facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحسين .. نصف قرن من الحكمة


سميح المعايطة
14-11-2014 03:04 AM

رحم الله الحسين، عبارة تحمل أقل معاني الوفاء لزعيم ربما نحتاج إلى زمن قادم حتى نكتشف كم كان أردنياً عربياً، وكم هو مخزون الحكمة الذي جسده الحسين رحمه الله وهل يقود دولة عاشت داخل صراعات لم يكن الصراع العربي ــ الصهيوني أهمها بل كانت الصراعات داخل البيت العربي وأنظمته التي تغيرت مظاهرها ولهجاتها السياسية لكنها في الجوهر كانت واحدة.

وكان على الملك الشاب وهو يتولى مقاليد الحكم ولم يصل إلى سن العشرين أن يحافظ على دولته الناشئة الفقيرة من تحديات الأعداء والأشقاء، ومؤامرات الرجعيين والثوريين، وأن يضع الأردن على طريق البناء والتطوير وأسس الدولة الحديثة.
وكانت السنوات تمر عاماً بعد عام وهو يقاتل على جبهة بناء الخطاب الواقعي والمصداقية في مواجهة حملات تضليل الناس وإغراقهم في الأحلام ليجدوا في نهاية الطريق هزائم ونكسات، وكان عليه ــ رحمه الله ــ أن يواجه من كانوا يرون في الأردن ساحة لنفوذهم عبر أتباعهم من التنظيمات والشعارات، وكان عليه أيضاً أن يخرج بالأردن من كل مرحلة صعبة إلى حالة تعافي ليستمر في مسيرة البناء.

رحم الله الحسين الذي نستذكر اليوم ذكرى ميلاده، فقد استثمر كل مكونات الخير والعطاء لدى الأردنيين ورسم لنفسه صورة حقيقية عنوانها الحب والإيمان به قائداً ومرجعية واباً، وخرج من كل فتنة وأزمة أكثر قوة واصراراً، ولو استسلم ومعه الأردنيون لإحباط المراحل الصعبة لما كان الإنجاز الذي نفتخر به اليوم على مستوى التعليم وصناعة الإنسان وبناء المؤسسات، وبناء صورة الدولة الأردنية المعتدلة وذات المزاج الوسطي الحقيقي.

ورغم كل ما واجه رحمه الله من مكائد ومؤامرات في الداخل والخارج إلا أنه كان يحصد بعد كل مرحلة صعبة تعزيزاً لمكانته مرجعاً وطنياً للجميع، وكان الأردن بحكمة الحسين الدولة التي تحتوي كل أنواع المعارضة بل ويتحول فيها أكثرهم تشدداً إلى جزء من مؤسسات الدولة وأصحاب القرار فيها.

رحم الله الحسين الذي كرس في الأردن نظاماً سياسياً هو الأقدم في المنطقة من حيث البقاء والاستقرار، ورغم كل الإنقلابات السياسية والفكرية والشخصية التي حولنا بقي الأردن نظاماً أردنياً ملكياً برلمانياً هاشمياً.
ليس من السهل أن يتم الحديث عن نصف قرن من الحكمة والحزم والرؤية الثاقبة والإنجاز، لكنها مناسبة لنستذكر ذلك القائد والأب الذي حمل أمانة هذا البلد عبر حوالي خمسين عاماً، وإن كان الأردنيون لا يحتاجون إلى مناسبة للحديث عن الحسين، فمساره ونهجه الهاشمي ما زالا عنوان الدولة من خلال جلالة الملك عبدالله، فمنهج الدولة منذ إن كانت الإمارة حافظ على ثوابته، وحمله ملكاً بعد ملك.
رحم الله الحسين، وأدام الله الأردن قوياً آمناً.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :