facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاحتفال بالمولد النبوي .. سنة حسنة


03-01-2015 02:41 PM

عمون- أكدت جمعية الثقافة العربية الإسلامية بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

وقالت الجمعية "هذا بيان علمي فيه الدليل والبرهان على جواز الاحتفال بمولد سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وأنه من السنن الحسنة التي استنبط العلماء جوازها من القرآن والسنة النبوية، وليس الأمر كما يدعيه بعض أنه بدعة محرمة مما يدل أنهم ما عرفوا البدعة بمعناها اللغوي والاصطلاحي.

فقد ذكر الله في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القواعد ليستند عليها العلماء في استنباط الحلال والحرام والحسن والقبيح، لأن العديد من المسائل ما ورد فيها نص، وتراهم أحيانا يجمعون على قول مع أن أجسادهم لم تجتمع مما يدل على سلامة العقول لديهم في فهم الكتاب والسنة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر وإذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران" ومعنى اجتهد أي فيما لا نص فيه، وإلا فإن القاعدة الأصولية تنص إذا جاء الخبر ارتفع النظر.

ولقد كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من المسائل التي أقر العلماء جوازها واستحسانها فعلا وقولا لأنه مما يندرج تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها" رواه مسلم. لأن مما هو معلوم عند العلماء انه ليس من شرط كل بدعة أن تكون سيئة وضلالة.

فالبدعة لغة ما احدث على غير مثال سابق، قال الفيومي في المصباح : فلان بدع في هذا الأمر أي هو أول من فعله. وعلى هذا اللغوي الراغب الأصبهاني في مفرداته وغيرهما.

أما اصطلاحا فالبدعة هي المحدث الذي لم ينص عليه القرءان ولا جاء في السنة، قال ابن العربي: ليس البدعة والمحدث مذمومين للفظ بدعة ومحدث ولا معنييهما،وإنما يذم من البدعة ما يخالف السنة ويذم من المحدث ما دعا إلى الضلالة.

ومما يدل من القرآن على أن ليس كل بدعة ضلالة قوله تعالى "وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله "والشاهد قوله "ماكتبناها عليهم" وهذا مدح من الله حيث إن هؤلاء اتباع عيسى صلى الله عليه وسلم الصادقون تفرغوا للعبادة وابتدعوا رهبانية وهي الانقطاع عن الشهوات، ثم قال تعالى ما كتبناها عليهم، إنما هم أرادوا التقرب لله بهذا العمل فالله مدحهم، وحال الذين يحتفلون بالمولد النبوي كحال هؤلاء فعلوه تقربا لله تعالى وتعظيما لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي أمر الله بتعظيمه في القرآن.

ومن الأدلة من الأحاديث النبوية ما رواه مسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ". ففي هذا الحديث حث الرسول صلى الله عليه وسلم على استحداث السنن الحسنة طلبا للأجر والثواب، والمولد النبوي الشريف سنة حسنة وهو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله هذا الحديث والقاعدة الأصولية ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).

وهذا ما فهمه ذلك الصحابي لما اعتدل من الركوع خلف الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: من المتكلم قال: أنا، قال:"رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول" رواه البخاري. فهذا الصحابي لم يسمع هذا القول من الرسول ولكنه أحب أن يزيد هذه الذكر الطيب زيادة على ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول ما قال له ويحك أيها المبتدع كيف تزيد في الصلاة قولا أنا ما زدته، بل قال له: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول والطريف واللطيف أن عدد حروف كلمات هذا الصحابي هي أربعة وثلاثون والرسول صلى الله عليه وسلم قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا. فهذا إشارة من الرسول حتى لا نعترض على مسلم أحدث عملا يوافق قواعد الشرع ولا شك أن الاحتفال بالمولد النبوي لا يخالف شيئا من ذلك بل هو مشتمل على خيرات عديدة، قال العسقلاني في الفتح في شرحه للحديث السابق: واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور.
والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ـ أي يخالف قواعد الدين ـ فهو رد" رواه مسلم ، والذي يفهم منه أيضا أن من أحدث شيئا يوافق ما هو منه فهو غير مردود.

وهذا الفهم هو الذي حمل العلماء إلي تقسيم البدعة إلي أقسام عدة وليس إلى بدعة ضلالة فقط ومن ظن أنها مخصوصة فقط بالضلالة فهذا لسوء فهمه.

فالإمام الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه محدثة غير مذمومة. مناقب الشافعي للبيهقي ( 1/469).

والحافظ العسقلاني نقل عن الشافعي البدعة بدعتان محمودة و مذمومة،فما وافق السنة محمود وما خالفها مذموم بل إن العسقلاني قسمها إلى خمسة أقسام. الفتح (13/253).

والأمام النووي قال في شرح حديث وكل بدعة ضلالة :هذا عام مخصوص و المراد أغلب البدع قال أهل اللغة هي كل شئ عمل على غير مثال سابق قال العلماء البدعة خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحةـ ثم قال ـ ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب في التراويح نعمت البدعة. شرح مسلم (6/155).

والإمام الحنفي ابن عابدين قسم البدعة أيضا إلى خمسة أقسام، واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة وقال:الواجبة كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة وتعلم النحو المفهم للكتاب والسنة.رد المحتار(1/376) ولا شك أن ضعف الفهم باللغة والنحو أوقع البعض في اعتبار أن لا بدعة إلا وهي سيئة.
والحافظ بدر الدين العيني قال: البدعة على نوعين إن كانت تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة. شرحه على البخاري ( 11/126). وعلى هذا الشيخ علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (1/368). وكذلك الإمام القرطبي في تفسيره(1/67).
و أما حديث وكل بدعة ضلالة فكما قال النووي: عام مخصوص أي غالب البدع وذكر ذلك أيضا ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية،لأن كلمة كل في لغة العرب تأتي بمعنى بعض وبمعنى غالب بدليل قوله تعالى:"تدمر كل شئ بأمر ربها" في وصفه للريح الشديدة،فالله تعالى قال كل مع أنها ما دمرت السماوات والأرض إنما دمرت الكفار،وعلى هذا تفسير الحديث "كل عين زانية" أي أغلب الناس يقعون في النظر المحرم وإلا فإن عيون الأنبياء معصومة.وكذلك كم من الأولياء لا يقعون في ذلك. وأما البدع المحرمة كالقول بفناء النار وكالقول بحوادث لا أول لها.
فمن زعم أن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه و سلم فهو مذموم وممنوع بدليل أن الرسول لم يفعله فهي قاعدة باطلة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما جمع القرءان ولا نسخه ولا نقطه ولا وضع حركات الإعراب ولا بنى المآذن و لا المحاريب ولا هو طلب من خبيب أن يصلي ركعتين قبل أن يقتله المشركون، قال أبو هريرة رضي الله عنه : فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو ـ أي خبيب ـ رواه البخاري. و كذلك عثمان هو أول من ابتدع أي سن الأذان الثاني يوم الجمعة. وكذلك الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله الرسول لكنه من السنن الحسنة.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني : أصل المولد بدعة لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاث، لكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة .
ونقول لا شك أن إحياء المسلمون لهذه الذكرى يكون بتلاوة القرءان وقراءة سيرة الرسول ومدحه بالقصائد والخطب والإنشاد وهذا من محاسن الأعمال. ولا يحتفل المسلمون بها بشرب الخمر والمعازف و القواني والنساء العاريات.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:وقد ظهر لي تخريجها على اصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن الرسول قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا:هو يوم أغرق الله فيه فرعون و نجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى فقال النبي:نحن أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامهـ أي أمر ندب ـ،فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك اليوم من كل سنة،والشكر لله يحصل بأنواع العبادات كالسجود و الصيام و الصدقة و التلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي صلى الله عليه و سلم . الحاوي للسيوطي (1/190).
وقال السيوطي في رسالته التي ألفها للمولد وسماها (حسن المقصد في عمل المولد) ما نصه:عندي إن اصل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة القرءان ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها فاعلها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده.
ثم قال:واستخرجت له أنا أصلا ثانيا... يعني من السنة. الحاوي(1/189)
وابن كثير قال: أول من أحدث المولد ملك إربل الملك المظفر كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله واكرم مثواه.
ـ وقد مر به الحافظ الشيخ أبو الخطاب ابن دحية في أثناء رحلته أعجبه هذا الاحتفال ـ. قال ابن كثير:وقد صنف له الشيخ أبو الحطاب ابن دحية مجلدا في المولد النبوي الشريف سماه ( التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة،محمود السيرة والسريرة البداية و النهاية (3/13).
فهذا الملك لم يمنعه الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من القيام بطاعة الله في حكمه ولا منعه ذلك من الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى.فمن التهور اتهام من يحتفل بالمولد انهم يضيعون الواجبات الدينية أو أنه يؤخر الأمة الإسلامية فيجعل هذا ذريعة للتحريم.
وقال شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان:إن هذا المولد كان يحضره أعيان العلماء و الصوفية الحاوي ( 1/197). ولا شك أن حضور العلماء هذه المجالس إقرار منهم على جوازه واستحسانه.
والحافظ السخاوي في فتاويه يقول: إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة الأولى،ولا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهرعليهم من بركاته كل فضل عميم.

والشيخ ابن حجر الهيتمي يقول:الموالد والأذكار التي تفعل عندنا أكثرها مشتمل على خير كصدقة وذكر وصلاة وسلام على رسول الله وكان هذا جوابه في سؤال وقع له عن حكم الموالد والأذكار التي يفعلها كثير من الناس.الفتاوى الحديثية(202).
أما إذا شطح بعض الناس فقالوا أو فعلوا ما لا يليق فلا نحرم المولد لأجلهم بل ننهاهم عن الفساد ونأمرهم بما يوافق شرع الله،لأن بعض أبناء المسلمين في الأضحى أحيانا يفعلون بعض المحرمات فهل نمنع هذا العيد لأجل هذا !.
ولو لم يكن هناك نص لعالم من العلماء في جواز الاحتفال بالمولد الشريف لكفى في جوازه استحسان المسلمون له في مشارق الأرض ومغاربها،لأنه يستحيل على أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تجتمع على ضلالة، فهؤلاء مئات الملايين من المسلمين هم على صواب ومن حرم المولد على خطأ وليس له أن يشيع الفوضى بين أبناء المسلمين الذين يقيمون هذه الاحتفالات المباركة،وقد قال أبو سعيد البدري رضي الله عنه لا تجتمع أمة محمد على ضلالة.
وهذا سيدنا عبدالله بن مسعود يقول : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسنا،رواه مسلم،وهذا يشمل كل عمل أحدثه المسلمون بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم ومن ذلك المولد النبوي الشريف.وعمل المولد جرى عليه المسلمون منذ مئات من السنين فهو إجماع فعلي توارد عليه الملوك و المشايخ بما فيهم حفاظ الحديث والفقهاء والزهاد والعباد والأفراد من العوام وله اصل يرجع إليه بطريق الاستنباط. فمن القبيح أن يستقبح أناس أمرا اتفق عليه المسلمون منذ قرون مضت.

ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين فقال:"هذا يوم ولدت فيه" ألا يدل و يشير هذا الحديث إلى جواز إحداث طاعة وخير في مثل هذا اليوم المبارك؟! واليوم صار أناس لا يعرفون قدر الأنبياء لا سيما محمد وعيسى وينسبون لهم ما لا يليق بهم من الطامات ورسومات وأفلام الدنمارك وغيرها شاهد ذلك، فمثل هذا ينبغي إنكاره والاعتراض عليه،وليس الإعتراض على مولد الرسول صلى الله عليه و اله وسلم،بل علينا إظهار هذه المناسبة والتأكيد عليها لإظهار شرفه صلى الله عليه و اله وسلم، وإن كانت الشعوب تفرح وتتفاخر برجالها و أبطالها فالرسول محمد صلى الله عليه و اله وسلم أولى بأن نتفاخر ونشدوا بمفاخره وبمعجزاته كيف لا وهو سيد الأنبياء والأولياء والمرسلين.
الله عظّم قدر جــــاه محمــد أناله فضلا لديه عظيمــــــــا
في محكم التنزيل قال لخلقه صلوا عليه و سلموا تسليمــا
والحمد لله رب العالمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :