facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأعمار بيد الله .. الناس والمقالات .. !


عودة عودة
30-12-2014 11:24 PM

في سنوات فاتت ، هاتفني أحد الزملاء الأعزاء.. من « الرأي»، وبعد التحية والسلام والسؤال عن الأهل والأولاد.. طلب مني « تقصير» مقالتي «الطويلة» فترددت قليلاً.. ثم وافقت، فخير أن تبقى في طابق من منزلك بدلاً من هدمه كله فوق رأسك..!

كنت أحسب أن المهمة صعبة، فقد جرت العادة في مثل هذه الحالة أن يُطلب مني «مقال آخر» بديل فأرسله على عجل الى الصحيفة, فالأفكار مطروحة في الطريق كما يقول الجاحظ.. المهم العملية الجراحية «لتقصير» مقالتي كانت سهلة.. وقصيرة وإن كانت مؤلمة جداً فبعد دقائق قليلة كانت بين يدي هذا الزميل العزيز ولسان حالي كان يقول: ما أصعب البناء.. ما أسهل الهدم..!

قبل سنوات بعيدة عندما كنا أقل من عشرة مندوبين نقيم الدنيا و نقعدها كل يوم بالأخبار الإنفرادية ...كثير من الزملاء كانوا يملئون ردهات «الرأي» وغرفها صراخاً وعويلاً.. عندما يُحجب لهم مقال أو مادة صحفية وهو حق لديهم، أما أنا فكنت أكظم غيظي وتعلمت ذلك من المرحوم طيب الذكر الأستاذ صلاح عبد الصمد «أبو طارق» وهو من أصول مصرية والذي كان يكتب مقالاً يومياً في (الرأي) وحتى وفاته بالسرطان اللعين.. لقد كان «أبو طارق» يقول لي وبلهجته المصرية المحببة عندما تُحجب إحدى موادي الصحفية: الصحفي الحق لازم يتمزق له...!

واتذكر اني دخلت على رئيس تحرير «الرأي» الأستاذ محمود الكايد «أبو عزمي» يرحمه الله ذات صباح من العام 93 من القرن الماضي وبين يدي «مقابلة» مع خالد الحسن المسؤول الفلسطيني المعروف أجريتها معه أثناء وجودي في الرباط في مهمة صحفية.. وعندما أنهى قراءتها من الصفحة الأولى حتى الأخيرة اعتذر عن نشرها وبطريقته المعروفة وضع علامة استفهام على الجهة اليسرى من الصفحة الأولى وبقلمه الأخضر.. وللمرة الأولى ناقشته في سبب منع النشر لهذه المقابلة المهمة فقال: هل نسيت بأن «أبو عمار» في عمان.. فكيف أنشر «مقابلة» لمنافسه وناقده..!!

لم أغضب طويلاً.. لملمت أوراق مقابلتي «الموءودة» بحنان و وضعتها في مكان آمن في مكتبتي في منزلي.. وبعد نحو عام توفي خالد الحسن في الرباط بسبب مرضه بالسرطان الذي كان ينهش جسده كوحش مفترس عندما إلتقيت به في الرباط، فتحول هذا الجسد الطويل العريض الى كتلة ضئيلة من العظم وقليل من اللحم إلا صوته المدوي فقد كان قوياً كالرعد في منزله، كان غاضباً من دخول م.ت.ف في عملية السلام.. المهم جئت بالمقابلة مرة أخرى الى «أبو عزمي».. فقرر نشرها و فوق ذلك وضع عنواناً جديداً لها وبخطه الجميل.. وبقلمه الأخضر: (الرأي» تلتقي خالد الحسن قبل وفاته..!
تحقيق صحفي قمت به العام 1990 عن مدينة السلط وبعنوان: السلط.. مدينة مبنية من الذهب الأصفر.. توأمة السلط ونابلس منذ العام 1927.. لقد تم وأده أيضاً من قِبل زميل (...) كان يزعم انني (سأطيره) إن نُشر كما قالها لي.. فقلت له: (و هل تعلو العين على الحاجب.. أين أنت وأين أنا..!) لكن تحقيقي نشر بعد أيام وبإصرار من سكرتير التحرير آنذاك طيب الذكر الأستاذ «هاشم خريسات».. وما الأعمار إلا بيد الله.. أعمار الناس والمقالات والمواد الصحفية.. أيضاً !





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :