عمون - عوض الصقر - افتتح قاضي القضاة امام الحضرة الهاشمية سماحة الشيخ احمد هليل، مندوبا عن سمو الامير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الثقافية والدينية، اليوم الملتقى العلمي الثالث لدائرة الإفتاء العام بعنوان (فقه التنوع والتعددية في اطار وحدة الامة).

واكد هليل ان الاسلام دين يحترم الانسان ويحافظ على كرامته بغض النظر عن لونه وجنسه ومنبته، مشيرا الى ان القرآن الكريم يؤكد كرامة الانسان وانسانيته ومنهج الدعوة الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن التجريح والتشهير.

واشار الى اهمية عقد هذا الملتقى في هذا الوقت الذي تكاثرت فيه الفتن والاختلالات ومحاولات اختطاف صورة الاسلام الحقيقية التي تتجلى فيها قيم التسامح والاخاء والتعاون.

واضاف لقد كان للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الفضل في توعية الامة وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، الى رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء واسبوع الوئام بين الاديان.

من جهته اكد سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة اهمية التعددية لتطور المجتمعات وازدهارها، مبينا ان الاسلام اعتبر التعددية والتنوع الانساني واختلاف الناس مظهرا من مظاهر قدرة الله، وآية دالة على عظمته تعالى.

واضاف ينبغي للمفكرين المسلمين خاصة الذي يعيشون في المجتمعات غير الاسلامية ان يركزوا ويؤكدوا على التعددية الذاتية والتنوع الطبيعي في التقاليد والتراث الديني والثقافي والحضاري وان يوظفوا جهدهم للدفاع عن هوية الاديان والحضارات المختلفة.

واكد وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داود اهمية الملتقى في ضوء حالة الخلاف والتآكل في جسم الامة العربية بما في ذلك الخلافات المذهبية والقتل على الهوية، مشيرا الى ان الخلاف في الرأي والتعدد في المنهجية يثري الحياة وينشطها ودليل على عظمة الله الذي خلق الناس بعقول مختلفة وقلوب متغايرة. واضاف لقد جاء القرآن الكريم لتعزيز وحدة الامة وبناء كيانها، فيما الفرقة والخلاف يضعفانها ويقوضان بنيانها، داعيا الى تحقيق مفاهيم التسامح والتآلف بين المذاهب الاسلامية بعيدا عن التكفير والخروج من الملة.

وناقش المشاركون في جلسات الملتقى وهم نخبة من علماء الدين الاسلامي والقضاء الشرعي والافتاء المدني والعسكري، عددا من الموضوعات المتعلقة بدور الفقهاء في تفعيل مفهوم التعددية وتنوع الخطاب الاسلامي المعاصر والتحديات التي تعترض سبيل هذا التوجه.