث عن الجزء الثاني من هذه العلاقة الذي عادت فيه واشنطن للتقارب مع محورها القديم عبر بوابة مكافحة الارهاب، وتلبية رغبات بعض الدول، خصوصا في سورية.
غياب اي استراتيجية امريكية حقيقية لمواجهة الارهاب او حتى التعامل مع ملفات المنطقة هو الذي دفع الكثيرين اليوم للتخلي عن التبعية العمياء لواشنطن. على سبيل المثال، خرجت قمة حلف شمال الاطلسي في ويلز بتصور يقتضي ضرورة تشكيل حلف دولي لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، واصر كثير من المشاركين على ان تغاضي الولايات المتحدة عن تطور الاوضاع في ليبيا يضع اوروبا والبحر الابيض المتوسط امام تحديات امنية غير مسبوقة، وان تفاقم هذه الاوضاع في ليبيا يعني انتقالها الى مصر و سيناء والبحر الاحمر، مما يعني ان المنطقة كلها ستغرق في الارهاب. مع ذلك اصرت الولايات المتحدة على تبديل الاولويات، وظهر سريعا ملف توجيه ضربات الى الداخل السوري في صورة انتقائية مفضوحة تكشف عن حقيقة الرؤية الامريكية وتخبطها. كثير من الدول قررت الانسحاب، واقتصار المشاركة على الضربات الموجهة في العراق. الامر الذي دفع الولايات المتحدة لمحاولة اعادة احياء ما يسمى الحلف السني، في محاولة للالتفاف على رفض اعضاء حلف شمال الاطلسي اللحاق بواشنطن من جهة، ومن جهة أخرى ترمم واشنطن علاقاتها مع حلفائها التاريخيين، وتحرك سوق السلاح الامريكي بالطبع.
الاغلبية لم تلتفت الى ان تعقيدات الخارطة السياسية للشرق الاوسط اليوم لا تسمح بعقد تحالفات طويلة الامد من الطراز الذي تريده الولايات المتحدة، خصوصا ان كانت هذه التحالفات تهدف في حقيقتها الى الاستفادة من توظيف الجميع. يعني بصورة مبسطة، كيف يمكن ان نؤمن ان ما يسمى الحلف السني السني المعادي لمشروع الاخوان المسلمين وحلفائهم سيقبل عودتهم من بوابة سورية، وبدعم مقدم من قبلهم؟ نقطة الالتقاء اليوم بين هذا المحور و اعضائه المتضادين توحدها الاستراتيجية الامريكية المبنية على شعار: "نريد اسقاط بشار الاسد نعم لكن لا نريد ان يعود الى الاخوان الى السلطة من بوابة سورية بعد طردهم من مصر". وكذلك لا نقبل ان يكون اردوغان هو رافع الراية والمتحكم الرئيسي في مسار الحل في سورية. تقديرات بعض المطلعين على تفاصيل المحور الامريكي الناشئ، تعتبر الخطوات الامريكية الحالية ستؤدي الى استفادة اردوغان من التحرك الامريكي في خلق منطقة عازلة في الداخل السوري تكون مرجعيتها له شخصيا، وبالتالي يزرع بها من يشاء من حلفائه، ويحقق اهدافا أخرى، مثل اضعاف الوجود الكردي فيها، ويعيد احياء اطماعه الاستعمارية العثمانية.
إذن هشاشة هذا الحلف واضحة منذ انطلاقته. فالجميع يعلم ان الضربات الجوية لا يمكن ان تحقق انجازا حقيقيا على الارض لانها باختصار ستقود الى مرحلة ثانية تشمل التدخل على الارض التي تنطوي على محاذير كثيرة قد يكون اللجوء لها دون استراتيجية حقيقية امرا كارثيا على الجميع دون استثناء. باختصار لا يمكن ان يتكون حلف تحت شعار "نلتقي في سورية ونختلف في كل مكان"، لان الالتقاء في سورية اليوم بات يعني افضلية فريق على آخر، مما يعني ان هذا الحلف بات على بوابة الانقسام والتصدع مجددا.
لهذا من حق الجميع اليوم ان يسأل عن استراتيجية مكافحة الارهاب الامريكية ومدى صدقها، وهل يمكن لنا بعد سيناريوهات افغانستان والعراق ان نثق بان الولايات المتحدة قادرة على ادارة ملف من هذا النوع؟ ام ان على الجميع الاستعداد لكوارث جديدة وخسارة بلدان جدد؟
لهذا فان كثيرا من السياسيين الاوروبيين بدأوا بطرح اسئلة من طراز، هل يمكن لمكافحة الارهاب ان تكون انتقائية و ان تستبعد دول تتعرض للتهديد الارهابي المباشر مثل مصر وروسيا وايران وسورية ؟ وهل يمكن توظيف السعودية والدول الخليجية لخدمة الاجندة التركية ؟ وهل يمكن توظيف تركيا لخدمة الرؤية الامريكية فقط ؟ كل هذه الاسئلة هي برسم الاجابة من قبل الادارة الامريكية التي خرج نائب رئيسها ليهاجم اعضاء الحلف الذي شكله بصورة تشير الى حجم التخبط والانقسام الذي تعاني منه هذه الادارة التي باتت بالنسبة للجميع تعيش في حالة "مزاد علني" لشراء المواقف والتصريحات من مسؤوليها، كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز قبل شهر تقريبا عن حجم انخراط مراكز الدراسات والصحافيين في صفقات مالية تهدف الى التأثير في القرار السياسي الامريكي.
آن الاوان لتحرك عربي اقليمي جديد يعمل على حفظ المنطقة من مزيد من الانهيار، ويعيد المسألة السورية الى الحضن العربي، ويوقف مسألة استغلال الازمة في سورية لارضاء اهواء بعض او تلبية مصالح بعضهم الاخر. مستقبل المنطقة بات على المحك، وكذبة محاربة الارهاب عسكريا فقط قد تعني دخول المنطقة في مواجهة انواع جديدة من الارهاب طويل الامد.

"العرب اليوم"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :