facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احذروا يا معشر الصادقين


سناء المعايطة
01-04-2008 03:00 AM

في الأسبوع الماضي لم تهدأ وسائل الإعلام الأمريكية عندما صرحت هيلاري كلينتون في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في خطاب لها في جامعة جورج واشنطن عن معاناتها التي واجهتها في رحلتها للبوسنة في مثل نفس اليوم قبل اثني عشر عاما .


لم تكن حيلتها لجذب الناخبين موفقة عندما وصفت الطريقة المرعبة التي حطت فيها الطائرة تحت نيران القناصة مما اضطرها وحاشيتها للخروج منها ورؤوسهم بالأرض والإسراع إلى حضن القاعدة الأمريكية الدافئ على ارض مدينة توزلا البوسنية.


لم يكن من الممكن لحملة منافسها أن يدعوا تلك الكذبة والتي أشبه بهدية تقدم لهم على طبق من فضة أن تمر بسهولة دون أن يطبقوا بأنيابهم عليها, ففضحوا المستور وأوسعوا الكذبة فحصا وتمحيصا ولم يتركوا منها جانبا إلا وطرقوه واستغلوه لتوجيه الانتقاد لها سواء على صعيد المصداقية التي تدعيها, أو خبرتها ودرايتها في السياسة الخارجية التي مارستها وتدعي بتميزها بها عن منافسها أو حتى أهليتها لتكون ذاك (الكوماندر) الذي ينتظر مكالمة الساعة الثالثة فجرا ليتلقى نبأ تهديد إرهابي قد يؤرق مضجع أطفال أمريكا.



وطبعا لم يكن من الممكن للإعلام الأمريكي أيضا أن يدع زلة لسان أو كذبة بيضاء تمر مرور الكرام دون التعرض لأدق تفاصيلها وبالتأكيد دون الاكتراث في حفظ ماء وجه هذا أو ذاك، ففي اليوم الذي تلا كذبة المرشحة أخرجت جميع وسائل الإعلام كل ما لديها من أرشيفها لمقاطع مصورة عن تلك الزيارة المشئومة قبل اثني عشر عاما لتظهر فيها هيلاري ـ بصحبة ابنتهاـ مبتسمة تداعب فتاة شقراء تمد بيديها الصغيرتين زهورا بوسنية وتلقي لها قصيدة شعرية..... لم يكن هناك ساعتها قصف ولا قناصة ولا رؤوس محنية ولا.....


حتى أن بعض المحللين أعادوا قراءة كتابها الذي نشر في عام 2003 والذي تتحدث فيه عن سيرة حياتها ليجدوا أنها مرت على رحلة البوسنة مرور الكرام دون إضافة عنصر الإثارة الذي يبحث عنه أي ناشر، أويبدو أنها لم تكن بعدها قد قاربت حلمها الوردي بأن تصبح يوما مرشحة الرئاسة.


ومن أجمل التعليقات التي سمعتها بهذا الصدد كانت من مذيع أل (CBS)الذي وصف هيلاري وكذباتها المتكررة ب الشخصية الكرتونية (بونوكيو) أو كما نعرفها هنا في بلادنا ب(ماجد اللعبة الخشبية) الذي يزداد طول أنفه مع كل كذبة يقولها ليصل طوله أحيانا حدا كبير جدا لا يمكن التعامل معه إلا بقول الحقيقة.


وبعيدا عن أمريكا و كذّابيها وإعلامها وشخصياتها الكرتونية نكتشف أن للكذب في بلادنا دلالات لا تتجسد في أنف طويل كأنوف بلاد العم سام ولا يكشف عنه من قبل إعلام حر سقفه السماء وحتى لو كشف عنه يكون لغايات أخرى بعيدة كل البعد عن مجرد إعلان الحقيقة ,ذلك ليس بسبب التميز أو التفوق لا سمح الله بل لأننا تعودنا على دلالات كذبية خاصة بنا كما أن لنا أيضا طرقنا الخاصة لكشفها وتمييزها فمثلا منهم من تراه وقد ازداد طول عمارته فجأة ... ومنهم من يزدادا طول سيارته ...ومنهم من يزداد طول كشف حسابه البنكي... ومنهم من يكتفي بزيادة طول كرشه وامتداده و الكثير من الأشياء تطول وتزداد طولا براحتها وأما للكشف عن حالات الكذب يكفي أن يجتمع أفراد بعدد أصابع اليد أو أقل على فنجان قهوة ليسّروا لبعضهم البعض اكتشاف دلالات استطالة ما في مكان ما وكان الله بالسر عليما.


اليوم ونحن مقبلون على الأول من نيسان سينتشر الكذب بجميع ألوانه وربما أشكاله فاحذروا يا معشر الصادقين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :