facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأحزاب وجماهيريتها المفقودة ..


12-04-2008 03:00 AM


في عام 1989 عادت الحياة الديمقراطية للاردن ، بعد مرحلة زمنية تجاوزت الثلاثين عاما ، عاشتها الاحزاب تحت الارض ، وهي ما سميت بمرحلة العمل السلبي ، لكن الحرب على تلك الاحزاب في تلك المرحلة ، لم تكن حربا ضروسا دائما ، بل عاشت الاحزاب مراحل متفاوته ، غض الطرف عن نشاطها في بعض المراحل ، خاصة في العقد الاخير من تلك الفترة .

بعد عودة الديمقراطية ، عادت الحياة البرلمانية الفاعلة ، فكان برلمان عام 1989 مميزا في تعددية توجهاته ، وفي فاعلية ما انجز ، صدر في عهده قانون جديد للاحزاب ، والغيت قوانين عفى عليها الزمن ، مثل قانون مكافحة الشيوعية ، وبدأت الاحزاب تستعد للظهور العلني والقانوني ، واطلت على الساحة احزاب جديدة ، حتى تجاوزت العشرين حزبا ، ووصلت اليوم الى اربعة وثلاثين حزبا .

لكن الفرحة لم تكتمل للكثيرين ، بعد التطورات السياسية التي هزت العالم ، وتمثلت في انهيار الانظمة الاشتراكية ، فساهم ذلك الحدث في اضعاف الاحزاب اليسارية ، بدل ان تساهم الديمقراطية الفتية التي عاشها الاردن في انتعاشها ، ثم كان سقوط بغداد عام 2003 عاملا في اضعاف احزاب قومية .

كانت المفاجأة الكبرى بعد عودة العمل الحزبي الى العلن ، هو في ضآلة المنتمين لهذه الاحزاب ، والتي كان المرء سابقا يظن انها سوف تعاني من الحمولة الزائدة ، وان الالاف سوف تتسابق للانضمام لها ، لكنه وبعد تسعة عشر عاما من الديمقراطية ، لم يتجاوز الانتماء لمعظم الاحزاب المئات ، لا بل ان بعضها وجد صعوبة في تأمين عدد خمسين من المؤسسين .

ومما يؤكد وجود الخلل في العمل الحزبي ، الازمة التي تعيشها بعض الاحزاب الاردنية هذه الايام ، وهي تستعد لتصويب اوضاعها ، وفق قانون الاحزاب الجديد ، الذي نص على ان يصبح عدد المؤسسين خمسمئة عضو ، وهذا هو الحد الادنى ، وان يتوزع نصفهم على خمس محافظات بالتساوي ، حيث ظهرت الى العلن الصعوبات التي تواجه هذه الاحزاب لتحقيق ذلك ، وجعلها تعيش ازمة حقيقية ، هي بالاصل موجودة منذ بداية الديمقراطية ، لكن المحرج لها الآن هو في ظهورها للعلن .

يجب الاعتراف ، بانه بعد حوالي عقدين من الديمقراطية ، لم تستطع الاحزاب الوصول الى الجماهير ، وهي التي انشئت لهم ومن اجلهم ، هذه الفترة الزمنية الطويلة ، كافية لبناء دول عظمى ، لذلك على الاحزاب ان تعترف بنكستها ، وان تبحث عن الاسباب الذاتية لهذه الانتكاسة ، ولا تسقط اسباب الفشل على الظروف ، فالشعب الذي انتمى للاحزاب وتفاعل معها قبل عشرات السنين ، وضحى بالكثير في سبيل انجاح مسيرتها ، هو نفس الشعب ، الذي يحجم عن المشاركة بنشاطاتها اليوم ، والظروف السياسية البائسة في تلك الفترة ، هي الأسوأ اليوم ، فالخلل موجود في الاحزاب نفسها ، وعزلتها عن جماهيرها ، هو بسبب افتقادها للبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، التي تتماشى مع تطور الزمن والظروف ، وتلبي طموحات الجماهير ، او على الأقل تكسب تعاطفها ، لكنها هذه الايام ، تفتقد الرغبة في الانتماء لها ، وتفتقد ايضا التعاطف معها ، لقد كانت الجماهير خلال العقدين الماضيين ، تراقب ادائها ، وتطابق بين الشعارات التي كانت ترفعها ، وبين ممارسات الواقع ، فلم تجد فيها القدوة ، فالديمقراطية التي طالما نادت بها الاحزاب ، تفتقدها في ممارساتها تجاه اعضائها ، فهل يعقل ان تتصدى الحكومة لدمقرطة الاحزاب ، فترفض الاحزاب ذلك ، هذا ما حدث عندما اشتمل قانون الاحزاب الجديد ، على بند يلزم بعدم انتخاب نفس الامين العام للحزب ، لاكثر من دورتين متتاليتين ، فتحتج الاحزاب على ذلك ، وكاني بها تريد زعيما للابد ، فاين الديمقراطية التي تنادي بها ؟ وكيف تصبح الحكومة اكثر ديمقراطية من الاحزاب ؟

والفساد الذي كان من اكبر العناوين ، التي رفعت الاحزاب راية محاربته تمارسه داخلها ، وبنفس الوقت تغير نمط الاداء الحكومي ، فاصبحت الشفافية ابرز سمات العلاقة مع المواطن في كثير من المجالات ، واصبح الكثيرون يحسون بالتقدير لاداء مجلس الاعيان ، تجاه مصالح الشعب ، وهو مجلس الملك الخاص ، وليس مجلسا للشعب .

هناك من يقول ، ان مرحلة الاحكام العرفية ، التي سادت قبل عام 1989 ، ما زالت تعشعش في عقول الناس ، فيخشون الانخراط في العمل الحزبي ، وهي حجة واهية ، فالحكومة اصبحت "تترجى" الناس كي ينخرطوا في الاحزاب ، ومرحلة الاحكام العرفية انقرضت منذ زمن طويل ، وظهر جيل من الشباب لم يكتوي بنارها ، ولم تعد تلك المخاوف تراودهم ، وهم يثقون بصدق توجهات الحكومة لتفعيل العمل الحزبي ، وهم أذكى من ان تنطلي عليهم مثل هذه الحجج ، وما على احزابنا الا ان تبتعد عن مداواة نفسها ، بما كان هو الداء .


m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :