facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




" .. في البوفيه"


سليمان القبيلات
01-04-2008 03:00 AM

..في بوفيه "بترا"، أقصد وكالة الانباء الاردنية التي يتأبط مبناها دوار الداخلية يتواشج المكان والزمان فيصلح مكاناً روائياً يفيض يومياً بخرائط ذهنية ترصد بدقة متناهية التضاريس الاجتماعية لعشرات الصحفيين، الذين ينخرطون هذه الايام في قراءة المتغير على خريطة الانتخابات النقابية المرتقبة.

يهمس عثمان الطاهات في اذن نضال شديفات فينفجران ضاحكين وحولهما يتحلق زملاء لا يلتفتون كثيرا لرنة الضحك العالية، فهم اعتادوا على ضجيج الطاهات وقهقهاته الاثيرة الى النفس، لاحتفائها بالفرح دون تأويلات.

يكسر شديفات ايقاع المتحلقين بقصة تكتظ بالدلالات التي توفر له سياقا واسترسالا يعفيانه من التصريح والمباشرة فيذهب الى التلميح سبيلا لاستدراج مستمعيه الى فخ التساؤلات التي يبثها في قصته.

الزمن في قصص شديفات التي يرويها سريعا يتمظهر في هيئتين، واقعية، تسجل لحظات اغتيال القرية الاردنية التي غدت هويتها مسخاً، وفنية توظفها القصة بالترميز وإنعكاسات اسقاطاته على الواقع.

القرية في قصص شديفات تبدو مرسومة بعناية ودقة لا تتأتى الا لمتورط في تحولات الريف الاجتماعية وحراكه اليومي، فهو ابن العالوك والراصد اليقظ لجوانيات الناس المتعبين وأفراحهم الطارئة المضمرة هلعاً قسرياً.

قاموس نضال مشحون بالواقعية المكتظة بسخرية مرة تغوص في ما وراء الوصف والتوصيف، سخرية مسكونة بإيمان لا يؤمن بالأفكار المعلبة.

أما الطاهات الذي تثير سخريته المُرّة أسئلة تفضي الى توتر يصير معه التقاط الانفاس غنيمة تنطوي على فتنة الوقوع في أسر الحنين للعودة الى الطهر والتحرر من الالتباس.

عودة تعني هروباً الى ذاكرة مهترئة ومتشظية لشخصياتنا المنكسرة التي لم تستطع التمرد على نسقها البليد حتى في محاولته طرد شبح الكآبة التي تلم باصغر تفاصيل حياتنا.

عودة الى الدورة الانتخابية لنقابة الصحفيين فهي وفق زميل، محاولة يجهد الصحفيون خلالها من أجل رتق صورة تبعثرت بفعل انزواء ربما كان طوعاً أو خطفاً عبر عشرات السنين.

زميلي إياه يوجز الحال، أقصد واقع حالنا فيشبهه بحال القرية التي خطفتها "حداثة" او سوء طالع فدخلت في تيه تبدو رحلته القسرية طويلة.

muleih@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :