facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التقدم باعتباره محصلة تقدم الأفراد


ابراهيم غرايبه
20-10-2014 03:21 AM

المقال هو عن المخاطر التي تهدد الأفراد، وليس عن التقدم بشكل مباشر. ولكن باعتبار أن التقدم هو، على نحو ما، في تلافي المخاطر والقدرة على مواجهتها، فإن العنوان حيلة صحيحة لتجنب/ محاولة تجنب التشاؤم المهيمن علينا. ولكن لا مجال لنسيان التحديات والمخاطر مخافة التشاؤم، وليس الحديث عنها من قبيل النظر المقتصر على السلبيات، وإنما لنلاحظ النجاح ونتحرّاه.

وقد اعتدنا النظر الى التحديات والإحصاءات العامة والكبرى للوطن، معتبرين أن الأرقام الكلية تعكس حال الأفراد. وذلك صحيح بنسبة كبيرة، لكن تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية يعلمنا نظرة أعظم وأنبل (ربما) إلى التنمية؛ باعتبارها مجموع النجاحات والمخاطر والتحديات التي تقع على الأفراد. ومن المنطقي أن يقال دائما: وما فائدة النمو الاقتصادي إذا كنت فقيرا أو جائعا؟ وما أهمية المستشفيات المتقدمة إذا كنت غير قادر على الحصول على العلاج والدواء؟

كيف نغير العمل والأسلوب في النظر إلى الأفراد، أكثر من النظرة العامة والكلية؟
يمكن أن نلاحظ تحديات ومخاطر تقع على الأفراد اليوم، لا يملكون وحدهم تجنبها، وإن كانوا يدفعون ثمنها. وهنا تكون أسوأ كارثة تقع على الأفراد؛ عندما يدفعون على نحو فردي أخطاء السياسات والاتجاهات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية الكبرى، ولا يستطيعون ردها ومواجهتها.

ضعف التعليم والمهارات العامة والحياتية التي يحصل عليها الأطفال، تجعلهم عرضة للصدمات والانحرافات. وعندما تستفحل ظاهرة ضعف التعليم، فإن حلقة شريرة تنشأ يصعب ملاحظتها. فالأرقام الرسمية عن الإنفاق والمدارس وعدد الطلبة والمعلمين والغرف الصفية، تعطي فكرة متقدمة. لكن عندما لا تكون هذه الأرقام والمؤشرات تعكس الواقع الحقيقي لما يحصل ولا يحصل عليه الأطفال، وعندما تحاط الأسر بالعنف والإدمان من كل جانب، فإن قدرة الناس على التصرف والمواجهة تكون محدودة!

من يتابع الإعلام، وخاصة كثيرا من محطات الـ"إف إم"، يلاحظ كارثة مزدوجة تحل بالتنمية والإنتاج. فهذا الحشد والتجييش والتعبئة والشحن الذي تفيض به وسائل الإعلام، يزيد التوتر، ويوجه المواطنين إلى غير ما يفترض أن يتجهوا نحوه، ويترك الآلام الفعلية بلا علاج ولا استماع؛ فتزيد الفجوة بين المواطنين أنفسهم وبين المواطنين والمؤسسات العامة والاقتصادية. عندما يتألم المواطن ويشعر أنه غير قادر على الحصول على احتياجاته الأساسية، كما غياب العدالة في توزيع الخدمات والموارد، ثم يجد أنه غير قادر على شرح آلامه وإسماع صوته لأحد، ثم يستمع إلى الأوصياء وهم يشخصون حالته بخلاف ما يعتقد هو، ويقدمون له غير ما يحتاج ولا يقدمون له ما يحتاج إليه.. فماذا يفعل بالإنجازات العظيمة التي يحدثونه عنها ويتغنون بها؟
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :